نمو التضخم يهدد فقراء باكستان

سكينة سيدة متوسطة العمر وهي أم لطفلتين تتشاجر مع صاحب متجر وهي تخرج من صرتها ما لديها من نقود التي لا تتجاوز 25 روبية (35 سنتا أميركيا) وهي بالكاد تكفي لشراء خبز في مدينة كراتشي الساحلية· وقالت سكينة وهي تذرف الدموع: ''قبل عام مضى كنت أستطيع بسهولة شراء الخبز وقليل من الحليب بهذه النقود وليس بأكثر من ذلك''، وسكينة ربة المنزل الحامل التي يتعاطى زوجها المخدرات هي من بين غالبية الباكستانيين البالغ عددهم 170 مليونا ويعيشون على حافة الفقر إذ يكاد يبلغ دخلهم دولارين في اليوم· ويعانى غالبية الباكستانيين الآن من تناقص رهيب للأرز والقمح الذي يستخدم في إنتاج الخبز، كما أن التضخم بلغ أعلى مستوى له منذ أكثر من ثلاثين عاما الشهر الماضي إذ ارتفع متوسط أسعار المواد بنسبة 21ر17% مقارنة بالشهر نفسه قبل عام وزادت أسعار الأغذية بنسبة 5ر25%· وحذر هاري رام لوهانو وهو خبير اقتصادي في الشئون الغذائية بمركز السياسة الاجتماعية والتنمية وهو جهة استشارية بارزة في باكستان من أن: ''نقص الأغذية يتفاقم بشكل حاد جدا بما يهدد وحدتنا الوطنية واتحادنا''· وأصبحت أعمال الشغب والمشاحنات بسبب الغذاء أمرا عاديا ومألوفا في أنحاء باكستان منذ بداية العام، ومن بين المناطق الأكثر تضررا اقليم الحدود الشمالية الغربية لباكستان و''بالوشستان'' بغرب البلاد حيث وصلت الآن عبوة القمح زنة مئة كيلوجرام إلى خمسة آلاف روبية مقابل 1300 روبية العام الماضي الأمر الذي يستحيل على الكثيرين شراء معظم السلع الغذائية الأساسية· ويصطف الآلاف في طوابير كل يوم في بيشاور عاصمة إقليم الحدود الشمالية الغربية وفي ضواحيه خارج متاجر البقالة التي تديرها الدولة من أجل شراء قمح أرخص· وبعد ساعات من الانتظار يحصل بعض المواطنين على قدر ضئيل يكاد يكفي احتياجات أسرة من الخبز لوجبة واحدة· وفي كراتشي، قال محمد طاهر وهو سائق تاكسي إنه لا يستطيع تحمل أعباء إرسال أطفاله إلى المدرسة، وقال إن ''ولدي ذكي جدا وتلميذ طيب للغاية·· لقد نجح في الصف الثاني لكنني لا أستطيع تحمل مصاريف إرساله للمدرسة للتعلم في الصف الثالث ويجب علي أن أختار بين الغذاء والتعليم''· أما بالنسبة للآخرين فإن الخيارات تكاد تكون شبه معدومة· وتقول سكينة إن ''زوجي قال لي إذا ما وضعت طفلة ثالثة فإنه سوف يبيعها مقابل 50 ألف روبية''· وقالت إنني ''لا أريد أن يحدث ذلك لكن ليس بوسعي شيء أفعله''·