الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أحمد اليحيائي... الخيول عالمه وتصويرها هوايته!

أحمد اليحيائي... الخيول عالمه وتصويرها هوايته!
17 ابريل 2010 21:19
هو شاب إماراتي مناضل وطموح، لم يتجاوز 22 عاما من ربيع شبابه، يتميز بثلاثية فريدة وسط أمثاله من الشباب الإماراتيين، فهو يجمع بين الفروسية والتصوير وطلب العلم، طموحاته تعدت عمره الطبيعي، طالب في صفوف جامعة الشارقة، تخصص محاسبة، فما الذي ربط مجال الأرقام والإحصاء بعالم الخيول والتصوير؟ وما الذي جعل أحمد اليحيائي مصور الخيول المتميز الذي ما إن يذكر اسمه حتى تتبادر صورة الاسطبلات والخيول إلى الأذهان؟ بحثنا عن المصور الذي ظننت لوهلة أنه رجل كبير، له خبرة لا تقل عن عشر سنوات في التصوير كأدنى حد، خصوصاً وأن الصور التي استهوتني كانت كلها خاصة بالخيول وفي وضعيات وزوايا صعبة الالتقاط بكاميرا اليد، وتستدعي استخدام آلات مجهزة وأعمدة تسند عليها الكاميرا، فالخيول حيوانات جميلة لكن هذا لا يعني أنها ليست خطيرة! البداية مع الخيل لم يباشر أحمد اليحيائي عالم التصوير إلا من خلال عالم الخيول، الذي كان ومازال عالمه الخاص، فقد كان فارسا لفترة طويلة، هو يعشق الخيل وكل ما له علاقة بها، وفي هذا الشأن يخبرنا الفارس أحمد اليحيائي قائلا: “لقد كنت فارسا فقط، فمنذ صغري وأنا أمارس رياضة الفروسية، لذلك تعلمت أشياء كثيرة عن هذا الحيوان الأليف والأصيل، وقد تعلمت من رفقتي الدائمة له دروسا كثيرة، كالصحبة والصداقة، والذي وطد من علاقاتي الاجتماعية أكثر، كما تعلمت منه الأصالة والتركيز والتحكم بالأعصاب، ولكن للأسف، توقفت عن ممارسة هوايتي بسبب عدم اتاحة الفرص الكافية لي كفارس”! “عاشق الخيل” لعشر سنوات أطلق أحمد على نفسه لقبا لازمه لأكثر من عشر سنوات، حيث إنه عرف واشتهر بين محبي الفروسية والتصوير بـ”نيك نيم: عاشق الخيل”، الذي كان توقيعه في عدة مواقع الكترونية ذات الصلة بالفروسية، وحتى تلك المواقع الخاصة بالتصوير الفوتوغرافي. بعد أن توقف أحمد عن المشاركات كفارس، نظرا لعدم منحه الفرص لذلك من قبل لجان التحكيم، قرر أن يبقى قريبا من الخيل لأنها عشقه الوحيد، يقول أحمد: “لقد أحببت التصوير لأني أحب الصور، وقد بدأت بممارسة هذه الهواية بعد أن انتقلت من أبوظبي إلى امارة الشارقة عام 2005، فبعدها بسنة تقريبا، سافرت مع عائلتي الى ماليزيا، وهناك أمسكت بالكاميرا لأول مرة في حياتي، فكنت أنانيا، حيث لم أترك المجال لأي أحد بالتقاط الصور، بل كنت أنا من يختار المناظر الطبيعية لتصويرها، لكنَّها كانت فقط للذكرى لا غير”. إبعادي فجّر موهبتي بدأ الفارس المصور أحمد اليحيائي هواية تصوير الخيول عام 2008، حيث كان مواظبا على القيام بزيارات أسبوعية، وأحيانا شبه يومية الى الاسطبلات، وهناك يمسك بكاميرته، ليصور بها الخيل في وضعيات مختلفة. يخبرنا أحمد، وعيناه مليئتان بمشاعر الحسرة والأسى: “لقد كنت أذهب لمشاهدة سباقات القدرة، فينتابني شعور بالغيرة كوني لست مشاركا كفارس، وفجأة ولدت في نفسي عزيمة قوية، مفادها أن أَلهي نفسي عن الشعور بالمشاعر السلبية والتحسر، فاخترت التصوير كي أظل قريبا من عالم الخيول، ولكوني فارسا، اخترت تخصص تصوير الخيول”. مصور الخيول كما سبق وذكرنا، فقد دخل أحمد اليحيائي مجال الاحترافية في التصوير عام 2008، بالرغم من أنه يرى نفسه مجرد هاوٍ متخصص في مجال تصوير الخيول وليس محترفا، الا أن صوره تلقت إشادة كبار المصورين والمحترفين، وعن هذه الهواية يخبرنا الفارس المصور: “لم أتلق أي تكوين أو دورات تدريبية في مجال التصوير، وانما كانت تعليمات بسيطة تلقيتها من عمي المصور المحترف سعيد عبدالله، فكان يخبرني مثلا أنه يجب عدم وضع اطار الصورة في النصف، وانما