الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حبة بازلاء

حبة بازلاء
18 مايو 2008 02:03
عندما قال لي صاحبي إنه سيتزوج، تذكرت القصة القديمة العبقرية لـ(هانس كرستيان أندرسن) عن الأمير الذي يبحث عن أميرة حقيقية ليتزوجها· هنا ظهرت -في ظروف معقدة ما- أميرة ضلت الطريق وطلبت البيات في قصره· لا يأخذنك الخيال بعيدًا لأن هذه قصة أطفال· كل ما حدث هو أن الملكة الأم قررت عمل اختبار صغير لهذه الأميرة لمعرفة إن كانت أميرة حقاً· وضعت حبة بازلاء على حشية فراش ثم وضعت فوقها أربع حشايا كاملة، وطلبت من الأميرة قضاء الليل في هذا الفراش· في الصباح بدت الأميرة مرهقة لأن شيئاً صلباً في الفراش ظل يؤلم ظهرها طيلة الليل· هنا هتفت الملكة في حماس: ''تزوجها يا بني فهي أميرة حقيقية!··· فقط الأميرة سليلة الملوك هي التي يمكن أن تشعر بحبة بازلاء تحت أربع حشايا''· لقد رأيت الفتاة التي راقت لصاحبي، وبدت جميلة رقيقة، لكني شعرت نوعاً ما بالتصنع وادعاء الرقي في سلوكها· فهي لا تظهر ما تبطن تماماً·· إن للتصنع حدوداً ولابد من علامة هنا أو هنا تكشف لك حقيقتها· هناك نصيحة يسدونها للراغبين في الزواج وأجدها حكيمة جداً: أعط الفتاة قطعة من ''اللادن'' أي ''اللبان'' أو ''العلكة'' ودعها تمضغها· راقبها بحذر· سوف تتماسك الفتاة بضع دقائق وتمضغ برقة، ثم تبدأ الفضائح· سوف تبدأ الانفجارات··· طراك··· كراك!·· طراق!·· وتلوي فمها في ميوعة ويتساقط اللعاب من شفتيها الغليظتين· باختصار سوف تنسى كل الأقنعة الاجتماعية التي وضعتها· إن ''اللادن'' له قوة كاسحة ولا تستطيع أي امرأة أن تقاومه ما لم تكن أميرة حقاً· طريقة الأكل كذلك لا تفشل: هناك مطربة مصرية اشتهرت بالرقة، وكان أحد الشعراء يهيم بها حباً· ظل يهيم بها حتى رآها مصادفة في القناطر الخيرية في شم النسيم· رآها تلتهم الفسيخ في جشع وتلعق أصابعها· ثم تهشم البصل وتزدرده كأنها أحد المعلمين في وكالة البلح· وتقذف في جوفها بأربعة أو خمسة أرغفة· سقطت تماماً من نظره وشفي من عشقه المجنون والحمد لله· ذات مرة كنت أتصل بشركة طيران أؤكد حجز رحلة، فردت علي فتاة تتكلم بأرستقراطية وخنافة من طرف أنفها وقالت: ؟ ''بالتأكيد يا فندم·· لا لزوم للكونفيرميشن لأن البوكنج موجود هنا·· الفاوشر معك ويمكنك أن تقوم بعمل كانسل في أية لحظة·· بليز دو·· هانج أون''· كانت تجد صعوبة بالغة في العثور على أي كلمة عربية مناسبة· وبدأت ''تملّيني'' رقم الرحلة، وفجأة حدث خلل في الكمبيوتر عندها، فراحت تضرب المفاتيح في عصبية··· ثم دوى صوتها الغليظ الحلقي كأنها تتشاجر في سوق الخضار: ؟ ''يا دي السخماط!!''· للحظة خيل لي أنها تستعمل لفظة ألمانية أو هولندية لا أعرفها، ثم فطنت أنها تتكلم بالعربية العامية جداً جداً جداً· أنا لست من طبقة مرفهة أو ثرية، وقد تعاملت بحكم عملي مع طبقات فقيرة جداً في أسفل السلم الاجتماعي، لكن دعني أؤكد لك أنني لم أسمع (يا دي السخماط) هذه من أي شخص قبل هذه اللحظة!