الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

1144 قتيلاً وآلاف الجرحى حصيلة زلزال الصين

1144 قتيلاً وآلاف الجرحى حصيلة زلزال الصين
17 ابريل 2010 01:06
ارتفعت حصيلة ضحايا الزلزال الذي ضرب مقاطعة يوشو شمال غرب الصين الأربعاء الماضي، إلى 1144 قتيلاً، على ما أعلنت الجمعة وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية “شنخوا” أمس، في حين سادت حالة من الحزن بين سكان التبت ممن فقدوا أقارب لهم بالكارثة بينما عثرت فرق الانقاذ على عدد من الناجين وشكا السكان المشردون من تأخر وصول المساعدات. وكانت حصيلة رسمية سابقة أكدت مصرع 791 شخصاً بالزلزال المدمر إضافة إلى 294 مفقوداً على الأقل و11 ألف و447 جريحاً بينهم 1176 شخصاٍ بحال الخطر. لكن بعض السكان شككوا في هذا الرقم وقالوا إن آخرين كثيرين قتلوا دون أن يتم إحصاؤهم. وتؤيد تقديرات لمنظمات غير الحكومية مقتل عدد أكبر بالزلزال. وقضى الناجون من زلزال الأربعاء الماضي، ليلة أخرى متراصين تحت الألحفة في خيام بينما عمل الأطباء على علاج الجرحى في مركز طبي متنقل. وفي أحد أحياء التبت على مشارف جيجو تدخلت الشرطة لتفريق حشد غاضب كان ينتظر إنزال الخيام من إحدى الشاحنات. وقالت قونا لا جي التي تبلغ من العمر 67 عاما التي بدا عليها الوهن، إن سكان المنطقة يعتقدون أن أشخاصاً من ذوي النفوذ السياسي يحصلون على نصيب من الخيام والمؤن الأخرى يفوق ما يحصل عليه غيرهم. وتدخلت المرأة التي يعاملها السكان المحليون كواحدة من كبار الشخصيات بالقرية، لإقناع الأهالي بعدم اللجوء إلى الشجار والعراك. وقالت “نريد الطعام والوقود والخيام والماء فالمتاح لا يكفي. عندما يكون الناس في يأس من هذا القبيل يشعرون بغضب كبير إذا لم توزع الأشياء بالعدل”. وقال بعض الناجين إنهم شاهدوا خياما يأخذها أناس ليسوا من قاطني مقاطعة يوشو المنكوبة. وأضاف سونا مين جو البالغ من العمر 32 عاما والناجي من الزلزال “المسألة هي أن بعض الناس ممن لم يضاروا من الزلزال، يستولون على خيامنا ويسرقوها. هؤلاء الأشخاص الذين جاءوا في وقت لاحق اليوم لم يتمكنوا من الحصول أي خيام”. وقال “عائلاتهم تعاني ظروفا صعبة بعضهم فقد أقرباء لهم وليس لديهم مطبخ لطهو الطعام ولا خيام ولا بيوت”. لكن في بكين قال مياو تشونج قانج نائب مدير وحدة معونات الزلزال بإدارة الزلازل الصينية، إن أعمال الاغاثة تسير “بشكل منتظم”. وانضم المئات إن لم يكن الآلاف من الرهبان البوذيين في التبت بزيهم التقليدي إلى جهود الانقاذ التي يقوم بها الجنود وفرق الانقاذ في مقاطعة يوشو النائية التي تهب عليها رياح عاتية. وعلى ربوة أسفل الدير الرئيسي في جيجو اجتمع رهبان لترديد صلوات أمام أكوام من القتلى. وساعد البعض السكان على البحث عن أقاربهم بين ما بدا أنه مئات الجثث التي وضعت على منصة مغطاة. وقضى العديد من المصابين ليلة باردة في الخيام أو في العراء انتظارا لمساعدات طبية. وقال أطباء منهكون إنهم لم يناموا تقريباً على مدى اليومين المنصرمين. وكانت وسائل الإعلام الرسمية أفادت أمس، أن الزلزال الذي بلغت قوته 7,1 درجة، تسبب بمقتل 65 شخصاً يتحدرون من مقاطعة سيشوان المجاورة التي دمرها زلزال عام 2008 لكنها لم توضح إن كانوا ضمن حصيلة القتلى التي أعلنت أمس. وشكك بعض سكان المنطقة في هذا الرقم وقالوا إن آخرين كثيرين قتلوا دون أن يتم إحصاؤهم. وتؤيد تقديرات لمنظمات غير حكومية مقتل نحو ألف شخص في الزلزال. وقضى نحو 10 آلاف من الناجين من الزلزال ليلتهم الثانية في العراء وسط درجات حرارة متدنية، بينما عمل الأطباء على علاج الجرحى. وكان رئيس الوزراء الصيني ون جياباو الذي وصل أمس الأول إلى المنطقة المنكوبة للإشراف مباشرة، على عمليات الإنقاذ بعدما أرجأ زيارة كانت مقررة لكل من بروناي وإندونيسيا وميانمار الأسبوع الحالي، ألقى كلمة أمام سكان جيجو في وقت متأخر مساء أمس الأول، وتسلق الأنقاض وتعهد باستئناف جهود الإنقاذ. وواصل جياباو أمس تفقده لمدينة جيجو التي انهار 85% من مبانيها، ويقوم بإدارة عمليات البحث ومحاولاً تقديم دعمه لحوالي مئة ألف مشرد. وبث تلفزيون “سي سي تي في” مشاهد لرئيس الحكومة وهو يتسلق جبالاً وعرة بصعوبة وبمساعدة رجال إسعاف، أو راكعاً تحت خيمة محاولاً مواساة امرأة وطفلها من التبتيين. وقال رئيس الحكومة في مقر عام الإسعاف بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية “الأولوية لإنقاذ الناس. لن نتخلى عن ذلك ولو بقي هناك بصيص أمل ضئيل”. وذكرت وكالة شينخوا أن بعض الحوامل نقلوا مسافة ألف كيلومتر إلى مدينة شينينج عاصمة المقاطعة بعدما ولد طفلان على الأقل في خيام أمام مستشفى جيجو المتضررة من الزلزال. وأمس تسلم رجال الإنقاذ الذين كانوا لا يزالون يحفرون بأيديهم أحياناً، معدات ثقيلة أرسلت إلى المنطقة وإنما بكميات غير كافية على ما يبدو لتلبية حاجات هذا الحجم من الدمار. ويتعين على آلاف المسعفين أن يواجهوا أيضاً فقدان الأوكسجين في هذه المنطقة الواقعة على ارتفاع 4 آلاف متر مع درجات حرارة جليدية. والمشهد هو نفسه بالنسبة إلى الجميع. وتقول سونانمان “فقدت كل شيء”. وسونانمان صينية من التبت تبلغ 52 عاماً وقد فقدت 10 من أفراد عائلتها وتهيم على وجهها وهي تحمي بمعطفها ابن شقيقتها البالغ 4 أعوام. وقالت لوكالة فرانس برس “لا نملك شيئاً، حتى الأكل”. وقد ترتفع حصيلة القتلى خلال الساعات المقبلة.
المصدر: بكين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©