السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

معركة الفلوجة أقلعت ومخاوف من انتهاكات «الحشد»

معركة الفلوجة أقلعت ومخاوف من انتهاكات «الحشد»
24 مايو 2016 00:00
سرمد الطويل، وكالات (بغداد) قطع تنظيم «داعش» جسور الفلوجة في محافظة الأنبار العراقية أمس، ومنع الأهالي من مغادرتها، في وقت اقتربت القوات العراقية من المدينة التي أمطرتها قوات التحالف بالضربات الجوية في بداية معركة يشارك فيها آلاف الجنود لتحرير المنطقة من سيطرته، وسط مخاوف من انتهاكات محتملة ضد أبناء المدينة من ميليشيات «الحشد الشعبي» التي هدد قادتها «بتدمير الفلوجة». وأوضحت مصادر عشائرية من داخل الفلوجة أمس، أن التنظيم الإرهابي منع المدنيين من الخروج لاستخدامهم دروعاً بشرية وقام بإغلاق جميع جسور المدينة بالكتل الكونكريتية ، مناشدة القوات الأمنية إيقاف القصف على الأحياء المأهولة بالسكان كالنزيزة وطعش نعومة والجولان الواقعة وسط المدينة. وقال سكان الفلوجة أمس، إن اشتباكا وقع في منطقة الهياكل على المشارف الجنوبية بين القوات العراقية المشتركة ومسلحي تنظيم «داعش»، وكان باكورة المواجهات المباشرة بين الطرفين، بعد أن شهدت الأحياء الواقعة وسط المدينة قصفا كثيفا في الساعات الأولى من عملية التحرير التي قدر البعض أنها قد تستغرق عدة أسابيع. وقال مسؤول محلي إن القوات اقتربت من ضاحية الكرمة الشمالية للتخلص من المسلحين قبل توجيه انتباهها لوسط المدينة في حين أوضحت مصادر أمنية أنه بعد استعادة قوات الشرطة الاتحادية منطقة حراريات الفلوجة، هاجم التنظيم تلك القوات بسبع عجلات ملغمة بهدف عرقلة تقدمها، مشيرة إلى أن ذلك كبد الطرفين خسائر بشرية. وأكدت مصادر عشائرية أن التنظيم الإرهابي قطع الجسور المؤدية إلى الفلوجة، ونشر حواجز كونكريتية على جسر الفلوجة الكونكريتي الجديد، وفتح الجسر الحديدي القديم على نهر الفرات غرب الفلوجة للسماح لمجاميع التنظيم الإرهابي بالتنقل بين النساف ومركز الفلوجة وبالعكس، بعد استقدام قوات إضافية من جهة الفلاحات. في هذه الأثناء أفاد مراسلون ميدانيون أن عددا من القتلى والجرحى المدنيين سقطوا جراء القصف الجوي على منطقة الحصي جنوب الفلوجة تزامنا مع نشر عناصر إضافية لمسلحي «داعش» عند مداخل المدينة. وذكر مراسلون نقلا عن شهود عيان هربوا من المدينة خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية، أن«داعش» هدد العائلات بالإعدام في حال رفع رايات بيضاء، أو الخروج في اتجاه القوات الأمنية المتمركزة في تقاطع السلام التابع لعامرية الفلوجة جنوبا. وكان المتحدث باسم الجيش العراقي العميد يحيى رسول، أعلن أمس، أن ضربات جوية وقصف بقذائف الهاون استهدفت خلال الليل أحياء داخل المدينة يعتقد أن مقر التنظيم الإرهابي فيها، لكن القصف هدأ بحلول النهار. ووصف تقدم القوات بأنه حذر ويعتمد على المهندسين الذين يفككون القنابل التي زرعها المتشددون على جانب الطريق. وكانت القوات العراقية شرعت في وقت مبكر من أمس بأوسع عملية عسكرية لتحرير قضاء الفلوجة من سيطرة «داعش». وقال الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي قائد عمليات تحرير الفلوجة «إن المرحلة الأولى لعملية تحرير الفلوجة انطلقت بتطويقها من جميع الجهات». وفي وقت سابق من أمس، أكد رئيس الوزراء العراقي الذي وصل وهو يرتدي زيا عسكريا لأول مرة، إلى مقر قيادة عمليات الفلوجة «أن المعركة انطلقت وهي تسير بنجاح لتحرير الأهالي من قبضة تنظيم داعش». وقال لدى اجتماعه بقيادات الجيش العراقي في الفلوجة «سنحرر الفلوجة كما حررنا مناطق في الأنبار من سيطرة داعش»، مؤكدا اشتراك «الجيش العراقي ومكافحة الإرهاب والشرطة والحشد الشعبي والعشائر وشرطة الفلوجة