· طبعاً يمكن استنتاج أنها تقول (يا للكارثة!) بطريقتها الراقية الخاصة· في اللحظة التالية ثابت إلى رشدها فعادت تقول: ؟ ''سوري يا فندم·· الشاشة فروزن حالياً·· لو أنك كولد باك خلال ساعة فلربما·· احم ·· شكراً لاتصالك''· وضعت السماعة وأنا أكاد أموت ضحكاً، وقررت أنني لن أتزوج هذه الفتاة بالذات لو قررت أن أتزوج· صارحت صديقي بهواجسي هذه، فقال لي في غيظ: ؟ وماذا أفعل؟ قلت له في وقار: ؟ إما أن تقنع فتاتك بالنوم على حبة بازلاء تحت أربع حشايا، وإما أن تعطيها قطعة ''لادن'' أو تراقب رد فعلها لو حدث خلل في الكمبيوتر· لم يبد له أي حل مقنعاً، حتى فكرة ''اللادن'' ستبدو غريبة جداً عندما يعطيها إياها ويراقبها في حذر كأنه يطعم فرس النهر في حديقة الحيوان· وجاء الفرج عندما تذكرنا أن شم النسيم على الأبواب· اقترحت عليه أن يدعو حبيبته لأكلة فسيخ في القناطر الخيرية· سألني في بلاهة عما إذا كانت طريقتها في أكل الفسيخ سوف تفضحها، فقلت له في غيظ: ؟ أنت لم تتعلم شيئاً· لو قبلت أكل الفسيخ أصلاً فهي تمت لعالم الوحوش ولا تصلح لك يا صاحبي· وحتى هذه اللحظة لا أعرف ما توصل له، لكني أرجح أنه سيخدع نفسه وسوف يتزوجها في جميع الأحوال، حتى لو كانت تلتهم طناً من الفسيخ مع عشرة أرغفة من الخبز، وحتى لو قالت له بعد الأكل ''يا دي السخماط!''··· لأننا لا نرى سوى ما نريد أن نراه· د· أحمد خالد توفيق كيف تعرف أنك ابن حلال ؟ تعتمد في معرفة أنك ''ابن حلال'' على ثلاث طرق وكلها خاطئة· الأولى هي أن يذكرك أحدهم وأثناء ذلك تحضر أو تتصل· وهذه الطريقة تجعلك تشك في نفسك إلى أن يحصل لك موقف مع أحد البغال الذين يظلون مرتابين فيك· ولو تأكد كل من حولك، فإن شخصاً واحداً لم يحصل معه الموقف، قد يطعن في ''حلاليتك''، إضافة إلى الأشخاص الذين لا تعرفهم ولا يعرفونك، فحتى رجل الإسكيمو قد يشك فيك وتشك فيه· وهناك طريقة الشبه، فإذا شابهت أباك فأنت سليم· ومقولة ''الولد لخاله''، لا تنفع هنا، فلا أحد يختلف في هوية أمه· لكن المشكلة لن تُحل حتى لو شابهت أباك، لأننا نقول: ''يخلق من الشبه أربعين''، فقد تكون ضمن الأربعين الذين تشبهون ذلك الرجل الذي يقول إنه أبوك· أما الطريقة الثالثة فبواسطة اختبار الحمض النووي· وهي طريقة غير دقيقة، فلعل خطأ وقع أثناء أخذ العينة، أو عند ترقيمها، أو ربما حصل تواطؤ، أو لعل الجهاز نفسه كذبٌ في كذب، وثبت أن بعض ''العلماء'' زوّروا أبحاثاً مثل رائد الاستنساخ الكوري الجنوبي ''جيم جوم جام'' أو ''كيم كوم كام'' الذي صرفت بلاده على أبحاثه 40 مليون دولار ومنحته لقب ''أعظم عالم في البلاد'' بعد أن أعلن عن إنتاج خلايا جذعية جنينية من جنين بشري مستنسخ، ثم تبين أن أبحاثه مزوّرة عن عمد·· وبالتالي لم يعد كلام العلم مُنزلاً لا يأتيه الباطل من الجهات الست· وقد يقول قائل إن الأصل في الأشياء الصدق، فلم البحث أصلاً؟ الجواب هو أننا في زمن الشك، وأن الكثيرين يصبحون ويمسون على نظرية المؤامرة، ولا معنى لاستثناء الأبوين من المؤامرة، ولا بد من إيجاد طريقة تطمئننا في أنفسنا· أجد أن طريقة الصفات هي الأفضل، فأنت تستطيع كشف الموضوع بنفسك عن طريق التعرف على الشخص ووالده وكل من يمت له بصلة دم من جهة الأب· وقد أثبت باحثون ألمان من جامعة بون، ليسوا من فصيلة ''شيم شوم شام''، أن صفتي الإقدام على المخاطرة والثقة في الناس تأتيان بالوراثة، ولذلك تنجح عائلات معينة دون غيرها في التجارة، ولعقود متعاقبة· خذ إذاً أي صفة من صفات أبيك وانظر أن كانت فيك، حتى لو صفة واحدة ووحيدة، خصوصاً الصفات السيئة التي يمكن ملاحظتها، كالغرور والبخل، فإذا عثرت على شيء، فقرّ عيناً، لكن بعد التأكد أن تلك الصفة وراثية وليست من مكتسبات البيئة والتقليد، فمثلاً الذي لاحظ أن أباه معتوه، لا ينفع أن يصبح هو معتوهاً ويفرح للتشارك معه في الصفة، بل يجب أن يكون العته هنا قبل أن يكتشف أن أباه معتوه، أي عته وُلد معه· وأزيدك من الشعر بيتاً ومن الخرافة معلومة أنك إذا لم تجد صفة مشتركة، فيكفي أن تجد صفة في أبيك لكنك تعمل عكسها تماماً، بشرط أن يكون السبب الذي يجعل صفتك مضادة لصفته واضحاً، فالذي يكون جباناً لأن والده الشجاع ذهب ضحية شجاعته، فهذه ردة فعل لا أكثر ولا أقل، وبالتالي فكلاهما يتحلى بالشجاعة ومن شجرة واحدة· وكل أصدقائي الذين أعرف آباءهم هم أبناء حلال زلال، فأحدهم ''مغازلجي'' وكان أبوه يقف لابساً ''شورت'' أمام خادمات الجيران· وآخر يعطس في الهواء الطلق، وإذا كان في السيارة فإنه يسرع في إنزال النافذة ويفعلها على سيارات الآخرين، كل هذا حتى لا يخسر ورقة المحارم، وأبوه يملك الملايين لكنه يحتفظ بعلب التونة والبقوليات في خزانة ملابسه حتى لا تبددها الخادمة في غفلة منه· تأكد من نفسك ولا تركن إلى نتائج تلك الطرق الثلاث، وعليك البحث في الصفات· أحمد أميري كيف تكتشف أنك تايه على طول ؟ إفرض -لا سمح الله- انك ''حسيت'' في يوم من الأيام أنك ''ضايع''، أو فقدت الذاكرة مؤقتاً -لا قدر الله- وحبيت تعرف من أنت ومن هم أهلك وفي أي البلاد أنت سارح؟ إذا شعرت بذلك فلا تقلق، فقط اقرأ السطور التالية لتهدئ من روعك وتشعر بالاطمئنان على الفور، وتأكد قبلها أن كل الحالات اللاحقة الذكر أو بعضها على الأقل، قد مرت عليك بالفعل، ومنها: ؟ عندما تخرج إلى الشارع فتمر من جانبك سيارة مسرعة تجعلك تقفز مثل كنغر مذعور ضل طريقه من أدغال أستراليا إلى وسط حلبة دولية لسباق (الفورملا ون)· ؟ عندما تصل إلى سيارتك تجد عليها آثار مياه وسخة مختلطة مع سبخة أشبه بسبخة الإسمنت، فترفع بصرك فلا تشاهد سوى خمسين ألف ''بلكونة'' ومليون شباك دون وجود أي أحد· ؟ عندما يدخل عليك أحدهم شمال، من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين، فتضرب ''بريك'' يعصر كل ما في بطنك، وقبل أن تنطق بكلمة، يزمّر ويتفوه بكلمات لا تخفى عليك قسوتها وأنت لا ترى سوى حركة الشفاه من خلف الزجاج ثم يقحص وايصيح عليك ويلات وكأنك ''إنته الغلطان اللي ما عرف أبوك ايربيك أو ايعلمك أي شيء عن أخلاق السياقة''· ؟ عندما تصف في طابور الـ''سوبرماركت'' المزحوم أصلاً، ولما يصل دورك تدخل عليك وحدة بعربانتها الحامل بتأوم بقالات صغار، ثم سرعان ما تكتشف أن معها رفيقاتها فتصطف أمامك قافلة من العربات أطول من صف السيارات الموجودة على طريج الشارجة دبي الساعة 8 صباحاً، ثم يضعون أغراضهم ولا كأن في جنس مخلوق بني آدم كان واقفاً أصلاً· ؟ لما تدخل المستشفى مبكراً فتجد أمامك طابوراً طويلاً، وعندما تقترب من ''الكاونتر'' يقف أحدهم بمحاذاتك متظاهراً بالكلام في التلفون، واشوي اشوي يدخل عليك· تقول له: في دور يا أستاذ، فيقف وراءك متجاهلاً من هم وراءه من الأجانب، لا وبعد اشوي يبدأ الأخ يتأفف من بطء المواطنات اللي يشتغلن على ''الكاونتر''!· ؟ عندما تقف أمام صراف آلي وبمجرد أن تدخل البطاقة تشعر أن هناك رأس بني آدم طالعة من خصرك أو من فوق كتفك، يطفح في نظراتها الفضول والعجب جراء تأخرك من طبع رقمك السري، وكأن لسان حاله يقول لك: ي الله شو جالس تنطر؟· ؟ عندما تمر من تحت عمارة في المساء فتصيبك رشة من قشور اللوز والفستق يليها عقب سيجارة مشتعل، فترفع عينك وإذا بمجموعة شباب يتضاحكون في قمة الغبطة والبراءة، مع نظرات تحد تقول لك: إذا فيك خير اطلع؟· ؟ تضطر لاستخدام التاكسي فتقف ساعة لا يعبّرك أي تاكسي، ثم يقف أحدهم فتهرع له راكضاً كأنك العداء المغربي سعيد عويطة، وإذا بالمحترم واقف عشان وحدة مملوحة واقفة بعد منك بخمسين متر· أما إذا وفقت بواحد منهم بأعجوبة ثم نقدته وانتظرت بقية فلوسك حسب العداد، يتململ كمن أصيب بشلل أطفال متأخر، ينبش ويفتش منتظراً منك كلمة خلاص بطلوع الروح، وإذا كانت عينك قوية وانتظرت لآخر لحظة، عطاك باقي فلوسك بنرفزة وكأنك ناهب مال أبوه· ؟ تمشي على الرصيف فإذا بعائلة أو مجموعة تمشي أمامك على أقل من مهل الحلزون الدليع وهي تغلق الرصيف· تحاول النفاذ يميناً أو يساراً لكن ما في أمل، وإلا اتهمت بالتحرش العلني في مكان عام، وما لك ساعتها غير اتنزل رجلك في الشارع، وعاد إنته وحظك، إما ايحوشك ''تاير مال فور ويل درايف''، والله ايصكّ اضلوعك ''موتر سيكل'' مال مطعم مستعجل· ؟ تدخل مدخل عمارتكم وفي واحد يسبقك بخطوات لكنه يدخل المصعد ابسرعة ويصعد وايخليك واقف مثل خيال المآتة، تنتظر وتدوس على الزر اللي ايضوّي في عينك مثل عين النمر· وتأتي عيلة صغيرة من سكان عمارتك اللي عمرك ما شفتهم ويصل المصعد، فتفسح لهم الطريق باعتبار إنو في نسوان، فتفاجأ بهم يأخذون المصعد وهم غارقون لاهون في أحاديثهم لدرجة أنهم لم ينتبهوا لك، فيصعدون من دونك رغم وجود مساحة إضافية تكفي ثلاثة نفرات زيادة· عزيزي، إذا صادفتك مثل هذه الأشياء فلا تحزن ولا تبتئس، بل اطمئن واحمد ربك، وسلامتك ألف سلامة من التوهان والضياع، تنفس الصعداء وبوس ايديك وجه وظهر، وألف ألف ألف مبروك، فأخيراً يا سيدي لقيت نفسك، إنته في بلد عربي!