الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

السنوني: الصراعات المذهبية تجتاح دولاً اقتصادها أوشك على الانهيار

السنوني: الصراعات المذهبية تجتاح دولاً اقتصادها أوشك على الانهيار
11 مارس 2014 01:40
أبوظبي (الاتحاد) - تحدث الدكتور أحمد السنوني الأمين العام المساعد للرابطة المحمدية بالمغرب والاستاذ بمؤسسة دار الحديث الحسينية للدراسات الإسلامية العليا بالرباط، في حواره مع «الاتحاد»، فور وصوله إلى الإمارات لحضور منتدى السلم في المجتمعات المسلمة مؤكداً أن هذا المنتدى الذي يعد الأول من نوعه حول «السلم» في العالم الإسلامي حيث يجمع علماء وقيادات فكرية ومن هنا تكمن أهمية المنتدى الذي تحتضنه دولة الإمارات. كما أن المنتدى يكتسب أهميته أيضاً من النخبة المشاركة في المؤتمر من العلماء والتي تجتمع في مرحلة عصيبة من حياة الأمة وأصبحت فيها قريبة من الانفجار لأن القتل انتشر في دول عديدة من الأمة الإسلامية وهذا القتل في غالب الأحيان اذا تم استثناء عمليات الدفاع عن النفس هو في غالب الأحوال قتل مجاني ولا يعرف القاتل لماذا يقتل والمقتول لا يعرف لماذا يسفك دمه؟. وتحدث عن أن عمليات الاقتتال التي اجتاحت دولا عديدة من العالم الإسلامي، قائلا إن هذه الحالة لا يمكن إغفال أن إرهاصاتها (بداياتها) كانت قد بدأت منذ عقود، واتسعت رقعتها اتساعاً شديداً حيث نجد أن أغلب أقطار الأمة الإسلامية الا هي مصابة بهذه الأزمات والآفات التي هبت على الأمة العربية والإسلامية. ووصف الدكتور السنوني الوضع الذي تمر به دول إسلامية عديدة بالكارثي، محذراً من أن يستمر الوضع على ما هو عليه حيث تتزايد أعمال العنف والاقتتال بين كل طائفة أو جهة أو تيار، حيث ترى كل منها أنها على حق ومن حقها أن تعارض وتبقى ومن حقها أن توجد الأمر الذي ينذر بأن الأمر سيزداد استفحالا وما نشهده حالياً أن اقتصاد كثير من الدول الإسلامية الآن على وشك الانهيار بسبب هذه الأزمة. وأضاف أن نتائج ما تشهده بلدان عديدة في الأمة الإسلامية من احتراب واقتتال بين فئاتها وطوائفها سيؤدي الى عواقب وخيمة منها التقسيم وهذا التفتت شهده تاريخ الأمة الإسلامية ونتج عنه نتائج سلبية سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية خطيرة بسبب الدم الذي تم سفكه بسبب الاقتتال والذي خلف كراهية تحمل في طياتها تقسيمات أخرى قادمة في المستقبل. وأكد أن دعوة الأمة الى السلم المجتمعي ونشر السلام هو لب ما تحتاجه الأمة الإسلامية ووقف الاقتتال والجلوس للتحاور وذلك لمصلحة الأمة والأفراد، وهذا ما يجسده المنتدى الذي يأتي في وقت شديد الحساسية نظراً لما تمر فيه الأمة من مصائب حقيقة ولابد من التكاتف للخروج من أزماتها. ولفت الى أن أحد أهم أسباب ما تشهده الأمة الإسلامية من أزمات هو عدم اتباع شعوب الأمة الإسلامية لـ«المرجعية السليمة» التي تقودها مؤسسات دينية منذ مئات السنين، وأن من أهداف هذا المنتدى هو إعادة الاعتبار لمرجعية العلماء التي هي وسيلة في حد ذاتها لاستعادة السلم المجتمعي الذي تهدد بعد ظهور العديد من الوجوه التي ادعيت العلم وقامت بتوجيه قطاعات من الجمهور في الوقت الذي عانت المؤسسات الدينية المتأصلة، التي وثقت فيها الشعوب