الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رقصت في كل العواصم

رقصت في كل العواصم
18 مايو 2008 02:01
''حلاوة شمسنا·· وخفة دمنا·· الجو عندنا ربيع طول السنة''·· بهذه الكلمات الفولكلورية استهلت فرقة ''رضا للفنون الشعبية'' المصرية استعراضها الاحتفالي السنوي على مسرح هيئة أبوظبي للثقافة والتراث الأسبوع الماضي، ضمن مجموعة من أشهر لوحاتها الاستعراضية الشهيرة التي يمتد عمرها إلى قرابة نصف قرن، وسط استقبال جماهيري حاشد· واستمتع الجمهور برقصات ولوحات استعراضية استمدت موضوعاتها وكلمات أغانيها من الفلكلور المصري· وبالرغم من أن الفرقة تستعد للاحتفال باليوبيل الذهبي لتأسيسها في منتصف الخمسينات، إلا أن عروضها ما زالت تحظى بإقبال جماهيري عريض على الساحتين المصرية والعربية، وما زالت تقدم عروضها بحماس على خشبة مسرح البالون في القاهرة بل وامتدت شهرتها إلى العالم، ولا تزال تنهال عليها عروض استضافة على كثير من المسارح العالمية· فما قصة هذه الفرقة، وكيف ولدت فكرة تأسيسها؟ وكيف كانت بداياتها؟ وما سر استمرار نجاحاتها الفنية وتنامي شهرتها عربياً وعالمياً؟ وما الآفاق المستقبلية التي تنتظرها وهي تحتفل بيوبيلها الذهبي؟ بداية وتاريخ يقول إيهاب حسن مدير عام الفرقة الذي رافق مسيرتها ونجاحاتها: ''في منتصف الخمسينات لفت نظر نخبة من مثقفي مصر (يحيى حقي، توفيق حنا، علي أحمد باكثير، زكريا الحجاوي، نجيب محفوظ، عبدالفتاح مصطفى، حسن فهمي، أحمد صدقي، عبدالحليم نويرة، إبراهيم حجاج، نعيمة عاكف، محمود رضا، علي رضا، فريدة فهمي أستاذة الرقص المعروفة، وزكي طليمات) عدم ظهور أي فرقة راقصة، تقدم فناً راقصاً راقياً يمتع الجمهور بعيداً عن الابتذال المرفوض في الشارع المصري· ومن هنا بدأ التفكير بإنشاء الفرقة التي قدمت أول عروضها على مسرح الأزبكية في عام ·1959 وكان عدد أعضائها عند التأسيس 13 راقصة و13 راقصاً و13 عازفاً، أغلبهم من المؤهلين من خريجي الجامعات، وصمم الفنان محمود رضا الرقصات التي استوحاها من فنون الريف والسواحل والصعيد والبرية، وبفضل هذا التكوين الراقي اكتسب فن الرقص احترام طبقات المجتمع كافة، وفي عام 1961 أصبحت الفرقة تابعة لمسرح الدولة، وانتقلت إلى مسرح 26 يوليو، ثم مسرح نقابة المهندسين ثم دار الأوبرا، وأخيراً مسرح البالون، حيث استقرت به حتى الآن· وفي السبعينات وصل عدد الفنانين من الراقصين والراقصات والموسيقيين إلى 180 فناناً· وفي الثمانينات قدمت الفرقة لوناً جديداً من ألوان الرقص وهو (الموشحات الراقصة) التي لاقت نجاحاً كبيراً ومنها (عجباً لغزال قتال عجباً)، وموشح (لحظة رنا) من تأليف وتلحين فؤاد عبدالمجيد''· وحول التطورات التي طرأت على الفرقة منذ بدايتها وحتى الآن، يقول حسن: ''تتميز فرقة رضا عن غيرها في أنها تتمسك بالتراث على مستوى الملابس والموضوعات التي تستمدها من قلب مصر، كالصعيد، وقرى الفلاحين، وحياة الناس في السواحل والبراري، فتجد لدينا مثلاً استعراضاً اسمه (بنت اسكندرانية) يشرح بشكل راقص كيفية ارتداء البنات لـ(الملاية اللف) التي كانت منتشرة قديماً في السواحل خاصة مدينة الاسكندرية، واستعراض (زينة البدو) الذي يتناول مراسم الزواج وتقاليد البدو والقبائل في هذه الليلة· كما قدمت الفرقة ثلاثة أفلام سينمائية لاقت نجاحاً جماهيرياً