أين؟ وكيف؟ ومتى؟.. أسئلة تستفز الرجال

أين؟ ولماذا؟ وكيف؟ أسئلة كثيراً ما تطرحها الزوجة على زوجها في حال غيابه عنها لفترة قصيرة، قد تمر هذه الأسئلة مرور الكرام، لكن هناك فئة من الرجال تشعر بالامتعاض، وتفضل عدم الإجابة عن سيل الاستفهامات التي تطرحها ست البيت، لكن في مقابل ذلك كثيراً ما تقوم بعض الزوجات بدور المحقق، مستفسرات عن سبب تأخر الأزواج، أو عدم ردهم على «الموبايل» عندما يتصلن بهم. حين تقوم الزوجة بطرح تلك الاستفسارات، فقد تكون تفعل ذلك من باب الاطمئنان على الزوج حينا، أو بدافع من شكوكها اتجاهه حينا آخر، أو رغبة منها في معرفة ما يدور في حياة زوجها خارج البيت، دون أن تعلم عنه شيئا. «أين كنت»؟ و»ماذا فعلت»؟ هذان التساؤلان أوقع الكثير من الأزواج في مأزق، فالبعض منهم طلَّق زوجته نتيجه ذلك، والبعض الآخر تركها نهبا للوساوس والوحشة والأزمات، وآخرون فضلوا الصمت إلى إشعار آخر . موقف حرج يحكي يوسف راشد عن تجربته مع أسئلة زوجته التي تخنقه، بالقول:»إن أكثر ما ينفرني من زوجتي هو كم الأسئلة التي تواجهني بها عندما أتأخر عن البيت، سواء كنت متأخراً في العمل أو أثناء سهري عند أصدقائي». يصمت يوسف قليلاً قبل أن يتابع حديثه بشيء من الامتعاض قائلا:»إن كثرة إلحاحها واستفسارها: «أين كنت ولماذا تأخرت؟»، تجعلني أتجاهل اتصالاتها المتكررة للموبايل، وأحياناً تضطرني، من شدة إزعاجها، إلى إغلاق الهاتف ومتابعة سهرتي مع الشلة، فكثرة اتصالاتها تجعلني في موقف حرج تجاهم، حيث يكون عليِّ تحمل نظراتهم وهمساتهم التي تشي بأنَّ زوجتي تتحكم بي وتسيطر علي وكأنني طفل صغير». أصابع الاتهام أما عارف السعدي فهو يتفق مع يوسف، ويعلق على الأمر قائلا: «إن أكثر ما يزعجني في مثل هذا الموضوع هو أن أصابع الإتهام غالبا ما تكون موجهة للرجل بكونه المخطئ، والمرأة، مثل الملاك». يعلل السعدي سبب ذلك بالقول:»قد يغفل الجميع أن المرأة هي السبب الأول والمباشرفي طلاقها، فهي التي تنبش عن المشاكل وتختلق الخلافات، لذا أرى أن الكثيرات من الزوجات مسؤولات عن طلاقهن، فكثرة سؤالهن عن الزوج أين كان ولماذا يتهرب من الإجابة، أو لماذا يغلق الهاتف، تجعله يفضل البقاء خارج البيت أكثر من الجلوس مع زوجته، لكن لو استخدمت المرأة ذكاءها في التعامل مع زوجها لاستطاعت أن تجيب عن الكثير من الأسئلة المحيرة التي تعتصر قلبها من خلال مسج عبر الموبايل، تعبر فيه بشوق وحب عن افتقادها إياه عن تأخره، وغيرها من الأساليب التي تتفن فيها المرأة، وهي شاطرة كثيراً في جذب الزوج حتى لو كان في الصين». أنت طالق واقعة حقيقية عانت منها صاحبة الحكاية تقول ريم.ع: «عشت مع زوجي ست سنوات، كانت ثمرة هذا الزواج 3بنات في عمر الزهور، وطوال فترة زواجي لم أسأله أين كنت، أو لماذا تأخرت، ومع من سهرت؟ لكن في الشهور الأخيرة من عمر زواجنا لاحظت عليه التغيب الكثير عن البيت دون أي سبب يذكر». تصمت ريم ثم تعاود الحديث بعد استعادة هدوئها: «بات ينام خارج البيت، يسهر لساعات قد تطول إلى الصباح، إلى جانب أنه كثيراً ما يتهرب من البيت في حالة وجودي، يغلق هاتفه حين يخرج أو يدعي أن المكان ليس فيه إرسال أو تغطية، كل تلك التصرفات أشعلت بي الشك والغيرة بوجود مشكلة ما، أو إمرأة أخرى في حياته». وتضيف: «لم تستمر مواجهتي له طويلاً، إذ انتظرته ذات ليلة حتى مطلع الفجر لأواجهه بالحقيقة التي أنكرها، لكن رده كان كلمة» طالق»، التي خرجت منه مثل رصاصة اخترقت صدري، وسببت لي صدمة كبيرة لي من تصرفه المفاجئ ، ليكون يوم المواجهة هو آخر يوم في حياتي الزوجية». سؤال يثير الغضب «لاأعتقد أن سؤال زوجتي عني يشكل أي مشكلة أو غضاضة، فمجرد أن تسألني أين كنت وماذا فعلت، أشعر باهتمامها بي وخوفها عليَّ». يقول بكل فرح وسرور يعقوب يوسف، مهندس تصميم داخلي: «إن الزواج مشاركة وثقة وطمأنينة، والأمر متوقف على درجة التفاهم بين الزوجين، والزوج يجب أن يراعي مشاعر زوجته ويجعلها تشعر باحترامه واهتمامه، لكن ما أستغربه ، هو لماذا يعتقد بعض الأزواج أن زوجته ليس من حقها أن تسأله أين هو أو أين كان؟ يبتسم يعقوب ويتساءل قائلا:»هل هذا السؤال يثير الغضب لديه، ولماذا لا يجيبها بصراحة، إذا لم يكن هناك ما يخشاه»؟ الإجابة من وجهه نظره:»إن البعض من الرجال قد يتهرب من هذه الأسئلة التي يراها إنها تتلف أعصابه، أو حتى لايؤكد شكوكها، أو وجود امرأة أخرى في حياته، وهو لايعلم إن المرأة لديها قرون استشعار، فهي تشعر وتشك بزوجها إن لم يرد على سؤالها بصراحة، وهي باعتقادي أدرى بتحركات وتصرفات زوجها وتحس بكل شيء من أول نظرة». أنتظر الرد من جانبها تجد حصة التميمي، وهي سيدة متزوجة، أن من حق المرأة أن تسأل زوجها أين كان ولماذا تأخر، إذا كان تأخره زيادة عن اللزوم. تفسر حصة سبب ذلك، بالقول: «لا أعرف لماذا يفهم الرجل أن هذا التصرف تدخّل لايحق للإنسانة التي تشاركه حياته، لماذا لايفهمها كما هي بلا رتوش، خوفاً عليه أو اطمئناناً على حاله، ومحاولة منها للبحث عن سبب تغيبه كأمر ينغص حياته، فتبادر للمساعدة بالتخفيف عنه؟ لماذا يتجه فكره للجانب الأسوأ من الموضوع، ولماذا يفترض السواد في حين أن ساحة الموضوع تتسع للبياض. تساؤلات أحملها للكثير من الأزواج، وأنتظر الرد». هروب الزوج من جانبه يقول الاختصاصي النفسي محمد عمر إن أسئلة المرأة لزوجها أين كان ومع من ولماذا تأخر تشعر الرجل بأن زوجته تتحكم فيه، أو أنها تريد السيطرة عليه، كما أن عقلية الزوج تترجم هذه الاستفسارات على أنها اتهام صريح بعدم مسؤوليته، وربما جنوحه للخيانة الزوجية، قد يؤذي هذا مشاعره بصورة مباشرة، فيدفع به إلى الانتقام منها بتجاهل مكالمتها الهاتفية، ويتمادي إغاظتها، لذلك يتهرب من الإجابة على أسئلتها حتى ينجو من حصارها، فلا يذكر لها أين كان أو مع من، ليشعر بأنه محرر من قيدها، ولا يريد أن يكون مثل الطفل الصغير الذي تسأله أمه دائما أين كنت ولماذا تأخرت؟ بدوره الاستشارية الشيخ تفصل في الأمر قائلة: «الكثير من النساء يجهلن كيفية التعامل مع أزواجهن في هذه الحالة، فالمرأة كما نعلم تتفنن في الكثير من الحيل والأساليب التي باستطاعتها أن تجذب الزوج بطريقة غير مباشرة، مثلاً بإمكانها بأسلوب راق أن تتصل به على الهاتف وتقول له حبيبي إني أفتقدك، أو تعد له وجبة وتقول له أعددت عشاء خاصاً لي ولك. وغير ذلك من الأساليب التي تجيدها الزوجة في جذب زوجها».