الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مركز المعاقين في جامعة الإمارات يقدم خدمات رائدة لطلاب متفوقين

مركز المعاقين في جامعة الإمارات يقدم خدمات رائدة لطلاب متفوقين
6 مارس 2011 20:29
مهما كان لدى المعاقين من إرادة وعزيمة لمواجهة تحديات الحياة ومصاعبها في مختلف مراحل حياتهم العلمية والعملية، فإنهم بلا شك يحتاجون لمن يشد من أزرهم ويزيح من طريقهم كل عارض قد يقف سدا منيعا أمام تميزهم وإثباتهم لوجودهم وقدراتهم، وانسجاما مع هذا الدور الذي نتطلع أفرادا ومجتمعات إلى القيام به على أكمل وجه قامت جامعة الإمارات بتأسيس مركز خدمات لطلبتها المعاقين ليكون صلة الوصل بينهم وبين أساتذتهم وكل من ينتظرون منه تقديم خدمة لهم داخل الحرم الجامعي بعد أن يقوم المركز بالوقوف على احتياجات هؤلاء الطلبة وتوصيلها لهم بطريقة منظمة ومفهومة وسريعة. للحديث بصورة مفصلة عن هذا المركز الرائد حديث العهد والذي يعتبر الأول من نوعه على مستوى جامعات الدولة التقينا الدكتور تامر عرابي مدير مركز خدمات الطلبة المعاقين في جامعة الإمارات. يتحدث د.عرابي عن فكرة المركز ورسالته وعدد الطلبة المنتفعين منه والخدمات التي يقدمها للطلبة ويقول: «تقوم فكرة المركز ورسالته على تطوير مجموعة متكاملة من الخدمات التي تدعم طلاب جامعة الإمارات من المعاقين عبر تخطيط وتنفيذ ومتابعة وقياس الخدمات المقدمة لهم ليحظوا بفرص تعليمية الكاملة، وقد بلغ عدد الطلبة المنتفعين من هذا المركز الذي مر على إنشائه قرابة العام 28 طالبا وطالبة لديهم إعاقات مختلفة لكن 80% منهم إعاقتهم بصرية والبقية تتراوح إعاقتهم بين السمعية والحركية والعصبية، ويتوزعون حسب الجنس حيث يوجد للمركز فرعان أحدهما لخدمة الطالبات ويقع في الحرم الجامعي الجديد في المقام، والثاني لخدمة الطلاب ويقع في عمادة الإرشاد الطلابي بالمعهد الإسلامي». خدمات المركز يسترسل د. عرابي في حديثه عن الخدمات التي يقدمها المركز للطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة: «نقوم بعمل لقاء وتقييم للطلبة بصورة فردية وتتضمن عملية التقييم ومراجعة التقارير الطبية الخاصة بكل طالب والخطط الشخصية الفردية السابقة وأيضا مراجعة الجهات الطبية والتعليمية التي تعامل معها الطالب من قبل إذا لزم الأمر لتحديد الاحتياجات الخاصة لكل طالب ومناقشة الأنواع المختلفة من التيسيرات التي يمكن توفيرها والتي تتناسب مع حالته، ومساعدته في تنظيم المساقات الدراسية وقاعات المحاضرات والتسهيلات المتعلقة بالامتحانات، وعقد اجتماعات مستمرة مع أعضاء هيئة التدريس بالكليات المنتسب إليها الطلاب المعاقين لمناقشة الحلول والتيسيرات التي يجب توفيرها والتي قد تتضمن توفير أجهزة تكنولوجية مساعدة أو برامج كمبيوتر متخصصة، بالإضافة إلى متابعة حالات الطلبة ومقابلاتهم بشكل دوري أثناء العام الدراسي وذلك بغية متابعة التسهيلات والخدمات المقدمة لهم وحل أية مشكلة وتذليل أية عقبات قد تواجههم ودعم اعتمادهم على أنفسهم وتوجيههم لكل المصادر الأكاديمية المتاحة لهم في الجامعة.» الإرشاد الأكاديمي إرشاد الطلبة من ذوي الإعاقة للتخصصات التي تناسبهم وتوعية أساتذتهم والموظفين الذين يتعاملون معهم في الحرم الجامعي بدورهم تجاههم أمر هام يأخذه المركز بعين الاعتبار يوضحه عرابي: «يقوم المركز