الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

المرأة تثري مناقشات المنتدى بأفكار رائدة

المرأة تثري مناقشات المنتدى بأفكار رائدة
11 مارس 2014 01:41
أبوظبي (الاتحاد) - حضرت مجموعة من النساء المفكرات المهتمات بالدين والأسرة والأطفال، واستطعن أن يقلن كلمتهن في المنتدى العالمي «تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة»، الذي انعقد تحت رعاية سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، واستضافته أبوظبي يومي 9 و10 مارس الجاري في فندق سانت ريجيس. وجاءت المفكرات للمناقشة والإدلاء بآرائهن في تشخيص الوضع الراهن والمساعدة في إيجاد بعض الحلول للقضايا المشتعلة، وهن القاضية مارلين مورنينغتون، عضو الهيئة القضائية في إنجلترا وويلز بالمملكة المتحدة، والدكتورة عزيزة الهبري، الحاصلة على لقب «عالم برنامج فولبرايت الطلابي» وأستاذة القانون وزعيمة للحركة النسوية، وشيخة حليمة كراوسن، العضو المؤسس في دائرة الحوار بين الأديان في قسم اللاهوت بجامعة هامبورج، وإحدى أبرز أعضاء الجالية المسلمة الناطقة بالألمانية، إلى جانب الدكتورة الإماراتية كلثم المهيري الأستاذ المساعد في معهد دراسات العالم الإسلامي بجامعة زايد بدبي. وجمع المنتدى العالمي «تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة» الذي اختتم فعالياته الأمس، كبار العلماء والمفكرين في العالم في جبهة موحدة لمواجهة الأيديولوجيا المتطرفة التي تخالف القيم الإنسانية ومبادئ الإسلام السمحة. وتم إشراك المرأة في كل النقاشات لما لعبته دائماً من أدوار حيوية في دعم الكثير من القضايا الإنسانية، وفق قول رئيس المنتدى الشيخ عبدالله بن بيه الذي أكد أنه لا يمكن الاستغناء عن مشاركتهن في جلسات المنتدى العالمي المهم. معارف وخبرات قدمت المشاركات في المنتدى معارفهن المتميزة وخبراتهن العملية التي تمتد لعقود في التعامل مع القضايا المنزلية، وشؤون المرأة والمجتمع والتي تساعد في حل مشكلات المجتمعات الإسلامية، وساهمت كل منهن بشكل مباشر في جسر الهوة بين الثقافات، ومثلت مشاركتهن ركناً أساسياً في نجاح الملتقى العالمي المهم. أجيال مشوهة عن مشاركتها في المنتدى، قالت القاضية مارلين مورنينغتون، عضو الهيئة القضائية في إنجلترا وويلز بالمملكة المتحدة، الخبيرة في قانون الأسرة والعنف المنزلي والإساءة للمسنين، إنها استفادت من العلم والمناقشات. وأضافت: أتمنى أن تكون هناك نسخ أخرى، ونتمنى أن يكون صوت النساء أقوى في النسخة القادمة، والأطفال مستقبلا، لأنهم الفئة الأكثر تأثرا بالحرب والعنف ليسمع صوتهم على أعلى المستويات، وكذلك يسمعهم العلماء ويكون هناك تبادل للأفكار والاقتراحات. وأضافت مارلين مورنينغتون، التي تؤمن أن السلام يبدأ من البيت ثم المجتمع، لافتة أن جيل اليوم من الأطفال يحترق بأكمله، إذا لم يكن في الحرب فهو في المجاعات وإذا لم يكن لا في هذا ولا ذاك فإنه يعاني العنف البصري ومن قسوة وسائل الإعلام، وما يتدفق على الشاشات من دماء. وقالت مورنينغتون التي عملت لأكثر من عقد من الزمن في قضايا العنف ضد النساء والأطفال، وبين المسلمين بشكل خاص، إنها تحترق كلما شاهدت أطفال سوريا على الأخص يموتون تحت قنابل المسلمين أنفسهم، وأنها تكفكف دموعها: «إنهم يقتلون ويجوعون، ويغتصبون في المخيمات، وهناك أشياء كثيرة مسكوت عنها، والمصيبة أن ذلك يقع تحت أنظار أهاليهم الذين لا يستطيعون أن يقدموا لهم شيئا، ولا يقدرون على حمايتهم، ومن يعيش من دون أمان لا يمكن أن يكون سويا فكريا ونفسيا. أصحاب القرار من جهتها، قالت الدكتورة عزيزة الهبري، الحاصلة على لقب «عالم برنامج فولبرايت الطلابي» وأستاذة القانون وزعيمة للحركة النسوية، وأستاذة القانون في كلية تي سي ويليامز بجامعة ريتشموند والتي عينت في سنة 2011 من قبل الرئيس الأميركي باراك أوباما عضواً في اللجنة الأميركية للحريات