وأفواج الرد السريع». من جهة أخرى، قال قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت إن «داعش نفذ عمليات إعدام جماعي بحق سكان الفلوجة». فيما أعلنت قيادة عمليات بغداد عن مقتل والي «داعش» في الفلوجة وأكثر من 30 إرهابيا خلال العملية. وذكر مصور من وكالة فرانس برس أن القوات العراقية لم تدخل إلى الفلوجة حتى الآن لكن طائرات حربية تواصل توجيه ضربات إلى أهداف في داخلها. وسادت المخاوف أوساط العراقيين من انتهاكات محتملة بحق أبناء المدينة على يد ميليشيات «الحشد الشعبي» التي تشارك في العمليات العسكرية، ونشرت مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر أحد قادة الميليشيات أوس الخفاجي، وهو يتوعد بتدمير الفلوجة لأنها على حد قوله «منبع الإرهاب». ورفضت قوى سياسية عراقية مشاركة «الحشد الشعبي» في معركة استعادة الفلوجة من «داعش»، وحمل بيان صادر من المشروع العربي في العراق، الحكومة العراقية مسؤولية أي انتهاك قد يحصل من قبل الميليشيات المسلحة بحق سكان الفلوجة. وقال سكان يعيشون في وسط المدينة إنهم فروا نحو مناطق آمنة نسبيا عند الأطراف الشمالية، لكن القنابل التي زرعها «داعش» على جوانب الطرق منعتهم من مغادرة المدينة. ويقدر مسؤولون عراقيون وأميركيون أن هناك ما يصل إلى 100 ألف مدني لا يزالون يعيشون داخل الفلوجة?. بدوره، أعرب رعد الدهلكي، رئيس لجنة الهجرة والمهجرين النيابية عن قلقه إزاء وضع نازحي الفلوجة. وقال إن على المسؤولين عن حماية أمن المدنيين التوجه فورا نحو نازحي الفلوجة، لتهيئة كافة المستلزمات لاحتوائهم وعدم تكرار ما حدث لنازحي المحافظات والمدن الأخرى التي تحررت من «داعش»، مؤكدا أن «كارثة إنسانية كبيرة ستحدث». إلى ذلك، قالت السلطات العراقية أمس، إن ثلاث قذائف مورتر سقطت قرب المنطقة الخضراء في بغداد. وقال بيان عسكري إنها أطلقت من شارع القناة شرق بغداد وسقطت على حي الكرادة على بعد أقل من كيلومتر من المنطقة الخضراء على الجانب المقابل من نهر دجلة. الكتل السياسية تجتمع اليوم في مسعىً لفتح أبواب البرلمان أربيل (وكالات) أعلن رئيس مجلس النواب سليم الجبوري أمس، أن اليوم الثلاثاء سيشهد اجتماعا بينه وبين رؤساء الكتل النيابية، مؤكدا المضي في اتجاه تحديد جلسة لمجلس النواب، معرباً عن أمله في أن تكون تلك الجلسة «شاملة». وقال الجبوري في مؤتمر صحفي عقده في أربيل إن «الاجتماع مع رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني ورؤساء الكتل الكردية في البرلمان العراقي كان مثمرا، ولمسنا حرصا شديدا على ضرورة استمرار عمل المؤسسة التشريعية والمضي لعودة البرلمان واستعادة دوره». وأضاف «سنجتمع غدا مع رؤساء الكتل النيابية وسنمضي في اتجاه تحديد موعد للجلسة المنشودة التي نأمل ان تكون شاملة ويحضرها الجميع». وكان الجبوري وصل ظهر أمس، الى محافظة أربيل واجتمع مع بارزاني وبحث معه المستجدات السياسية في البلاد. بريطانيا تشيد بقدرات الجيش العراقي لندن (رويترز) قال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند أمس، لدى وصوله للمشاركة في اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل، إن بريطانيا تدعم الحكومة العراقية في تطهير جيوب تنظيم «داعش» مع بدء القوات العراقية عملية لاستعادة مدينة الفلوجة في محافظة الأنبار. وقال هاموند للصحفيين «هذا مركز لنفوذ داعش تم تجنبه خلال التقدم الذي تحقق في وادي الفرات، وأعتقد أن العملية تظهر قوة وثقة القوات العراقية بنفسها، مع عودتها الآن لتطهير الجيوب التي ينشط فيها داعش». وأضاف أنه على ثقة في قدرة الجيش العراقي على الانتصار في الحرب ضد التنظيم الإرهابي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©