بتقديم الإرشاد الأكاديمي وإرشاد الطالب إلى وسائل التكنولوجيا البديلة والمساعدة المتوفرة لحالته والتي من شأنها أن تعزز اعتماده على ذاته وأيضا تعزيز فرص التوظيف المستقبلي من خلال توفير الإرشاد المهني، وتنسيق خدمات البرامج الأكاديمية المختلفة والبرامج الطلابية الداعمة داخل الجامعة من أجل أن تكون متاحة للطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة، وتوفير التدريب والتعليم لهم ولأعضاء هيئة التدريس المتعاملين معهم والموظفين بالجامعة وذلك من خلال معامل الحوسبة والتكنولوجيا المساعدة الخاصة بالطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة ومن خلال دورات وورش عمل مستمرة تهدف إلى التوعية بمختلف أنواع الإعاقات وكيفية التعامل معها، وتوفير المادة الدراسية في صورة تتناسب مع احتياجات الطلبة المختلفة كتوفير المواد الدراسية المطبوعة في صورة برايل أو مسموعة عن طريق النصوص السمعية أو تكبيرها من خلال النصوص المكبرة وتوفير خدمات القارئ والكاتب ومترجم الإشارة والمرافقين المساعدين للطلاب ومواقع لأداء الاختبارات والامتحانات تتوافر فيها برامج متخصصة تمكن الطلاب المعاقين من أداء الامتحانات بطريقة أفضل تحت إشراف أعضاء هيئة التدريس من الكليات والتركيز على التوعية المجتمعية فيما يخص أنواع الإعاقات بشكل عام وحقوق ومتطلبات الأفراد والطلاب المعاقين بوجه خاص عبر الدورات وورش العمل والنشرات الدورية والموقع الإلكتروني». المنتفعون الطالبة الأردنية المتفوقة (دعاء حاتم) إحدى الطالبات المنتفعات بخدمات المركز نتيجة معاناتها من ضعف بصري شديد سببه خلل في الجينات الوراثية وفق ما أخبرها به الأطباء لكن اللافت في حالة دعاء أنها طالبة غير عادية فقد حباها الله عز وجل بقدرات ذهنية وذكاء وقدرة على الحفظ تفوق الخيال فقد حصلت على معدل 99,8 لتكون الثانية على الدولة في الثانوية العامة معتمدة على الحفظ سواء من أفواه معلماتها أو والدتها التي كانت تراجع لها دروسها عبر قراءتها لها وهي تحفظ ما تقول والدتها. تقول دعاء عن استفادتها من المركز: «استفدت كثيرا من توفير قارئ وكاتب في الامتحانات فلم أعتمد في دراستي على طريقة برايل على الرغم أنني تعلمتها لكنني تعلمتها لأفيد بها غيري حيث علمتها لفتاة ضريرة في الصف الأول، كما استفدت في مرحلة الدكتوراه من الأجهزة المكبرة حيث ساهمت في اعتمادي على نفسي في الدراسة وتمنيت لو كانت موجودة في مرحلة البكالوريوس، وصار لدي برنامج مكبر على اللاب توب ساعدني بتكبير الخط لأتصفح مواقع الانترنت المختلفة وأستفيد منها في دراستي وتثقيف نفسي وأتعرف على العالم من حولي». إرادة وعزيمة ويضرب الطالب الإماراتي عمر القاضي مثالا آخر رائعا في الإرادة والعزيمة والإصرار على تحقيق طموحاته وأحلامه، فعلى الرغم من معاناته من ضعف بصري حاد نتيجة ضمور وضعف في شبكية العين والعصب البصري المتصل بالدماغ إلا أنه حصل على معدل 90 في الثانوية العامة وأصر على دخول جامعة الإمارات والالتحاق بكلية الهندسة التي سيختار منها في نهاية هذا الفصل الدراسي أن يتخصص في الهندسة الميكانيكية وتتخلص معاناته في الجامعة أنه لا يمكن أن يرى الأشياء البعيدة بوضوح كالشرح الذي يكتبه المدرس على السبورة مما كان يضطره محرجا إلى أن يطلب من المدرس تكبير خطه أو يذهب إليه بعد