لابد من إعطاء مجال للعين، يسمى بمدى الرؤية، فكنت أطبق كلامه بتصويري، وأعرض كل الصور التي التقطتها عليه وعلى صديقي وزميلي المصور محمد الحمادي، الذي دفعني الى تطوير قدراتي في التصوير، عن طريق إلحاحه وتلك المعنويات الايجابية التي كان يزرعها في نفسي، فإطراءاته ودعمه المعنوي ساعداني كثيرا في تقديم المزيد واعطاء أفضل ما عندي في عالم تصوير الخيول”. أحسن من غيري! يرى أحمد أن تصويره أحسن في كثير من الأحيان من غيره من مصوري الجرائد والمجلات، خاصة وأنه لا يمتلك تلك الامكانيات التي يمتلكونها، من احترافية وعدسات متخصصة، وكاميرات رقمية مجهزة ودقيقة. أما عن الأرشيف الذي يتحدث عنه معظم المصورين، فيقول: “أنا أمقت كلمة أرشيف حينما يســــتخدمها المصور، حيث يجب على المصور أن ينشـــر تلك الصور التي التقطتـــها عدسة كاميرته، وألا يدخل في متاهة وطمع التجارة، أي أن يحول هـــواية التصوير الى بيع وشـراء وربح وانفراد، بل هي أسمى من ذلك”. تشجيع المواهب عن أول معرض للصور أقامه أحمد، كان خلال شهر فبراير الماضي، قائلا: “لقد أقمت أول معرض خاص بي للصور الفوتوغرافية خلال اقامة فعاليات سباق كأس رئيس الدولة للقدرة، وقد استمر يومين كاملين، أي يوم الفحص ويوم السباق، وقد تعبت كثيرا في تحضيره، حيث كان على حسابي الخاص، وأنا مازلت طالبا جامعيا، وقد بورك معرضي بزيارة سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة نائب لأجنحته، حيث اشترى كل الصور المعروضة، مما شجعني أكثر، خاصة وأن زيارة سموه كانت الأولى من نوعها لمعرض متواضع كمعرضي”. لقد نال معرض الصور الذي أقامه أحمد اعجاب الزوار الذين توافدوا عليه خلال السباق، وقد استغرب الكثير منهم خاصة الأجانب، كون المصور اماراتي وفارس في الوقت ذاته، وقد ضم المعرض 58 صورة تنوعت بين صور للشيوخ وأخرى للفرسان والخيول. كما أنه ومنذ فترة، اقترحت علي مديرة الموقع الالكتروني الأمريكي الشهير enduranceworldonline والمختص بعالم الخيول وسباقاتها، بمراسلتها مباشرة وعرض جميع صوري عبر الموقع، بعد أن كانت تأتي شخصيا رفقة مصور من أجل تغطية فعاليات السباق. ليس كل فارس خيّالاً! عن استخدام المصطلحات التي تتعلق بذلك الشخص الذي يمتطي صهوة الخيل، أو المضمر، يقول أحمد: “أنا شخصيا لا أعترف باستخدام كلمة “خيّال”، حيث أن معنى هذا المصطلح أكبر بكثير من نطاق معنى كلمة “فارس”، فالفارس، نعني به كل شخص يمتطي صهوة خيل، بينما الخيّال، عليه أن يكون ملما بكل تفاصيل عالم الخيول، وأن يدرك كل حيثياته وحتى أدق التفاصيل سواء تعلق الأمر بالخيل نفسها أو بالفارس، الخيّال عالم خاص وواسع جدا، هو بحر عميق من المعارف”! مخاطر مميتة يتعرض مصور الخيول الى مخاطر وحوادث قد تؤدي به الى الهلاك، حيث أن متوسط وزن الحصان هو 450 كلغ، ومع الفارس الذي يمتطيه يتجاوز الخمسمائة كلغ. يقول أحمد: “ان المصور الناجح، يختار وضعيات قد تشكل خطرا على حياته، ولكن بما أنني فارس، فإنني أعرف قدرات الحصان وطريقة ركضه واتجاهه حسب حوافره، لكن هذا لا يعني أنني بمنأى عن المخاطر، فقد تعرضت في أحد السباقات الى خطر كبير، حيث كان الفارس ضعيف النظر ولم ينتبه الى وجودي، والحصان في أقصى سرعة له، فارتطمت بالحاجز لأتفادى مروره على جسدي، والحمد لله جاءت العواقب سليمة”. أمنية فارس في نهاية حديثنا الشيق مع الشاب الإماراتي الطموح أحمد علي اليحيائي، يختم كلامه بأن التصوير هو هواية بحتة قائلا: “التصوير أحبه، لكن الفروسية أعشقها”. ويستطرد حديثه قائلا: “أمنيتي أن أعود كفارس، وأشارك في سباقات الخيول، أي أن أحصل على الفرصة المناسبة لإبرازي كفارس أكثر، لأنني سأبدع أكثر من ابداعي في التصوير”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©