وهي: (إجازة نصف السنة)، و(غرام في الكرنك)، و(حرامي الورقة)''· وعن نشاط الفرقة، يقول حسن: ''كلنا نعرف أن لفرقة رضا مكانة داخل مصر وفي الوطن العربي كله، فقد قدمت عروضها في افتتاح بطولة كأس العالم للناشئين بالقاهرة ،1997 وشاركت في الاحتفالات القومية كافة، أما على الصعيد الدولي، فقدمت عروضها في معظم العواصم العربية والأجنبية وطافت دول العالم أكثر من 5 مرات، واحتلت المراكز الأولى في معظم المحافل والمهرجانات الدولية التي حضرها معظم ملوك ورؤساء الدول، وقدمت حوالي أكثر من 3000 عرض حتى الآن في مصر والعالم على أكبر المسارح العالمية منها مسرحا هيئة الأمم المتحدة في نيويورك وجنيف، ومسرح الأولمبيا بباريس، ومسرح ألبرت هول بلندن، ومسرح بيتهوفن في بون، ومسرح ستانسلافسكي في موسكو· كما شاركت في احتفالات مهرجان القطن المصري في نيودلهي ،1960 والمهرجان الشعبي في يوغسلافيا ،1961 ومهرجان برلين السينمائي ،1971 ومهرجان الفلكلور المصري في بيروت ،1971 ومهرجان قرطاج ،1973 ومهرجان الحديقة في لندن ،1984 ومهرجان هيوستن في أميركا ،1993 ومهرجان الصداقة الدولي في طوكيو·''1996 آفاق المستقبل يؤكد إيهاب حسن أن إدارة الفرقة تستثمر نجاحاتها الفنية وشهرتها الواسعة وإقبال الجماهير في مصر والعالم العربي والأجنبي على هذا الفن المتميز، في تطوير أدائها، والحرص على استمرار تألقها، وانها تستعد للاحتفال باليوبيل الذهبي بتقديم عروض جديدة مع الحفاظ على هويتها، والحرص على تجديد دماء الفرقة براقصين وراقصات جدد يتم تخريجهم من مدرسة الرقص التي تشرف عليها، والاعتماد على المواهب الواعدة من الجنسين، وكذلك بالنسبة للعازفين الموسيقيين، والاستعانة بكبار الملحنين، والاعتماد على الإرث التراثي والحضاري، دون التخلي عن مسؤولياتها في الإشراف على مدارس الرقص في كثير من العواصم العالمية لتقديم خبرتها، والاستفادة من الخبرات العالمية أيضاً· والبحث عن آفاق جديدة للتمويل والاستثمار محلياً وعربياً وعالمياً· وتضيف الفنانة دعاء سالم ''عضوة بالفرقة'': ان ما نلمسه من تجاوب شعبي من الجماهير العربية تحديداً، يجعلنا نشعر بالفخر والاعتزاز والحماس، وهذا ما يضعنا دائماً أمام تحديات جديدة للحفاظ على سمعة ومكانة هذا الفن عند الجمهور في أنحاء العالم كافة· ويسعدنا أننا ساهمنا كثيراً في تغيير فكرة الناس عن فن الرقص''· وتضيف الفنانة نسرين بهاء ''عضوة بالفرقة'': ما من شك أن ما يسعدنا كثيراً ما نلمسه من تطور فكر الجماهير العربية تحديداً وإعجابهم بما نقدم، فقد كانت سلبية النظرة الاجتماعية إلى فن الاستعراض والرقص أهم مشكلات ظهور العناصر البشرية من راقصين وراقصات، أما الآن فقد اختلف الوضع، وهناك تسابق كبير بين كثير من الأسر لرفد مدارس الرقص بالمواهب الجديدة، وهي بلاشك مهنة تحتاج إلى مقومات بدنية خاصة أهمها السن واللياقة البدنية والرشاقة والتدريب والثقافة الموسيقية والالتزام المهني''· جوائز المركز الأول وعلم مهرجان يوغوسلافيا ''كوبير'' ·1960 وسام الكوكب الأردني 1967 من المغفور له الملك حسين· الميدالية الذهبية عام 1968 في ثلاث مسابقات متفرقة عن رقصتي ''النوبة'' و''يا مراكبي''· الجائزة الأولى والميدالية الذهبية في مهرجان جوهانسبرج ·1995
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©