الدينية العالمية، إن المنتدى مهم للأمة الإسلامية، مشيرة إلى أنه لا يكفي منتدى واحد، ووصفت واقع الحال بالمرير. وقالت: «علينا القيام بأشياء كثيرة من أجل الأجيال القادمة، ويجب إيجاد آلية حول التعامل مع المواثيق الدولية وأنا كمحامية أعيش في الغرب ألاحظ أن هناك تقصيرا من الدول الإسلامية في شرح وجهة نظرهم والتأثير في أصحاب القرار عند صياغة هذه المواثيق، وكذلك اتخاذ الآليات المناسبة للحفاظ على مصالحها، عند إبرام هذه المواثيق»، وتابعت: ونأمل أن يكون هناك تواصل وتنسيق للاستفادة من أفكار القانونيين والعلماء لصياغة مقاربة الحكام في هذا الجانب. أول الغيث عن رأيها في تمثيل المرأة الضئيل في المنتدى قالت الدكتورة الهبري مديرة تحرير ومن مؤسسي مجلة الفلسفة النسوية (Hypatia) ومن مؤسسي منظمة «كرامة» التي ترأسها «محاميات مسلمات من أجل حقوق الإنسان»: «لا نقول إنها ضئيلة ولكن نقول أخيرا حضرت في مثل هذا المنتدى، وأول الغيث قطرة». وبالنسبة لصياغة المواثيق التي تحمي الأمة العربية قالت الهبري وهي صاحبة مؤلفات عديدة حول الإسلام والديموقراطية وحقوق المرأة المسلمة، وحقوق الإنسان في الإسلام وركزت فيها على المساواة بين الجنسين وتعزيز حقوق الإنسان والحوكمة الديموقراطية في الفقه الإسلامي والشريعة الإسلامية: «إننا للأسف نتطلع للمواثيق الدولية لتحمينا من أنفسنا، يجب أن نرتب بيوتنا من الداخل، لا أن نفجر أنفسنا ونريق الدماء، حيث ليس هناك سبب وجيه لتحطيم البلدان، وعليه فإننا لم نصبح البنيان المرصوص الذي تحدث عنه النبي عليه الصلاة والسلام، بل أصبحنا كومة طوب تضحك علينا الأمم، أو تشفق علينا. المنتدى للمجتمع من المشاركات في المنتدى الدكتورة كلثم المهيري الأستاذ المساعد في معهد دراسات العالم الإسلامي بجامعة زايد دبي التي أبدت سعادة بمشاركتها وقالت، إنها فوجئت بحجم العلم الذي تدفق في المنتدى، منوهة إلى أنها فخورة بوجودها إلى جانب المشايخ والعلماء من كل أنحاء العالم. وأشارت إلى أن المنتدى يعمل على تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة، وتكريم النساء اللواتي أوصى بهن النبي عليه الصلاة والسلام خيرا، لافتة إلى أن ما يستحدث من عنف وقمع ليس من الإسلام في شيء، وأرجعت ذلك إلى الجهل بالدين، وضعف الإيمان واضمحلال القيم الإنسانية. واعتبرت المهيري التي تعد من الرواد البارزين في حقل التعليم بدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث حاضرت في كلية الإمام مالك للشريعة والقانون بدبي. وقبل ذلك، عملت الدكتورة كلثم المهري في التدريس بوزارة التربية والتعليم مدة خمس عشرة سنة، وكمستشارة في دائرة الشؤون الإسلامية بدبي، حيث قالت إن المسؤولية ملقاة على عاتق المربين والمعلمين في تعميق هذه المفاهيم في عقول هذا الجيل. ولفتت المهيري: «ما نحتاج إليه هو الحوار، والتركيز على الإنصات والتعليم، والأمر لا يتعلق بالكلام ثم الكلام، يجب أن ننصت للآخرين رجالا ونساء، شبابا وكبارا، يجب أن ينصت القلب للعقل» وأكدت على ضرورة إشراك المرأة في مثل هذه المنتديات، ومن جهة أخرى شددت على المرأة نفسها، خاصة العالمة منها أن تخرج وتعرف بنفسها وتقدم اقتراحات. الأم مدرسة من جانبها قالت شيخة حليمة كراوسن التي ولدت في آشين، بألمانيا لعائلة كاثوليكية بروتستانتية واعتنقت الإسلام في أول عمرها وتعلمت اللغة العربية ودرست مع علماء مسلمين زاروا بلادها: «يقودنا الحديث لتعليم المرأة وتعميق ذلك، خاصة أن طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة، مؤكدة أن الأم هي من تعطي العلم، إن صلحت صلح الأولاد. وأضافت: حضور السيدات العالمات والمثقفات والاجتماعيات مهم في مثل هذه المنتديات، وضروري لتبادل الخبرات». وعن سبب إسلامها قالت حليمة كراوسن: «أنا لم أسلم، ولكن اكتشفت نفسي مسلمة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©