الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

البيئة الزراعية تربة خصبة لازدهار الأيام التراثية

البيئة الزراعية تربة خصبة لازدهار الأيام التراثية
13 ابريل 2017 22:37
أحمد النجار (الشارقة) أكد الباحث عثمان باروت البارودي، الذي يلقب بـ«موسوعة» التراث الإماراتي، بصفته عايش سيرة الأولين منذ عقود طويلة قبل قيام الاتحاد، بأن عرق الفلاحين الذي سقى الأراضي الزراعية قديماً، أدى إلى غرس فسيلة التنمية والتطور اللذين تشهدهما الدولة اليوم، كما أنه نتاج طبيعي لازدهار ثمار السعادة والرفاهية التي أصبحت ملكاً لجميع فئات المجتمع سواء من المواطنين أو المقيمين على أرض دولتنا الحبيبة. وفي جناح البيئة الزراعية في ساحة أيام الشارقة التراثية ضمن نسختها الـ15، التي تتواصل من 4 إلى 22 أبريل الجاري يستعرض الباردوي مسيرته الحافلة بالكثير من الذكريات ومحطات الماضي وتجارب الحياة بمنتهى بساطتها وبدائيتها، مقدماً شريطاً وثائقياً عن معالم جميلة ومكونات حية ومهن تتعلق بالمشغولات اليدوية التي لها صلة بالزراعة، والتي كانت تعتبر مهنة أساسية يعتمد عليها الأولون في إنتاج محاصيل غذائية لتأمين قوت عيشهم اليومي. سيرة زراعية ومناهج تعليمية ولفت البارودي إلى أن البيئة الزراعية القديمة تمثل مادة تراثية خصبة، يجب مواصلة الاحتفاء والافتخار بها، والترويج لها عبر منصات ومنابر ومعارض مختلفة، داعياً الجهات المختصة إلى المساهمة في تدريسها ضمن المناهج التعليمية وتلقينها للنشء لتعريفهم بسيرة الأجداد، بصفتها شاهدة على تاريخ المكان وحضارة الإنسان الإماراتي القديم الذي عانى كثيراً من صلف العيش، فلم تهزمه قسوة الظروف أو تقهره رعونة الطبيعة وقسوتها، فقد سطر كفاحه بصبره وصلابة تحمله وقوة إرادته، وشمر عن ساعده فحرث الأرض لينهل من خيراتها، وغزا البحر ليصطاد من باطنه الغذاء ويستخرج اللؤلؤ متاجراً به، ليتثبت وجوده ويفرض هويته الحضارية، ويكتب بمداد عرقه سيرة تحضره على امتداد مراحل تطوره، ليرسم مستقبلاً زاهراً لأبنائه. أرض خصبة ومهنة للجميع وذكر أن أرض الإمارات تتكئ على موروث زراعي غني يعود تاريخه إلى مئات السنين، فقد كانت صالحة للزراعة خاصة في المناطق الشرقية من إمارة الشارقة مثل منطقة الذيد وفلج المعلا وكلباء ودبا الحصن والفجيرة وخورفكان، إلى جانب أماكن أخرى مثل الفيل وطريف والدحيات وغيرها، وأضاف بأن الزراعة كانت مهنة المجتمع ككل، لهذا شهدت انتعاشاً كبيراً لا سيما مع خصوبة الأرض وتوفر المياه التي تغذيها الآبار الطبيعية ناهيك عن انتظام مواسم الأمطار وتوفر السماد الطبيعي آنذاك. ثروة وطنية وسلة غذائية وتابع «كانت البيئة الزراعية القديمة في فترة الستينيات والسبعينيات تمثل سلة غذائية متكاملة، وثروة وطنية ساهمت في تأمين احتياجات كل إمارات الدولة من المحاصيل والمنتجات الضرورية، حيث كانت تضم أصناف الخضراوات مثل الطماطم والبصل والثوم والبطاطا الحلوة، كما اشتهرت بزراعة أنواع الفاكهة مثل المانجو والبرتقال والتين والزيتون والنخيل والليمون والرمان، والتي توسع الإنسان الإماراتي بإنتاجها منذ عقدين من الزمن، وكانت تفي قوته واحتياجاته اليومية، بل أنه كان يقوم بتصدير الكثير من المنتجات والمحاصيل خارجياً لدول مجاورة مثل قطر والبحرين والخبر والدمام في السعودية». التكييف بـ«خوص» النخيل وبالحديث عن أبرز المنتوجات التي تم عرضها ضمن منصة البيئة الزراعية على ساحة «الأيام»، ألقى البارودي الضوء على «خوص» النخيل التي كانت تسمى «قُلبة» ثم تصير «خوصة» فتنبت منها ثمرة جافة يتم تجفيفها تحت أشعة الشمس مدة أسبوع ثم تصنع من هذه «الخوص» الكثير من المشغولات اليدوية مثل «الحصير» و«السمة» و«المغطى» و«المشب» الذي كان يستعمل للتكيف، بينما كانت «المهفة» تستعمل كأداة لتلطيف الجو وتحريك الهواء. وأوضح أن مهنة الزراعة لا تزال باقية وحاضرة في وجدان الكثيرين، وقال إن طبيعة الإنسان مهما كبر سنه تظل تربطه الفطرة وتراوده فكرة العودة إلى ماضيه، وينتابه الحنين للجذور الأولى ويشتاق أحياناً لاستحضار نمط الحياة البدائية التي لا تزال مرتسمة في وعيه ومغروسة في وجدانه، وملصوقة بذاكرته، فأحياناً يخلق ذلك الجو من خلال قيامه برحلات البر، ليستعيد معها تلك التجربة بكل بساطتها ومسكنها وقوتها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©