تنظم جامعة أبوظبي يومي 30 و31 مايو المقبل، في فندق فيرمونت باب البحر بأبوظبي، «منتدى التوطين»، وتهدف الجامعة من خلال هذا المنتدى السنوي إلى إيجاد حلول لظاهرة عدم استمرارية المواطنين العاملين في القطاع الخاص في وظائفهم لفترة طويلة .
وأشار علي بن حرمل الظاهري، رئيس مجلس جامعة أبوظبي التنفيذي إلى أهمية تعميق فهم شركات القطاع الخاص لأهمية التوطين كأحد العوامل الرئيسية للتنمية الوطنية، وبين أنه في سبيل ذلك يتعين على الشركات مراجعة خطط التوطين وإيجاد بيئات العمل الملائمة لتطوير خبرات الشباب، الأمر الذي سيضمن مساهمتهم بشكل فعّال بالأدوار الوطنية المنوطة بهم.
وتعد المحافظة على بقاء المواطن في عمله وتطويره وظيفياً، القضية الرئيسية للقائمين على خطط التوطين في مختلف أنحاء الدولة، بحسب الظاهري، ويتطلب ذلك تثقيف المؤسسات والشركات حول كيفية تعزيز الأمن الوظيفي، وزيادة الحافز الفعلي للمواطن لإبراز قدرته وتأهيله لتبوؤ مناصب قيادية.
وسيسلط منتدى التوطين في دورته المقبلة، الضوء على عوامل زيادة الأمن الوظيفي للكوادر الوطنية وعلاقتها باستراتيجية عمل الشركات، بالإضافة إلى استعراض أحدث المفاهيم والممارسات الخاصة بذلك، وذلك في إطار سعي جامعة أبوظبي إلى توفير منصة لبحث تحديات التوطين في القطاع الخاص،
وقال بن حرمل: أظهرت الدراسة التي أجراها العام الماضي برنامج الإمارات لتطوير الكوادر الوطنية إن 60% من المواطنين الذين تم توظيفهم في شركات القطاع الخاص منذ انطلاق برنامج التوطين قبل ست سنوات، استقالوا من وظائفهم لأسباب تعود إلى عدم وجود بيئة عمل تحفيزية تساعدهم على التطور عملياً وتحقيق طموحاتهم الوظيفية.
ولفت إلى أن «منتدى التوطين» والذي يعقد تحت شعار «تعزيز الاستمرارية الوظيفية عبر الاستخدام الأمثل للحوافز» يسعى إلى استقطاب جميع المعنيين بقضية التوطين لمناقشة تحديات التوطين خلال المرحلة الحالية، وبحث الاستراتيجيات المطروحة لمعالجة هذه التحديات. وتهدف جامعة أبوظبي من خلال تنظيمها للحدث إلى إيجاد بيئة عمل محفزة للشباب المواطنين في شركات القطاع الخاص تعتمد على أنظمة موارد بشرية عالمية تؤمن للشباب تطوراً وظيفياً وفرص عمل مستدامة ، حيث تمثل كفاءة العنصر البشري المقياس الفعلي لأداء الشركات، ويرتبط ذلك بمدى تفاني الموظفين وابتكارهم لتحقيقهم الأهداف العامة للشركة.
وأكدت أحدث دراسات الموارد البشرية عالمياً أن العنصر البشري هو أحد أهم أصول الشركة طويلة الأجل والتي يجب الاستثمار فيها بهدف زيادة عوائد الشركة. ويساهم إدراج برامج تطوير الموظفين ضمن استراتيجية عمل المؤسسات بشكل كبير في تحسين أدائها على المديين القريب والبعيد. وتعمل جامعة أبوظبي على دعم برامج التطوير الوظيفي بهدف الارتقاء بمستويات عمل الكوادر الوطنية وزيادة الأمن الوظيفي لهم في مواقع العمل المختلفة.
وأوضح أن المنتدى سيناقش المبادئ الرئيسية لزيادة المحفزات الوظيفية لعمل المواطن داخل شركات القطاع الخاص، بشكل يضمن استمراريته بصورة أفضل في العمل، كما يسعى إلى إيجاد فهم أعمق للتحديات الرئيسية لتوطين وظائف القطاع الخاص وكيفية التغلب عليها بما يتلاءم مع توجه الدولة لتعزيز أداء الكوادر الوطنية ضمن مختلف القطاعات الاقتصادية، ويتيح «منتدى التوطين» للشركات المحلية وقادة الأعمال فرصة المساهمة في تطوير خطط التوطين، والتعاون لإيجاد العناصر الرئيسية التي تلعب دوراً حيوياً في إنجاح برامج التوطين.
كما ستبحث جلسات عمل المنتدى، عبر مجموعة من المحاضرات وورش العمل التفاعلية، التي يشرف عليها نخبة من خبراء الموارد البشرية، الاستراتيجيات والخطط اللازمة لوضع الحلول المثلى للتوطين والتي يمكن ترجمتها بشكل عملي داخل مؤسساتهم بما ينعكس بشكل إيجابي على برامج التوطين، وتشمل المواضيع التي سيتناولها المنتدى، «الابتكار في بناء فريق عمل قوي وأسرار اكتشاف وتطوير المهارات الإماراتية» و«الجهود الحكومية الناجحة في مجال التوطين ومدى تماشيها مع خطة إمارة أبوظبي الاقتصادية 2030»، بالإضافة إلى دراسة حالة ترتكز على إعداد برنامج عمل لتطوير الكوادر الوطنية داخل المنظمات.
من جهة أخرى، تستضيف جلسة عمل نقاشية خلال فعاليات اليوم الثاني من المنتدى مجموعةً من خريجي جامعة أبوظبي، للمشاركة بمناقشة العوامل والخطط التحفيزية التي تضمن انخراط الكوادر الوطنية في سوق العمل. كما تتضمن ورش عمل المنتدى تقديم الاستشارات والتدريبات اللازمة لمسؤولي الموارد البشرية بالإضافة إلى تزويدهم بالاستراتيجيات اللازمة لتطوير كفاءتهم والتطور بمسيرتهم الوظيفية ،ويعتبر «منتدى التوطين» جزءاً من سلسلة منتديات التوطين التي تديرها وتشرف على إعدادها نيابة عن الجامعة شركة «آيم ايفنتس»، ذراع تنظيم المؤتمرات التابعة لجامعة أبوظبي، بهدف تعزيز وجود الكوادر الوطنية في القطاع الخاص بدولة الإمارات العربية المتحدة، وتعتبر هذه السلسلة أحدى الفعاليات الرئيسية لشركة «آيم» وذلك لتسليطها الضوء على عدد من القضايا التي تخص قطاع التوطين في الدولة.
عدد اليوم
