الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«كلاريون بروجيكت»: بومبيو سيدفع ترامب لـ«إحكام الخناق» على قطر

22 مارس 2018 23:17
دينا محمود (لندن) رجحت وسائل إعلام أميركية أن يطلق وزير الخارجية الجديد مايك بومبيو حملةً واسعة النطاق ضد النظام القطري وحلفائه من تنظيماتٍ إرهابية وأنظمة مارقة في منطقة الشرق الأوسط، وأن تشمل هذه الحملة كذلك جماعات الضغط الموالية للدوحة في داخل الولايات المتحدة، والتي سعى «نظام الحمدين» إلى تفعيلها على مدى الشهور الماضية للتخفيف من وطأة العزلة التي يعاني منها في الوقت الراهن. وفي مقالٍ نشره موقع «كلاريون بروجيكت»، التابع لمنظمة غير حكومية غير هادفة للربح، تحمل الاسم نفسه، وتُعنى بمواجهة الأنشطة المتشددة على الساحة الأميركية، رجح الكاتب ريان ماورو أن يتبنى بومبيو الخطة التي تتبناها الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات ومصر والبحرين) لمناهضة إيران وحلفائها في قطر، بالرغم من أن الخطة نفسها كانت قد قوبلت، كما قال ماورو، بـ«رفض» من جانب وزير الخارجية الأميركي المُقال ريكس تيلرسون. وشدد المقال على أنه بات من المتوقع أن تشهد السياسة الخارجية التي تنتهجها إدارة ترامب «تغيراتٍ دراماتيكية» خلال الفترة المقبلة تحت قيادة بومبيو، الذي كان يرأس وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي آيه) منذ مطلع العام الماضي وحتى اختياره مؤخراً ليكون على رأس الدبلوماسية الأميركية. وأشار إلى أن هذه التغيرات ستؤثر على النهج الذي تتبناه الإدارة الجمهورية حيال التنظيمات المتشددة والمتطرفة، والتي تحظى بدعمٍ من جانب دولٍ ذات سياسات تخريبية مثل قطر. وذَكَّرَ المقال بالمواقف الصارمة التي اتخذها بومبيو خلال عضويته في مجلس النواب الأميركي في الفترة ما بين عاميْ 2011 و2017 ضد هذه التنظيمات والأنظمة الداعمة لها كـ«نظام الحمدين»، مُشيراً في هذا الشأن إلى أن وزير الخارجية الجديد كان من بين أوائل المشرعين الأميركيين الذين تبنوا مشروع قانون يطالب بإدراج جماعة «الإخوان» الإرهابيين على القائمة التي تعدها الولايات المتحدة للمنظمات الإرهابية، وهو ما «وضعه في مرمى الهجوم من جانب اللوبي المتشدد المدعوم من قطر». وكان هذا المشروع، الذي لم يُكتب له أن يرى النور في نهاية المطاف، قد طُرِح عام 2015 وربط في ذلك الوقت بين «الإخوان» وثلاث منظمات أخرى تتستر بالإسلام وتعمل بداخل الولايات المتحدة، من بينها مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية «كير»، والجمعية الإسلامية لأميركا الشمالية، بجانب الوقف الإسلامي في أميركا الشمالية. وحذر المقال الذي نشره موقع «كلاريون بروجيكت» جماعة «الإخوان» من أنها باتت على شفا الدخول في قائمة «التنظيمات الإرهابية الأجنبية» جنباً إلى جنب مع تنظيمٍ آخر مشبوه على الساحتين الأميركية والباكستانية، يحمل اسم «جماعة الفقراء» يتألف في غالبيته من أفارقة أميركيين، وتورط بعض أعضائه من قبل في أعمال عنف. وعزا الكاتب المتخصص في شؤون الأمن القومي الأميركي توقعاته في هذا الشأن إلى إدراك وزير الخارجية الجديد، بحكم خلفيته الاستخباراتية والتشريعية، للخطر الذي تمثله تنظيمات إرهابية مثل هذه، إلى حد أنه لم يتردد في الدخول في صدام «مع متشددين محليين (في الولايات المتحدة) عندما كان عضواً في الكونجرس». وساق ماورو أدلةً على نجاح الحملات التي شنها بومبيو في ذلك الوقت ضد المتشددين وداعميهم من القطريين وغيرهم، عبر الإشارة إلى أن جهود هذا الرجل أدت وقتذاك إلى أن تتعرض بعض المنظمات المتشددة في داخل الولايات المتحدة لضغوطٍ قوية من جانب الرأي العام، حينما أعلنت إحداها اعتزامها استضافة متحدثٍ ذي صلة بالإرهاب، وهو ما أدى في نهاية المطاف إلى إلغاء الحدث برمته. واعتبر الكاتب أن اختيار بومبيو بديلا لـ«تيلرسون»، يشكل «إعادة تشغيلٍ» لمنظومة السياسة الخارجية في إدارة ترامب بعد أقل من 14 شهراً، على تنصيب الرئيس الجمهوري في منصبه، وذلك في ضوء المواقف المتراخية التي اتخذها الوزير المعزول حيال دولٍ مثل قطر وإيران، وجماعاتٍ إرهابية كـ«الإخوان». واتهم ماورو، تيلرسون بأنه تبنى مواقف مخيبة للآمال بشدة على صعيد التعامل بصرامة مع جماعات الضغط الموالية لقطر و«الإخوان» على الساحة الأميركية. وقال: «إن ذلك أدى إلى ضياع فرصة هائلة للضغط على قطر، في ظل الموقف الموحد الذي اتخذه العرب ضد هذه الدولة راعية الإرهاب بعد الكلمة التي ألقاها (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب في الرياض، خلال القمة التي عُقِدتْ هناك في مايو من العام الماضي، وقوبلت بشكلٍ إيجابي. وأشار الكاتب إلى أن الوزير المُقال، الذي وصفه بأنه كان يمتدح النظام القطري لخدمة مصالحه الشخصية، كان أكثر شخصية في إدارة ترامب تتحمل مسؤولية إنقاذ «الإخوان» من الإدراج على القائمة الأميركية لـ«التنظيمات الإرهابية الأجنبية»، وهو ما كان سيؤدي إلى «بدء تفكيك الشبكة (التابعة لهذه الجماعة الإرهابية) في داخل الولايات المتحدة». وأبرز المقال في هذا السياق ما قاله الوزير المُقال لبعض زملائه، قبيل إزاحته من منصبه، من أن الأزمة القطرية شكلت أكبر «مساحة للاختلاف بينه وبين ترامب، بجانب الخلاف بشأن إيران». وأعرب عن دهشته إزاء «الحماسة المشبوبة التي كان تيلرسون مُفعماً بها، فيما يتعلق بالدفاع عن قطر»، وهي الحماسة التي لم يتسم بها إزاء قضايا أخرى معقدة طُرِحت على بساط البحث على صعيد السياسة الخارجية للولايات المتحدة، خلال فترة توليه منصبه وزيراً للخارجية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©