الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«اعتداء ستوكهولم» يضيق الخناق على التسامح السويدي

«اعتداء ستوكهولم» يضيق الخناق على التسامح السويدي
13 ابريل 2017 23:41
ستوكهولم (رويترز) لم تكد تمضي ساعات على الاعتداء الذي وقع بشاحنة وراح ضحيته أربعة قتلى في قلب ستوكهولم، حتى وجد «عابدي ضاهر» سائق سيارة الأجرة المسلم الراكب في المقعد الخلفي يطبق بيده على رقبته ويكاد يخنقه. وكافح ضاهر، الذي انتقل للسويد من الصومال وهو طفل، لاستنشاق الهواء وهو يشعر بأنه قد يموت على يدي الراكب الغاضب، الذي راح يردد أن فتح بلاده أمام المهاجرين المسلمين هو السبب فيما حدث بعد ظهر ذلك اليوم. وأظهر تسجيل صوتي لما حدث أن الرجل قال لضاهر مزمجراً، قبل أن يطبق على عنقه من الخلف: «فعلنا كل شيء من أجل الجميع، ومنحناهم مساجد، وكل شيء، لكنهم يقتلون شعبنا.. سنقتلهم إذاً». وأوضح «ضاهر»، الذي سجل جانباً من الحوار على هاتفه المحمول، «إنه قام بتشغيل نظام إنذار خفي دفع الشرطة للتدخل». وقالت شرطة ستوكهولم إنها «تحقق في الحادث». وأضاف «ضاهر»، بصوت لا يزال مبحوحاً: «حاولت أن أعمل، لكني أشعر بتوتر شديد من جلوس أحد خلفي في السيارة». وتمثل مشاعر الغضب المناهض للمسلمين امتحاناً للتقاليد الليبرالية المترسخة في السويد، وذلك بعد أن قاد رجل شاحنة مخطوفة واقتحم بها شارعاً تجارياً مزدحماً في وسط المدينة. وكان الشخص المتهم بتنفيذ الهجوم، ويدعى «رخمات أكيلوف»، ويبلغ من العمر 39 عاماً، من أوزبكستان قد تقدم بطلب للجوء، لكن طلبه رفض وطلبت السلطات منه مغادرة البلاد، ليصبح واحداً من أكثر من 12 ألفاً مطلوبين لترحيلهم في السويد. وأوضح محاميه أنه اعترف بارتكاب جريمة إرهابية في المحكمة يوم الثلاثاء الماضي. وفي السنوات الأخيرة شددت السويد، أكثر دول أوروبا ترحيباً بطالبي اللجوء، سياسة الهجرة، وتفكر في فرض إجراءات جديدة بعد هجوم يوم الجمعة الماضي، بما في ذلك تحسين الإشراف على تنفيذ أوامر الترحيل ومنع عضوية الجماعات الإرهابية. لكنها تتأهب أيضاً لزيادة التعصب وجرائم الكراهية. وقال محمد نور، البالغ 25 عاماً، وهو سياسي محلي من الحزب «الديمقراطي الاجتماعي»، والذي يمثل دوائر في منطقة «رينكيبي» الواسعة، التي تضم شققاً سكنية وتم تخطيطها وبناؤها للعمال في أواخر الستينيات: «أنا في غاية القلق على المناخ السياسي». وتمثل تلك المنطقة جزءاً من حزام من الأحياء التي يتركز فيها المهاجرون حول ستوكهولم. وتصطف في الشوارع بيوت باهتة بمداخل رمادية حيث تعلن المتاجر الصغيرة عن المنتجات الحلال باللغتين العربية والسويدية، وترتدي كثير من النسوة الحجاب عند خروجهن. وأضاف نور، المسلم المنحدر من أصل صومالي: «نحن نرى بالفعل صوراً تعرضت للتلاعب على أيدي النازيين وغيرهم ممن يريدون نشر رسائل بغيضة». وشهدت منطقة «رينكيبي» اضطرابات، مثل أعمال شغب قام بها شبان غاضبون، غير أنها تبدو أفضل حالاً بالمقارنة مع كثير من المناطق المتداعية في مدن كبرى بأوروبا. وخوفاً من أي أعمال انتقامية، بدأت الشرطة السويدية تشديد رقابتها على الجماعات التي تنادي بتفوق البيض على بقية الأجناس. وذكر «أندرس ثورنبرج» رئيس الشرطة الأمنية للتلفزيون المحلي، أن الحديث يتردد عن الانتقام، واستخدام العنف، أو عن التهديد بالعنف لإظهار غضبنا مما حدث هنا، وأشار إلى أن متطرفين يشتبه أنهم يمينيون زرعوا قنابل في مراكز اللجوء في الماضي. وكانت السويد، التي يبلغ عدد سكانها عشرة ملايين نسمة قد استقبلت نحو 700 ألف من طالبي اللجوء منذ نهاية التسعينيات. وفي 2015 الذي شهد دخول مئات الآلاف من المهاجرين إلى الاتحاد الأوروبي عبر البلقان، استقبلت السويد 163 ألفاً أي أكثر من أي دولة أخرى عضو في الاتحاد الأوروبي، مقارنة بعدد السكان.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©