أعلن مصدر أمني مصري رفيع المستوى أن وزارة الداخلية تقوم حالياً بدراسة عاجلة لإعادة هيكلة جهاز مباحث أمن الدولة وتحديد اختصاصاته وأهدافه وآليات العمل بداخله، وفقاً لما شهدته البلاد من متغيرات في المرحلة الماضية. وقال إن إعادة هيكلة الجهاز تستهدف إحداث تغيير جذري في الأهداف والسياسات والاختصاصات، بما يحقق المساهمة في تحقيق الأمن القومي للحفاظ على سلامة الشعب، والتأكيد على ضمانات المساواة بين جميع المواطنين.
وأعلن مصدر أمني مسؤول إصابة 21 من ضباط الشرطة بإصابات مختلفة على خلفية قيام أعداد كبيرة من المصريين بالتجمع حول مقر جهاز مباحث أمن الدولة بالإسكندرية مساء أمس الأول، وقيامهم باقتحامه والاستيلاء على الأسلحة الخاصة بالخدمات الموجودة لتأمينه واحتجازهم بداخله. وأوضح المصدر أن من بين المصابين أحد الضباط في حالة خطيرة لإصابته بكسر في قاع الجمجمة ونزيف في المخ، إضافة إلى إصابة أحد عناصر التأمين والاستيلاء على سلاحه، مشيراً إلى أنه تم نقل جميع المصابين للمستشفيات لإسعافهم.
وأكد المصدر أن حوالي 1500 شخص كانوا قد تجمعوا الليلة قبل الماضية أمام مقر جهاز مباحث أمن الدولة بالإسكندرية وقاموا برشقه بالحجارة والزجاجات الفارغة وإشعال النيران بعدد من سيارات الشرطة الموجودة واقتحام المبنى وإشعال النيران بمدخله، كما قاموا باقتحام بعض المكاتب بالطابق الأرضي والاستيلاء على جميع محتوياته من أجهزة وأوراق وإتلاف تجهيزاته كافة، بالإضافة إلى التعدي على عدد كبير من الضباط والأفراد والمجندين الموجودين بالمقر، وكذلك الخدمات الأمنية المعينة على بعض المنشآت المهمة القريبة منه بعد الاستيلاء على أسلحته.
وشدد المصدر على أن وزارة الداخلية تؤكد تمسكها بالمبادئ المكتسبة لحقوق التعبير والتظاهر السلمي وحمايتها، وتعرب في الوقت نفسه عن بالغ الأسف للممارسات المتجاوزة التي من شأنها الإخلال بأمن الوطن والمواطنين وتعريض حياتهم للخطر. وقد أخلى رجال القوات المسلحة أمس مقر جهاز مباحث أمن الدولة من الضباط والأفراد العاملين به. وساد الهدوء المنطقة المحيطة بالمقر في ظل وجود القوات المسلحة التي عززت من انتشارها بعدد من المركبات والمجنزرات وسيارات الإطفاء. وقامت بتطويق الشوارع كافة المؤدية إلى مقر مباحث أمن الدولة، بينما اختفى الناشطون وممثلو القوى السياسية المختلفة التي شاركت في الوقفة الاحتجاجية وانتهت باقتحام المبنى.
وتمكن المتظاهرون من إحراق 4 سيارات وتحطيم 6 سيارات للشرطة كانت تقف حول المبنى المكون من 3 طوابق. وأفاد شهود عيان بأنه تم إلقاء أعداد من قنابل “المولوتوف” من داخل مبنى الجهاز الأمني على المتظاهرين، مما أدى لاشتعال النيران في شرفة خاصة بمبنى مجاور للجهاز، كما صعد بعض القناصة على أسطح البنايات المجاورة للجهاز وقاموا بإطلاق الرصاص على المعتصمين.
وقال شهود عيان إن مئات المتظاهرين يحتشدون أمام مقر جهاز أمن الدولة الرئيسي بمحافظة السادس من أكتوبر جنوب غرب القاهرة للمطالبة بحل الجهاز والتحفظ على المستندات الموجودة بداخله. وقال شاهد عيان في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الألمانية إن مئات الأشخاص يتظاهرون أمام مقر أمن الدولة الرئيسي وذلك في ظل محاولة الضباط الموجودين داخل المقر حرق عدد كبير من الملفات التي يعتقد أنها ربما تحتوي على معلومات “تحمل إدانة مستقبلية لهم”.
من ناحية أخرى، تمكنت الأجهزة الأمنية من تأمين سجن “القطا الجديد” بمحافظة الجيزة، بعد أن أحبطت محاولة لهروب السجناء بشكل جماعي وأسفرت عن مقتل سجين وإصابة ثلاثة آخرين.
عدد اليوم
