القوات الليبية على حدود تونس تبطئ تدفق النازحين

ارتفع عدد النازحين من أعمال العنف في ليبيا الى اكثر من 191 الفا و754 شخصا معظمهم من العمال الأجانب وفق أرقام مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية الذي حذر من أن سيطرة القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي على المعابر الحدودية مع تونس ابطأت تدفق اللاجئين. وأوضح المكتب في بيان " أن بين النازحين 104 آلاف و275 شخصا لجأوا إلى تونس و85 ألفا وصلوا إلى مصر و4 آلاف الى الجزائر"، وقال "إن حوالى 12500 شخص ما زالوا ينتظرون إجلاءهم من تونس بينهم 10 آلاف من بنجلادش،"، وأضاف "أن هناك 10 آلاف شخص يحاولون التوجه حاليا إلى معبر السلوم على الحدود المصرية حيث يتوقع وصولهم في غضون يومين أو ثلاثة ايام. وقالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة "إن العمال الاجانب الذين يحاولون الفرار من ليبيا ربما يكونوا محاصرين أو ممنوعين من الوصول إلى الحدود التونسية". في وقت قال المفوض السامي لشؤون اللاجئين أنطونيو جوتيريس "إن العمال الأفارقة الذين تقطعت بهم السبل في ليبيا هم أكثر الفئات تعرضا للمخاطر"، محذرا "من أن حياة مئات الألاف معرضة للخطر". وأوضح جوتيريس "هناك مئات آلاف العمال الأفارقة في ليبيا ولم يصل سوى عدد قليل منهم إلى منطقة الحدود..تلقينا مكالمات من أناس في وضع بائس خائفين من مغادرة بيوتهم..ذلك هو وضع هذه الجاليات الأفريقية داخل ليبيا والذي يعد الآن أكبر مصدر للقلق لدينا". وقال جوتيريس إن استخدام الزعيم الليبي معمر القذافي لمرتزقة أفارقة ولد شكوكا لدى الليبيين في أي أفريقي. وأضاف أن عدد الناس الذين يعبرون الحدود إلى تونس تراجع من حوالي 15 ألفا في اليوم إلى 1800 شخص وإلى عدد صغير نسبيا في الساعات الماضية، وهناك وجود كبير للشرطة والجيش على الجانب الليبي من الحدود ولم يكن واضحا إذا ما كان الناس الذين يحاولون الوصول إلى المعبر محتجزين في الطريق. وناشد جوتيريس الدول المجاورة والمجتمع الدولي بذل قصارى جهدهما لمساعدة الأفارقة، وقال "أعتقد أن حياة الآلاف بل مئات الألوف مهددة"، واضاف "إذا انزلقت ليبيا إلى حرب أهلية كاملة فإن أعدادا هائلة من الليبيين قد تسعى أيضا إلى الفرار من ليبيا". وحذرت مفوضة الاتحاد الأوروبي للشئون الإنسانية كريستالينا جورجيفا "من انه في حال احتدم القتال في ليبيا قد نشاهد مغادرة عائلات ونساء وأطفال ولاجئين حقيقيين وسيكون وضع يصعب للغاية التعامل معه، لان الأزمة الإنسانية ستتفاقم". وقالت جورجيفا "هناك جالية ضخمة للغاية من بنجلاديش مشردين، تحدثت إلى بعضهم..ليس لديهم سفارة ولا يرون بصيص أمل..هذه هي الرسالة الموجهة لدول الاتحاد: دعونا نساعد هؤلاء الذين يعانون من الصعوبات الأكبر". وبدأت البحرية الألمانية امس عمليات إجلاء لاجئين من السواحل التونسية. وقال متحدث باسم وزارة الدفاع إن فرقاطتين رستا وسفينة إمدادات أمام ميناء قابس وتم نقل مئات المصرين النازحين من ليبيا على متن هذه السفن للعودة إلى وطنهم. كما أبحرت حاملة المروحيات الفرنسية ميسترال امس من ميناء تولون (جنوب شرق فرنسا) تواكبها فرقاطة مضادة للغواصات متوجهة الى تونس حيث ستقوم باعادة ما لا يقل عن 900 مصري عالقين على الحدود إلى بلادهم بناء لطلب السلطات المصرية. ويتوقع ان تصل السفينة صباح غد الاثنين إلى مرفأ جرجيس جنوب شرق تونس القريب من الحدود الليبية، وستحتاج ثلاثة أيام للرسو في الاسكندرية. وأعلن مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون القنصلية والمصريين في الخارج السفير محمد عبد الحكم أن إجمالي عدد المصريين الذين عادوا من ليبيا وتونس عبر المنافذ البرية والجوية والبحرية بلغ حتى الآن 145 ألف مصري.