الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

إجلاء مقاتلي المعارضة وعوائلهم من الغوطة إلى إدلب

إجلاء مقاتلي المعارضة وعوائلهم من الغوطة إلى إدلب
23 مارس 2018 12:24
عواصم (وكالات) انطلقت في مدينة حرستا شرق العاصمة السورية دمشق، أمس، عملية إخراج نحو 1500 مسلح و6 آلاف من أفراد عوائلهم غير الراغبين في تسوية أوضاعهم إلى محافظة إدلب شمال سوريا، وجرى تسليم أول دفعة من أسرى قوات النظام وآخرين لدى حركة «أحرار الشام»، على أن يجري تسليم دفعات في وقت لاحق. في حين استعاد الجيش السوري السيطرة الكاملة على منطقة وادي عين ترما في الغوطة، بالتزامن مع غارات للنظام على مناطق أخرى في الغوطة، أسفرت عن مقتل 20 مدنياً وجرح 40 آخرين، كما قتل 4 مدنيين آخرين بقصف للمعارضة على دمشق، إضافة إلى مقتل 22 مدنياً بغارات استهدفت سوقاً في بلدة بمحافظة إدلب. ويأتي الإجلاء بموجب اتفاق أعلنت عنه حركة «أحرار الشام» بعد مفاوضات مع روسيا. وأفاد التلفزيون السوري الرسمي حتى الساعة الخامسة، عصر أمس، بخروج 1824 شخصاً، بينهم 319 مقاتلاً من حرستا الواقعة على بعد حوالى خمسة كيلومترات شرق العاصمة. وتتجمع الحافلات التي تقل المدنيين والمقاتلين وفق مصدر عسكري آخر، في «منطقة تماس بين الطرفين، قبل أن تنطلق إلى مناطق سيطرة الجيش، ومنها إلى إدلب» في شمال غرب سوريا، وتستغرق الطريق إلى إدلب ساعات طويلة. وقال مصدر عسكري: «من المتوقع أن يخرج نحو ألفي شخص، بينهم 700 مسلح في دفعة أولى على متن 40 حافلة»، على أن تخرج آخر دفعة اليوم الجمعة. وتجمع عند أطراف حرستا صحافيون وعدد من الجنود الروس والسوريين، إلى جانب دبابات وسيارات إسعاف. وتوقفت عشرات الحافلات البيضاء منذ الصباح الباكر على جانب الطريق المؤدي من دمشق إلى حرستا، قبل أن يدخل عدد منها إلى المدينة لنقل المغادرين. وكان مفترضاً أن تبدأ عملية الإجلاء عند الساعة السابعة صباح أمس، لكنها تأخرت ساعات. وأوضحت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن العدد الإجمالي للأشخاص الذين سيخرجون بموجب الاتفاق يصل إلى «1500 مسلح وستة آلاف من عائلاتهم» على دفعات. وردا على سؤال حول الأسباب التي دفعت إلى إبرام الاتفاق، قال رئيس المجلس المحلي لحرستا حسام البيروتي: «إن حرستا حوصرت من دون مقومات طبية وإغاثية، تدمرت بالكامل، وأحوال الناس باتت في الويل». وأضاف: «خلال الأسبوع الأخير، لم تجد 50% من العائلات ما تأكله، وانتشر الجرب والمرض في الأقبية، وبالإضافة إلى ذلك كانت الصواريخ تطال حتى الأقبية، حوالي خمس مجازر حصلت في الأقبية». وعادة تشكل محافظة ادلب في شمال غرب سوريا وجهة هؤلاء، وهي واقعة بمعظمها تحت سيطرة «هيئة تحرير الشام» (النصرة سابقاً) مع وجود لفصائل أخرى، أبرزها حركة أحرار الشام. وتعرضت بلدات عدة في القطاع الجنوبي ومدينة دوما لقصف جوي ومدفعي أمس، ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 20 مدنياً في الغوطة الشرقية، قتل 16 منهم في غارات سورية على بلدة زملكا جنوبا. وأشار إلى أن «الغارات مستمرة بكثافة». وارتفعت بذلك حصيلة الحملة العسكرية منذ أكثر من شهر إلى أكثر من 1560 مدنياً، بينهم 316 طفلاً، وفق المرصد. وترد الفصائل المعارضة على التصعيد في الغوطة باستهداف دمشق ومحيطها بالقذائف، ما تسبب أمس بمقتل 4 أشخاص في دمشق، وفق ما أفاد التلفزيون الرسمي. وفتحت قوات النظام قبل فترة ثلاثة معابر لخروج المدنيين الراغبين من الغوطة الشرقية، هي حرستا ومخيم الوافدين قرب دوما وحمورية جنوباً. وعبر معبر الوافدين غادر أكثر من 5 آلاف مدني أمس مدينة دوما، وفق المرصد. وتوجه نازحو الغوطة الشرقية إلى مراكز إيواء أنشأتها الحكومة في ريف دمشق، وصفت الأمم المتحدة الوضع فيها بـ«المأساوي»، وطالبت بإعادتهم إلى منازلهم أو عدم إخراجهم منها. وفي السياق، قال المرصد: «إنه جرى قبل الظهر أيضاً تسليم أول دفعة من أسرى قوات النظام وآخرين لدى حركة «أحرار الشام»، على أن يجري تسليم دفعات في وقت لاحق». وقال مصدر عسكري في المكان: «حصل تبادل، سلمناهم 6 معتقلين، وأفرجوا هم عن 13 عسكرياً ومدنياً». من جانب آخر، أكد مصدر عسكري سوري أن الجيش بدأ باقتحام بلدة عين ترما شرق دمشق بعد سيطرته على وادي عين ترما، وحيث ما زالت المعارك مستمرة داخل البلدة، ووجه الجيش ضربات صاروخية على بلدتي حزة وعربين. ومع دخول الجيش السوري إلى أطراف بلدة عين ترما، تبقى ثلاث بلدات في الغوطة تحت سيطرة المعارضة، وهي بلدات زملكا وعربين وحزة، إضافة إلى حي جوبر الدمشقي ومدينة دوما ومدينة حرستا، التي ينتظر أن يدخلها الجيش السوري خلال اليومين المقبلين، وبذلك يصبح أكثر من 85% من الغوطة الشرقية تحت سيطرة القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها . إلى ذلك، أفاد المرصد بأن 22 مدنياً قتلوا أمس، في غارات يعتقد أنها روسية، استهدفت سوقاً في بلدة حارم في ريف إدلب الشمال، والقريبة من الحدود السورية التركية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©