مكتبة «تراث الإمارات» مقصد للباحثين عن عبق التاريخ

يفوح من مكتبة «نادي تراث الإمارات» عبق التاريخ، رفوفها مليئة بكتب ومعلومات تروي تاريخ الإمارات والعالم العربي والعالمي، وتصميمها أخذ بعين الاعتبار ما تحمله من أرشيف، فخرجت متجانسة في الشكل والمضمون. يجلس محمد رجب السامرائي على مكتبه الخشبي يخط اسطراً تحاكي تاريخ هذه المنطقة، يروي قصصا من مكتبة تحولت إلى مقصد لكل باحث وطالب معرفة بعد أن انتقلت إلى مكانها الحالي في مبنى «نادي تراث الإمارات» أبوظبي. خلف الباب الخشبي الضخم، صفت كل هذه الكتب والموسوعات على رفوف خشبية تحت سقف من حصير، وفي وسط المكتبة وضعت جرار ماء على قطعة من الخضرة. وقد تم تهوئة المكتبة بطريقة صحية كي لا يتلف الورق. يشير السامرائي إلى أن فكرة إنشاء المكتبة بدأت مع الحاجة إلى كتب ومراجع محلية يمكن استخدامها في مجلة «تراث» الصادرة عن النادي، اضافة إلى الحاجة إلى إنشاء أرشيف لكل ما ينشر عن النادي في الصحف والمجلات المحلية وتوثيق كل الفعاليات والنشاطات التي يقوم بها النادي. ويقول «كنت احتاج إلى معلومات فاجدها على قصاصات ورق متناثرة وغير مصنفة، فقمت بترتيبها والاستادة منها». وبوشر العمل بمشروع الأرشفة، وخصصت ملفات ضمت في طياتها كل المعلومات والصور والنشاطات، وتناولت مواضيع تتعلق بالتراث والأزياء والعادات والتقاليد. وقامت فوزية الحمادي،إحدى العاملات في النادي بوضع عدد منها على أقراص مدمجة. ولم يقتصر عمل المكتبة على جمع المعلومات، بل قامت المكتبة بإصدار العديد من الكتب إلى ان وصلت الى 40 كتاباً. تناقش هذه الكتب مواضيع في اللغة والأدب والثقافة والتاريخ والحضارة ودواوين الشعر، اضافة إلى عشر إصدارات إلكترونية. وهناك كتب تتناول مواضيع تتعلق بتراث الإمارات، والإبل، ومصطلحات اللهجة الإماراتية، والنوخذة، ومسيرة الشيخ زايد رحمه الله، وسيرة الأجداد، وفخر الاتحاد، وجزيرة دلما، والعمران التقليدي كما يصدر عن النادي مجلات ودوريات كمجلة «تراث» التي طبع العدد الأول منها في ديسمبر 1998. ويشير جمعة الدرمكي مدير إدارة الإعلام والعلاقات العامة في النادي، إلى أن المكتبة تعتبر «نقطة ارتكاز في النشاطات التي نقوم بها كونها مركز توثيق وارشيفا للنادي والباحثين».