يوسف العربي (دبي) - ارتفعت قيمة عقود بناء السفن والمشاريع البحرية التي أبرمتها شركة «الأحواض الجافة» في دبي خلال العام الماضي، إلى 1,86 مليار درهم وهي أعلى قيمة منذ تأسيس الشركة، وبنمو نسبته 34? عن العام 2011، وفقا لخميس جمعة بوعميم رئيس الشركة.
وقال بوعميم على هامش مشاركته في افتتاح مجلس جداف دبي البحري التراثي في دبي أمس، إن الشركة تخطت بذلك قيمة العقود المبرمة خلال العام 2008، ما اعتبره مؤشرا على تجاوز تداعيات الأزمة المالية العالمية ودخول الشركة مرحلة جديدة من النمو.
ولفت إلى أن منطقة أوروبا والبحر الأبيض المتوسط ساهمت بنحو 40% من قيمة العقود المبرمة خلال العام 2012، فيما ساهمت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بنحو 30%، بينما توزعت العقود الأخرى على الصين واليابان ودول شرق آسيا والأميركتين.
وأشار بوعميم إلى أن الاستراتيجية التسويقية التي انتهجتها الشركة على مدار العامين الماضيين تركزت على قطاع نقل الغاز والطاقة، ما أدى إلى مضاعفة حصة هذا القطاع الذي استحوذ على نحو 60% من إجمالي إيرادات الشركة خلال العام الماضي.
ونمت الأرباح الصافية لشركة أحواض دبي الجافة 13%، خلال عام 2012، لتصل إلى نحو 518 مليون درهم “141,25 مليون دولار”، مقابل نحو 458 مليون درهم “125 مليون دولار”، خلال عام 2011.
وقال بوعميم إن عقد مشاركة الأحواض الجافة في بناء المنشأة البحرية “بريلود” لاستخراج الغاز الطبيعي المسال التي تعد أكبر هيكل عائم على الإطلاق كان أهم العقود التي حصلت عليها الشركة خلال العام الماضي.
وأوضح أن طول المنشأة البحرية يبلغ نحو 488 مترا وعرضها 74 مترا وتزن نحو 600 ألف طن، أي ما يعادل ستة أضعاف أكبر ناقلات الطائرات في العالم.
وسيبلغ الحديد والصلب المستعمل 260 ألف طن، أي ما يعادل نحو خمس مرات أكثر مما استعمل من أجل بناء جسر ميناء سيدني بأستراليا، لافتا إلى أنه تم تصميم المنشأة لتحمّل الظروف المناخية القاسية والعاتية وحتى الفئة الخامسة من الأعاصير البحرية.
وقال بوعميم إن شركة الأحواض الجافة العالمية وقعت خلال العام الماضي، عقد إنشاء مستودع تخزين نفط تحت الماء لصالح شركة «بريميير أويل» المتخصصة في مجال استكشاف وإنتاج النفط، بقيمة تبلغ نحو 270 مليون درهم.
وبموجب العقد، شرعت الأحواض الجافة العالمية ببناء مستودع تخزين نفط تحت الماء في أحد أحواض سفنها المتواجدة في دبي، ومن المقرر أن يخدم المستودع التخزين حقل نفط «سولان» الذي يقع في «كونتيننتال شيلف» بالمملكة المتحدة، وتتولى تشغيله شركة «كريسور» التي تشارك في تطوير اكتشافات النفط والغاز بكميات تجارية في بحر الشمال وإيرلندا. ويتضمن نطاق عمل حوض السفن بدبي، تشييد مستودع تخزين نفط يعمل بقوة الجاذبية، وتصل طاقته التخزينية الإجمالية إلى 400 ألف برميل. وسيتم وضع المستودع في قاع المياه على عمق يبلغ 135 متراً تقريباً.
ويتميز المستودع بأنه يقلص التأثيرات الضارة على البيئة البحرية بشكل مؤثر، فهو يزيل المخاطر الناجمة عن الترسبات النفطية من خطوط الأنابيب الممدودة تحت سطح الماء.
وخلال العام نفسه أبرمت «الأحواض الجافة العالمية» عقداً مع شركة أيبل النرويجية والمتخصصة في مجال توفير خدمات توليد الطاقة، لبناء منصة جديدة لاستلام الطاقة المولدة من مزارع الرياح البحرية وتحويلها إلى تيار مباشر عالي الجهد، ومن ثم تحويله إلى الشاطئ، وبلغت قيمة العقد نحو 376 مليون درهم “100 مليون درهم”.
وأكد بوعميم أن أحواض دبي الجافة ستشهد زيادة مطردة في الطلب على خدماتها في مجال تصنيع وصيانة السفن، لافتاً إلى أن الشركة تركز حالياً على بناء نوعية معينة من السفن العاملة في مجال تخزين ونقل واستخراج النفط والغاز، فضلاً عن صيانة وتحويل السفن، وهي الأنشطة التي تتميز بهامش ربحية مرتفع.
وتوقع بوعميم زيادة قيمة عقود الإنشائية التي توقعها شركة أحواض دبي الجافة خلال العام الحالي، مستفيدة من نمو الطلب في قطاع نقل الغاز والطاقة، لافتا إلى أن نجاح عملية إعادة هيكلة نحو 8 مليارات درهم من الديون من دون اللجوء إلى صندوق دبي للدعم المالي ستدعم الموقفين المالي والتجاري خلال المرحلة المقبلة.
عدد اليوم