الإسلامية على مدار قرون مضت، من بعض الصعوبات الا أنها قادرة اذا كان هناك نوع من التعاون والتفاهم لأن تخرج الأمة من مشكلاتها التي تتجسد في أن كل فرد أصبح بوسعه أن يتحدث عن الإسلام وأن يفتي في أمور لا تتعلق بالمستوى الشخصي للأفراد ولكن تتعلق بالأوطان والأخطر هي مصلحة الأمة. ودعا السنوني إلى عدم السماح لأي شخص غير مؤهل باعتلاء المنابر والإفتاء. وعن متابعة الأفكار المتطرفة والهدامة التي تنشرها بعض المنتديات على الإنترنت وصفحات التواصل الاجتماعي وأهمية الرقابة عليها ومنعها، قال: «إن الرقابة هي جزء من العلاج، ولكن لن تكون هي كل الحل للأزمة الحالية وكل بلدان العالم تعتبر أن بعض المواقع يجب حجبها لما فيها من أفكار تضر وتهدد السلم الاجتماعي وهي اذاً من حيث المبدأ فإن الرقابة مهمة جداً في حال تولاها أناس وهيئات لهم معايير وقواعد لأن في أحيان كثيرة تكون الرقابة قد تكون مزاجية، الا أن الأهم من ذلك هو عودة العلماء المؤهلين الذين يعرفون الشرع وقواعده من أداء وظائفهم وأدوارهم في المجتمع بما في ذلك لأن يكونوا هم المرجعية السليمة لكثير من الطلاب ليستقوا منهم المعلومات بدلا من الحصول على الأفكار المغلوطة من المواقع الإلكترونية. وأضاف أن هناك مشكلات أيضاً في تفاعل علماء الدين مع المجتمع حيث إن منهم في كثير من الأحيان مؤهلين من حيث العلوم الشرعية والفقهية الا أنهم لا يجيدون التواصل مع الجمهور ولا يجيدون توصيل المعلومة الشرعية لهم بطريقة سليمة، كما أن الشريعة تحوي حلولا لكل المشكلات التي تمر بها الأمة في هذا الوقت، ولذلك فنحن نعتز بأن يكون على رأس هذا المنتدى على رأس لجنته العلمية سماحة الشيخ عبدالله بن بيه لأنه عالم مشهود له باستكمال أدواته من الناحية العلمية ومعرفته بالمجتمع والسياسة ويعرف حاجة المجتمع وهذا ما يضيف للمؤتمر قيمة من نوع خاص. وأيد الدكتور السنوني وجهات النظر التي ترى أن علماء الدين أو الدعاة عليهم ترك العمل كرجال دين في حال الانضمام لأحد الأحزاب أو التيارات السياسية، وذلك لنوعين من الأسباب الأولى هي أن ذلك يؤدي لتشويش على صورة هؤلاء العلماء لكن على المدى البعيد بدأ الناس يقولون إننا لا نريد وجود الدين في الحياة العامة وتصبح هذه الأخطاء التي ترتكب من هذه الزاوية تصبح مسوغاً لبعض الناس - مع أنهم أقلية – في المجتمعات الإسلامية الا أنهم يتخذون أخطاء دخول رجال الدين في السياسة وآرائهم في المؤيد والمعارض مما يؤدي لرفض المجتمعات المسلمة للدين لأن يكون موجهاً للحياة العامة وسلوك الناس في المجتمع. واختتم الدكتور السنوني حديثه بتوجيه رسالة الى الشعوب الإسلامية التي تعاني من توترات اجتماعية أو سياسية، وقال: «إن حديث النبي صلى الله عليه وسلم (لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض) علاوة على قول فضيلة العلامة الشيخ عبدالله بن بيه ويقول اذا كان طلب الحق حقاً فإن تحقيق السلم حق فالسلم لا يلغي أن يطلب المسلم حقه لكن تنازله من أجل السلم أفيد له ولمجتمعه ولآخرته من الإمساك على الحق حيث إنه مع عدم وجود سلم لن يأخذ حقه ولن ينهض مجتمعه وستصبح الأمة الإسلامية تستنزف الى ماشاء الله».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©