الصين تحرق جثث ضحايا الزلزال لتجنب الأمراض

ارتفعت حصيلة الزلزال الذي ضرب إقليم كينجهاي في الصين إلى 1339 قتيلاً و417 مفقوداً، إضافة إلى 11849 جريحاً بينهم 1297 إصابتهم خطيرة. في وقت أشارت وكالة الصين الجديدة للأنباء “شينخوا” إلى أن السلطات بدأت أمس عملية حرق جثث مئات الضحايا في مراسم نظمها كهنة بوذيون في التبت. ونقلت جثث نساء وأطفال ورجال بشاحنات إلى مكان حرقها في مديرية جيجو القريبة من مركز الزلزال، قبل أن يقوم كهنة بصفها على لوح خشبي يبلغ طوله حوالي 150 متراً ليحرقوا 1300 جثة، مما أدى إلى تصاعد السنة لهب كبيرة وعمود من الدخان الأسود إلى السماء. في وقت قالت فيه السلطات “إن همها الأكبر هو الوضع الصحي وتجنب انتشار الأمراض بسبب الجثث المتحللة”. وواصلت فرق الإنقاذ عملها الشاق على ارتفاعات شاهقة (4 آلاف متر) وسط توقعات بارتفاع حصيلة الضحايا. وقال تشي ماي الطبيب في فريق المساعدة الطبي الدولي الصيني لـ”شينخوا”: “إن احتمال العثور على ناجين في الساعات الـ72 الأولى بعد الزلزال كبير، ويتضاءل الاحتمال بعد ذلك سريعاً”. وأوضح تشيا تشوبينج المتحدث باسم فرق الإنقاذ إن بعض رجال الإنقاذ أصيبوا بما يعرف بمرض المرتفعات، وتم ترحيلهم. وأضاف: “أصيب مئتان على الأقل من القوات شبه العسكرية ورجال الإنقاذ بالغثيان وبصعوبات في التنفس وبدأت شفاههم تتحول إلى الزرقة وبعضهم تقيأ دماً”. وأشار تشوبينج إلى أن شبكة المياه أصيبت بالشلل. ومازال هناك نحو أكثر من 10 آلاف مشرد يواجهون نقصاً في الغذاء والماء والكهرباء إلى جانب الظروف المناخية الصعبة التي تتمثل بدرجات حرارة جليدية، علاوة على انهيار البنية التحتية لمدينة جيجو كبرى مدن المنطقة، بأكملها تقريباً. ووقع الزلزال في منطقة في كينجهاي مسقط رأس الدلاي لاما الزعيم الروحي للبوذيين في التبت. وناشد الدلاي لاما الحكومة الصينية أمس السماح له بزيارة موقع الزلزال. ولم يزر الزعيم الروحي للتبت الذي يعيش في المنفى الصين منذ فراره بعد ثورة باءت بالفشل ضد الحكم الصيني في الإقليم قبل 51 عاماً. وقال الدلاي لاما في بيان “أنا حريص على الذهاب إلى هناك بنفسي نزولاً على رغبات الكثيرين هناك، لأواسيهم”. وأضاف “عندما ضرب زلزال مقاطعة سيشوان قبل عامين.. تمنيت لو أنني زرت المناطق المتضررة لأصلي من أجل الضحايا هناك.. غير أنني عجزت عن زيارتها”. وأشاد بالمسؤولين الصينيين وجهود الإنقاذ والإغاثة التي أعقبت زلزال الأربعاء الماضي. في وقت عاد فيه الرئيس الصيني هو جينتاو من جولته في أميركا اللاتينية التي قطعها قبل الموعد المحدد، حيث أرجأ زيارته إلى فنزويلا وشيلي.