· محمد الحلواجي ثنائية الفناء الكبريتي! للنار فوائدها وتأثيرها في حياتنا اليومية، من أول شقشقة الفجر حتى قفل الطاحونة والخلود الى النوم، يكاد لا يصلح شيء إلا بتعرضه للنار أو الحرارة، والبعض لا يستقيم حاله وأحواله إلا بعد ''لسعة'' ليعرف بأن الله حق، والنار حق، والجنة حق، ليصبح بعدها ذلك الودود اللين الهين، المتواضع القنوع· ويصل تأثير النار أيضاً إلى تصنيف العلاقات الاجتماعية، وعلى وجه الخصوص الصداقة!، وربما يتبادر الى أذهان البعض أن يسأل: ''شو خص هذا بذاك''؟!، لأرد وأقول: عفواً اسمحلي له خص ونص!· كيف؟ ''هذه اتركها عليّه بارك الله فيك''، وتابع القراءة من فضلك· التقارب الجوهري هو في فهمك المسبق لفلسفة ''الين'' و ''اليانج''، ففي كتب الطب الصيني التقليدي تكاد تكون كل الأمور الحياتية والفلسفية ترتبط أو تؤسس وتخضع لهاتين الطاقتين أو العنصرين، فالعملية عبارة عن تجاذبات ملونة ما بين السالب والموجب، كالحرارة والبرودة، الطاقة التجاذبية ما بين السماء والأرض، الحلو والمر، الصيف والشتاء، الأبيض والأسود·· الخ· وبالمناسبة ''الين'' و''اليانج'' تعنيان الأنثى والذكر، وهنا يكمن سر تواجدهما وتكاملهما في الكون، وتعني بالمقابل الشيء ونقيضه· إلى هنا والكلام علمي ومنطقي فقط يحتاج الى اطلاع بسيط من ''حضرة جنابك'' للتأكد من صحة المعلومات السالفة الذكر!، فبعد بحث ومحاولات حثيثة ومستميتة ''فرت لي رأسي''، توصلت الى أن الأصدقاء ينقسمون الى ''عودين'' كأعواد الثقاب: عود إن رُش بالماء مات، وعود ما أن يشم رائحة النار حتى يحترق، وهذا طبيعي!، لكنهما في الحالتين الفيزيائيتين يصبحان عديمي الفائدة، ولا يبقى أمامك سوى أن تعلن إفلاسك من أعوادك! تخيل بأنك تحمل في جيبك علبة كبريت جنوب أفريقي عالي الجودة، وفجأة أتى المطر على علبتك وبقيت بلا كبريت!، أو منطلقاً بكل حيويتك ونشاطك وكبريتك في جيبك قاصداً مقهاك الصباحي المعتاد لتتناول قهوتك وتقرأ جريدتك وتطالع حظك اليوم· وأنت في طريقك تتعرض لتغير مباغت في الطقس، ليتحول الطقس الربيعي الى جو لم تعتده في مثل تلك الأيام، وتجد نفسك كما دجاجة ماكينة الشاطر حسن، ولسان حالك يقول ''أتقلب على سيخ النار'' قلبة تلو القلبة وبلا رحمة، لتقضي الشواية على علبتك التي صففت بداخلها وبعناية ودقة أعوادك عوداً عوداً لوقت ''العازة''! بعد هذه المعاناة مع علب الكبريت البائدة، أنت مجبر على خيار أكثر ديناميكية ومرونة، لتستعيض باختراع الولاعة، فبهذه النقلة النوعية البرجماتية، تصبح دون أن تشعر إنسانا متحضرا ومتطورا ومتحللا من كل عقدك البالية، بمجرد استعاضتك العلبة بالولاعة!، والولع بالولاعات يعتبر قصير المدى مقارنة بالكبريت العادي، ولا يُشكل أي خطورة من الإدمان عليها على الإطلاق، فما أن ينفذ غازها حتى تقذفها في أقرب ''مزبلة'' غير مأسوف عليها، وهلم جرا···! همسة: ''احذر عدوك مرة وأعواد الثقاب مليون مرة''!!! فاطمة اللامي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©