الطحماء تنمو في الجفاف

ثمة نباتات تنمو في الصيف نصادفها في طرقات أبوظبي، تتصف بأنها تتحمل الجفاف والرطوبة وارتفاع حرارة الجو كنبات ''الطحماء'' الأخضر· عن هذا النبات الصيفي يقول المهندس الزراعي محييي الدين العشا: ''الطحماء نبات معمر حولي أجرد، من الفصيلة الرمرامية، يتراوح ارتفاعه مابين 15-65 سم، وهو ذو سيقان عديدة وأفرعه عصارية لحمية متطاولة، تخرج الفروع من الجذع الأساسي، أما أوراقه فخضراء فاتحة، عريضة ومستطيلة وكذلك سميكة متقابلة ومجتمعة عند قاعدتها، شكلها مستدير صولجاني، تنتهي بشويكة شعرية متساقطة، في حين تتوضع أزهاره الصغيرة الصفراء في تجمعات، بعدها تتكون الثمار التي تحيط بها أجنحة دائرية تشبه ثمار الرمث· وعن مناطق انتشاره ونموه يقول العشا: ''ينمو في مناطق البوادي العربية بدءاً ببلاد الشام وصولاً إلى الربع الخالي، وينبت أيضاً في الأرض السبخة وبالقرب من الشواطئ، حيث يتميز بتحمله الجفاف وحرارة الطقس والملوحة العالية، ويكون أخضر اللون طيلة الصيف، بينما أوراقه تكون آنذاك عصارية تنضح الماء عند عصرها· في حين تتمثل قيمته الاقتصادية في كونه مرعى للإبل، كما يحتوي على بعض القلويات''· ولنبات الطحماء اسم آخر ''الهطس'' ورد في الكتب العربية القديمة، كما في كتاب ''لسان العرب'' لابن منظور: ''لقد رأيت من يسمي الطحماء ''هطايس'' و كذلك ''الهطس'' ولم أجد في القواميس ذكر لهذه الكلمة سوى ما ذكره ابن دريد (هَطَس الشيء يهطسه هطساً: كسره)· وفي موضع آخر من ''لسان العرب'' جاء: ''الطّحمة ضرب من النبت، أي الطّحماء، وهو نبات من الحمض، بل خير الحمض كلّه، عريض الورق كثير الماء، ليس له حطب ولا خشب إنما ينبت نباتاً تأكله الإبل· وقال أَبو حنيفة: المجّة هي حمضة تشبه الهطس -الطَّحماء- غير أَنها أَلطف وأَصغر، فالهطس نبات يطلع من السبخ والرمل وينمو من جفاف وحرارة عالية''·