الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الدراجات النارية يعشقها الشباب ولو حطّمتهم!

الدراجات النارية يعشقها الشباب ولو حطّمتهم!
18 مايو 2008 02:05
يثير انتشار الدراجات النارية ''البخارية'' هذه الأيام الكثير من الانتباه، بسرعتها الفائقة وأصوات محركاتها وضوضائها، وجسارة ومغامرة وتهور سائقيها، وهم غالبا من فئة الشباب والمراهقين الباحثين عن الإثارة والمتعة الملفتة للأنظار والاهتمام· وهي لا تقتصر على كونها مجرد وسيلة انتقال سهلة وسريعة وآمنة، بل ترتبط في أذهان الكثيرين بانطباعات سلبية وصور الحوادث والكوارث، بل وأصبحت هواية وملتقى للتعارف وتبادل الخبرات والمعلومات لمجموعات كثيرة من الشباب الذين يجمعهم عشق المخاطرة والاثارة والمغامرة، فنراهم وقد نظموا سباقات، ورحلات جماعية، ويتبارون في اظهار مهاراتهم وطاقاتهم وقدرتهم على المغامرة وتجاوز المألوف· اقتربنا من أحد التجمعات الشبابية التي تضم أكثر من 300 شاب على شاطئ أبوظبي في محاولة فهم طبيعة هذه الهواية، والتعرف على نشاطاتها وفعالياتها، يقول محمود الريس: ''ركوب الدراجات النارية رياضة مفيدة لسائر البدن، وتحتاج إلى لياقة بدنية ورشاقة· وهي تتيح لسائقها التمتع بالأجواء بشكل مكشوف، وتنمي روح التعارف لدى الأصدقاء الذين يجمعهم حب اقتنائها وقيادتها· كثير من الناس يعتقدون أنها رياضة خطرة وخاصة الآباء والأمهات، مما يجعلهم يعارضون ممارسة أبنائهم لهذه الرياضة أو اقتناء دراجة نارية خاصة بهم، خوفاً عليهم من وقوع حوادث· وأعتقد أن كثرة الحرص أو المبالغة فيه تقلل من فرصة الاستفادة من التجارب والمغامرة، فالمخاطر موجودة في جميع الأحوال سواء بالنسبة للسيارات أو الدراجات أو أي مركبة أو وسيلة انتقال أخرى· إن قيادة الدراجة النارية متعة حقيقية لا يعلمها غير الذي يمارسها، وهى ترويح عن النفس، ووسيلة هامة من وسائل تغيير الروتين بشكل عام''· أما عادل المري فينظر لها نظرة أخرى فهي ''وسيلة مواصلات سهلة، وتساعد على إنجاز العمل بطريقة سريعة دون تحمل معاناة الازدحام أو الاختناق المروري في الشوارع في كثير من الأحيان، كما أنها مرنة جدا بحيث تتيح للمستخدم فرص السير في الأماكن الوعرة أو الضيقة أو غير المعبدة، فضلا عن كونها وسيلة مواصلات اقتصادية للغاية وغير مكلفة اذا ما قورنت بغيرها من وسائل''· ويقول محمد المزروعي: ''خلال العطلات الأسبوعية يتجمع أصحاب الدراجات في مجموعات كبيرة (من 60 إلى 200 أحياناً) للقيام بمسيرة أو رحلة الى مكان ما، بحيث يلتقون في ''نقطة التجمع'' ويتعرفون على خريطة السير، وطبيعة الطرق التي يمرون بها، والمصاعب المحتملة، وكيفية الاتصال بالمجموعة، ويتلقون بعض الإرشادات والتوجيهات المهمة من أصحاب الخبرة الى السائقين، وينتقل فيها المشاركون من إمارة إلى أخرى، أو يقومون برحلات الى مناطق أو جبلية نائية لا يتاح لهم الذهاب اليها عادة، ولا يتحمسون لزيارتها بمفردهم· ويشير خالد أحمد الى أهمية تنظيم المسيرة: ''عند البداية ينطلق قائد المسيرة لمعرفته بالطرقات متبعاً إرشادات بعض الإشارات المعروفة لدى أصحاب الدراجات سواء لجهة التوقف أو التقليل من السرعة وعدم مزاحمة السيارات أو المارة· وأثناء الرحلة يلوح لنا أصحاب السيارات بأيديهم ويلتقطون الصور للمجموعة لكثرة الدراجات النارية التي تبدو في أسراب جميلة· وخلال المسيرة تتوقف المجموعة للتزود بالوقود، وكثيرا ما يتم التحذير من التهور والسرعة الزائدة والابتعاد عن استعراض المهارات خلال السير في الطرق العامة، فكثير من الناس يعتقدون