أمير قطر يفتتح مؤتمر الحوار الوطني اللبناني

افتتح أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني مساء امس في الدوحة مؤتمر ''الحوار الوطني اللبناني'' الذي يجمع زعماء ''الأكثرية'' والمعارضة بهدف إخراج لبنان من أزمته المستعصية· وأعرب الشيخ حمد في كلمته عن أمله فى أن يكلل الحوار بالتوفيق والنجاح فى إعادة الأمن والاستقرار إلى لبنان· وقال إن ''قطر بلد يعرف حدوده ولا يسعى لدور يفوق طاقته انما يسعى ليكون ساحة للنوايا الحسنة''، آملا ''أن يكون الجميع قادرين على منع لبنان من الانزلاق في منزلقات خطرة''· وأضاف ''من واجبنا ان نقف الى جانب لبنان لنساعده ونصونه''· وقال مخاطبا القاده اللبنانيين ''أمامكم عمل كبير وشاق وسوف نتابع مداولاتكم ولن اكون بعيدا عنكم''· وفي ختام الكلمة المقتضبة للامير، رفعت الجلسة على ان يلتئم الحوار الساعة 10,30 من صباح اليوم السبت بتوقيت قطر· حضر جلسة الافتتاح سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية وعمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية ،اعضاء اللجنة الوزارية العربية بالاضافة الى اركان الحوار اللبناني الـ14 عدا الأمين العام لـ''حزب الله'' حسن نصرالله الذي مثله رئيس كتلة حزبه النيابية· من جهته قال الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى إن الأجواء تبشر بنجاح المحادثات بين الفرقاء اللبنانيين ،رافضا تحديد موعد زمني للتوصل إلى اتفاق ينهي الأزمة· وكشفت مصادر حكومية لتلفزيون ''أخبار المستقبل'' ان رئيس الحكومة اللبنانبة فؤاد السنيورة سيطرح خلال اجتماع الحوار الوطني صيغة 13-10-7 الحكومية· وتوقعت المصادر أن يدوم الحوار لأربعة أو خمسة أيام، وإلا فذلك يعني ان الأزمة معقدة والحوار سيطول كثيرا· وأكدت ان الفرقاء اللبنانيين جميعا متفقون على اعتماد قانون انتخاب على أساس القضاء· وأكد وزير الاتصالات مروان حمادة ان المباحثات الجدية ستبدأ اليوم برعاية رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني ''لكننا لا نعرف كم ستطول''، وأعلن ان وفد الحكومة سيشدد على المسلمات الأساسية وأهمها احتكار الدولة لجميع مقومات السيادة الوطنية· وكشف حمادة عن حصول تواصل بين فرقاء ''الاكثرية'' والمعارضة في الطائرة التي أقلت الوفود اللبنانية الى الدوحة ''باستثناء وفد ''حزب الله'' الذي لم يختلط مع أحد خلال الرحلة''· ودعا رئيس الهيئة التنفيذية في ''القوات اللبنانية'' سمير جعجع ''حزب الله'' لتخفيف تواقعاته، معتبرا أن موازين القوى العسكرية لن تؤخذ بعين الاعتبار خلال الحوار في الدوحة· وأكد جعجع ان الأحداث الأمنية الأخيرة دفعت الموالاة للذهاب إلى الحوار في الدوحة، مشددا على أن موضوع علاقة ''حزب الله'' بالدولة سيكون نقطة أساسية خلال الحوار· ونو وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل بجهود اللجنة الوزارية العربية لإيجاد حل للأزمة اللبنانية· واكد على ضرورة التزام حل يستند الى الدستور والطائف، لكنه اشار الى ان ''المحك الحقيقي يبقى في تطبيق الاتفاق خصوصا عبر أهمية عدم استخدام السلاح مجددا''· وأكد على ضرورة البدء بالتنفيذ الشامل للمبادرة العربية التي تنص على انتخاب العماد سليمان فورا وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية وإقرار قانون انتخابات عادل· وفي مؤتمر صحفي عقده في الرياض أعلن الفيصل ان السعودية تتابع عن كثب الحوار بين الفرقاء اللبنانيين في الدوحة، معلنا تطلعه ان يخرج المتحاورون بحل شامل للأزمة وفق أولويات المبادرة العربية· وأكد ان الرياض ستقف الى جانب الحكومة اللبنانية لأنها تمثل الشرعية حتى تتغير هذه الحكومة نتيجة انتخابات· ورد الفيصل على الاتهامات الايرانية بالتحيز الى فريق في لبنان، معلنا ''اننا في الرياض لا نأخذ نفس المسافة مِنْ مَن هو على حق ومن هو على باطل''· الى ذلك اعربت الولايات المتحدة عن دعمها الكامل لمؤتمر الحوار ، مؤكدة انها لن تتدخل في المفاوضات بين الحكومة اللبنانية و''حزب الله''· وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية للصحفيين ''نحن سعداء لحصول حوار ولتوقف المعارك في الشوارع''، معتبرا أن مؤتمر الدوحة ''يقدم أملا للخروج من المأزق''· واضاف المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته ''نريد قبل كل شيء ان نقول اننا ندعم هذه العملية لان هناك كثيرين يريدون ان يقولوا اننا لا ندعمها''· وكشف ان الادارة الاميركية اتصلت بمسؤولين لبنانيين من كل الطبقات السياسية لتؤكد لهم ''اننا ندعم هذه العملية، واننا سنساعدهم ولكن من دون ان نتدخل''· واضاف ان الادارة الاميركية اتصلت ايضا بقادة عرب من بينهم رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني للاعراب عن دعمها لمؤتمر الدوحة· وشدد المسؤول الاميركي على ان بلاده لا تريد ان يعمد ''حزب الله''، الى التذرع بتصريحات اميركية لمغادرة طاولة الحوار اذا اعتبر أن التنازلات التي سيطلب المتحاورون منه تقديمها لا تناسبه·