الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الدلة.. آنية ممشوقة القوام عزيزة المقام

الدلة.. آنية ممشوقة القوام عزيزة المقام
17 ابريل 2010 22:14
اكتسبت الدلة مكانتها في إمارات الدولة منذ زمن بعيد كونها أداة رئيسة لتحقيق الكرم، فمن جوفها تنساب القهوة الشقراء لتسقي العطاش وترويهم وترحب بهم. واستمرت مكانتها إلى يومنا، وبتنا نجدها نقشاً على عملة الدرهم، وزينة لساحات قرى التراث وبهو كبرى الفنادق، كما تشمخ في الدوارات ومفارق الطرق، فهي رمزاً لتراث المنطقة وكرم أهلها. يكمن مذاق الضيافة في الإمارات من خلال قهوة الدلال التي يفوح الهيل منها ولا يكاد يخلو بيت -قديماً وحالياً- منها، فهي أول ما يقدم للضيف لذا تشكل عنواناً ومقياساً لكرمه وحسن ضيافته، كما تشير إلى الألفة واللقاء في مجالس الأهل والأصحاب، كما يقول الشاعر راكان بن حثلين: يا محلا الفنجان مع سيحة البال في مجلــس مافـيه نفس ثقيلــه كما تعرّف الصناعات القديمة (خاصة صناعة الدلال) التي تشاهَد حالياً بعيون العصر وبشكل واقعي على كيفية عملها المستخدم في السابق وتماشيها مع حياة الإنسان رغم الظروف القاسية والمناخ الصعب الذي كان يحياه إنسان المنطقة في الماضي. وفيما يخص الدلة كصناعة، فهي لا تزال متوارثة منذ القدم، وتعد من المستلزمات التي لاغنى عنها لأي بيت كونها أداة لرمز الكرم والضيافة. من هذا المنطلق تم الاهتمام بصناعة دلة القهوة حيث كانت في الماضي تصنع من مادة النحاس بلونيها الذهبي والفضي، وبما أن المعروف عن مادة النحاس أنها تصدأ بعد فترة مما يجعل طعم القهوة غير مستساغ لأن النحاس مع الوقت يغير طعم القهوة، كان الأجداد يلجؤون إلى طلاء جوفها بمادة تدعى رباب. تخصص الأجداد في حرفة صناعة الدلة بعد أن تعلموا هذه المهنة من خلال الأسفار إلى الحج أو الهند وإيران. واهتموا بتوفيرها للبيت البدوي، وكان من أنواعها وتصاميمها -بحسب البائع جلال الدين فدكوني- «الدلة العربية والمعكوفة والأسطوانية والحلزونية والملكية والفارسية والحساوية والعمانية والكريشية والرسلانية والحايلية والجنوبية. وكلما احتملت الدلة نار المعاميل كانت أصلح وأفضل. لذا اشتهرت في الإمارات بعض أنواع الدلال دون غيرها مثل: الدلة الحمصية والبغدادية والنجدية». من جهته يقول محمد المغربي- حداد بمحل صناعة الدلال والنحاسيات في السوق الشعبي لنادي تراث الإمارات: «صناعة الدلة حرفة قديمة في الإمارات تعتمد على استخدام معدن النحاس، ويوجد قلة يجيدون هذه الحرفة -معظمهم يتمركز في فروع «نادي تراث الإمارات» لعدم وجود إقبال على اقتناء الدلال النحاسية، فقد استُبدلت بمنتجات عصرية من الستانلس ستيل والبلاستيك بألوان تتناسب مع مفروشات المجلس، إضافة إلى ندرة المحال التي تبيع المنتجات النحاسية». يضيف: «تستغرق صناعة الدلة في الوقت الحالي 3 أيام لأنها تحتاج إلى نقش خارجي دقيق، وتطورت صناعتها وانتشرت في الخليج، وهي على الرغم من أنواعها المختلفة إلا أنها تتشابه جميعها في الشكل وأسلوب الصناعة. لكنها تختلف في الأسعار بحسب شكلها وحجمها فثمة دلال (أطقم من عدة قطع) يستغرق الصانع في إنجازها من 5 إلى 10 أيام. وثمة دلال تصنع من ماء الذهب والفضة وتوضع في المكاتب والمجالس، وأخرى بأحجام عملاقة يتجاوز ارتفاعها نحو مترين تزين الدور والقصور وكبرى صالات الاستقبال والفنادق وساحات أندية وقرى التراث».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©