أن أصحاب الدراجات هم أناس متهورون وغليظو القلب وأصحاب مشاكل، لكن الحقيقة عكس ذلك، فهم شباب عاديون تجمعهم هذه الهواية الشيقة، ونحن نحرص من خلال هذه التجمعات والمسيرات والرحلات أن نغير نظرة الناس إلى السلوك الرياضي المنضبط والملتزم''· ويضيف مطر المهيري قائلا: ''كثير من الشباب يشاركون في الاحتفالات العامة، فقد شاركنا في الأعياد الوطنية والمهرجانات وحملات الجمعيات الخيرية والمعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة ومرضى التوحد، بالسير وتقديم الاستعراضات، كمساهمة شبابية تضفي روح البهجة والفرح في مثل هذه المناسبات· وفي أحيان أخرى تكون التجمعات بشكل دولي نستعرض فيها إمكانيات ومهارات أصحاب الدراجات، والمشاركة في مسابقات رياضية تدعمها المؤسسات والهيئات مثل مسابقات أجمل دراجة، أو أفضل المهارات''· وينقسم هواة الدراجات النارية ''حسب نوع الدراجة'' إلى أربع فئات يذكرها خالد العلمي: الفئة الأولى هي فئة الدراجات الرياضية وتتسم بالإثارة والسرعة، ويفضلها البعض لخفتها وقوة محركها التي تصل بين 400 و1300 حصان، ويشترط على السائق ارتداء الملابس الواقية لحمايته من المخاطر· والفئة الثانية هي فئة الدراجات الكلاسيكية وهذه النوعية من الدراجات تتميز بثقل ماكينتها وتحملها للمسافات الطويلة، مما يجعل السائق أكثر راحة في حالة تجواله أو في سفره بين المدن على الطرقات السريعة، وتتراوح قوة محركها بين 600 إلى ،2000 أما الفئة الثالثة فهي الدراجات الفاخرة ''شُِّْىَه'' وهى من الفئات التي تستخدم للسفر من دولة إلى دولة أخرى، وهي عالمية بشكل عام وكبيرة الحجم لكثرة المميزات الموجودة فيها مثل أجهزة الملاحة والمسجل ووسائل الاتصال اللاسلكي والمقاعد المشابهة لمقاعد السيارات لعدم الإحساس بالتعب وهي من أكثر الدراجات أماناً من ناحية نظام المكابح والكيس الهوائي الذي يحفظ السائق من مخاطر الحوادث· ويتمتع المحرك بقوة 1800 حصان بست إسطوانات وتتراوح أسعارها ما بين 80 إلى 200 ألف درهم وبعضها بثلاث عجلات· أما الفئة الأخيرة فهي الدراجات المبتكرة )ٍَُُِّّّ قىًَّ( التي يصنعها صناع محترفون بكميات قليلة جدا وبأشكال وتصاميم غريبة تخطف أبصار الشباب إن لجهة هيكل المركبة وحجم الإطارات التي تضيف منظرا خلابا لشكل الدراجة أو لجهة الرسومات الجميلة الموجودة عليها، وهذه تتوفر بشكل نادر لارتفاع أسعارها التي تراوح بين 200 حتى 400 ألف درهم بسعة محرك 2000 حصان، وطبعا تستخدم للطرقات الطويلة وليست للطرقات الداخلية لصعوبة استعمالها في حالات الزحام· سلالة الدراجات تعتبر الدراجة النارية سلالة متطورة من دراجة هوائية كانت تعرف قديماً باسم ''الدراجة الآمنة''، وتتسم بعجلتين متساويتي الحجم في الأمام والخلف، وآلية دفع بالعجلة الخلفية تتم بواسطة دواسات دفع بالأقدام· والأخيرة بدورها تطورت عن دراجة ذات عجلات عالية، ظهرت الى الوجود كسلالة أكثر تطوراً من دراجة تسمى ''محطمة العظام'' ظهرت في حوالي عام ·1800 وتستخدم هذه الدراجة عجلات ذات أطواق حديدية، فيما كانت آلية دفعها تتم من خلال تحريك القدمين على الأرض لتوفير قوة الدفع· وقد أطلق عليها اسم ''محطمة العظام'' نظراً لظهرها المؤذي وجنوحها لدهس سائقيها· وينسب للمخترع الألماني جوتليب ديملر الفضل في اختراع أول دراجة نارية في العالم عام 1885 وهي دراجة بعجلتين واحدة في الأمام والثانية في الخلف، لكنه أضاف اليهما عجلتين صغيرتين أخريين واحدة في كل جانب بهدف تعزيز ثبات الدراجة·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©