المحاضرة ليطلب منه أن يعيد الشرح من جديد ويكتب له بخط كبير يستطيع فهمه !! لم تعد تلك المشكلة تؤرق القاضي بعد أن زار المركز وجلس مرات عدة مع الدكتور تامر وشرح له معاناته وإذا به يدله على جهاز يكبر الخط يستطيع شراؤه من ألمانيا ويحمله معه مع اللاب توب ليسلط الجهاز باتجاه السبورة فتنقل ما كتب عليها على اللاب توب الخاص به فيرى شرح المدرس بوضوح ويتجنب الوقوع بأي ضيق أوحرج وفي نفس الوقت ينقله حيثما يشاء فهو ملكية فردية ويحقق نوع من الخصوصية. تسهيلات مختلفة تتفق الطالبة الإماراتية أسماء عبد الله مع الطالب عمر بأن جهاز تكبير الخط هو حل سحري لمشكلتها أيضا في ضعف بصرها وكان المركز شعلة النور التي أضاءت أمامها لتجد هذا الجهاز إذ لو عرفت عنه منذ سنوات لما تأخرت لحظة عن شرائه، والأجمل من ذلك أن أسماء تدرس العلوم السياسية واختارت هذا التخصص على وجه التحديد لأنها تعشق متابعة الأخبار وما يجري حولها من أحداث سياسية ولأنها صاحبة شخصية قيادية ولديها قدر كبير من الجرأة والثقة بالنفس فقد ترأست نادي المعاقين لفصل دراسي نظمت خلاله الكثير من الفعاليات والأنشطة الخاصة بالطلبة المعاقين وغيرهم، هذا بدوره أسهم في أن تكبر طموحاتها وأحلامها بأن تصير وزيرة خارجية في المستقبل إن شاء الله تعالى. أما الطالبة منى صالح التي تعاني من شلل نصفي سببه لها حادث سير منذ عامين لا تقل إرادة وعزما عن أية طالبة أخرى من ذوي الإعاقة فقد التحقت بجامعة الامارات منذ عام ولم تحدد التخصص الذي يناسبها ويتواءم مع ميولها لكنها تميل نوعا ما إلى دراسة الهندسة الكيميائية وتفيد بأنها اختارت هذه الجامعة على وجه التحديد وتأتي إليها من أبوظبي لتقوى شخصيتها وتعتمد على نفسها ولما تتميز به الجامعة من سمعة طيبة وتسهيلات كبيرة لطلبتها بصورة عامة وذوي الإعاقة بصورة خاصة حيث واكب قدومها للجامعة بداية إنشاء وتفعيل المركز فساهم بصورة واضحة بتسهيل إجراءات تسجيلها والتحاقها بسنة المتطلبات الجامعية مع زميلاتها من ذوي الإعاقة مما أسهم في تأقلمهن النفسي مع جو الجامعة الجديد عليهن ، كما ساعدها المركز في التنقل بسيارة خاصة إلى المحاضرات بكونها كانت تسكن في سكن خارج الجامعة وساعدها ثانية للانتقال إلى سكن داخل الجامعة والاعتماد على نفسها في التنقل بين المباني وصفوف المحاضرات على كرسيها المتحرك. برنامج قارئ الشاشة يلفت الطالب الضرير محمد الحوسني الذي يدرس اتصال جماهيري – علاقات عامة إلى أن الضرير أيضا يمكنه أن يستخدم جهاز الحاسب الآلي إذا توفر فيه برنامج قارئ الشاشة، مؤكدا أنه كطالب من ذوي الإعاقة البصرية يعامل في الجامعة كغيره من الطلبة الأصحاء ويطلب منه عمل البحوث والتقارير التي تتطلب استخدام شبكة الانترنت والكمبيوتر بصورة عامة لذا عمد الحوسني إلى شراء هذا الجهاز ليعتمد على نفسه في أداء واجباته الجامعية حيث لم يكن ذلك متوفرا قبل افتتاح المركز مما يعني أنه واجه صعوبة في الدراسة وأوجد هذا الكمبيوتر حلولا عظيمة لها ... يقول الحوسني: «من حسن حظ الطلبة الكفيفين الذين لديهم ضعف بصر وإعاقات مختلفة أنه يوجد مركز متخصص يوفر لهم خدمات هائلة وأجهزة قد لا يطيقون شراءها لعدم مقدرتهم المالية وأنا الآن في نهاية السنة الرابعة وعلى أبواب التخرج وقد لا تكون استفادتي من المركز كالطلبة حديثي الالتحاق بالدراسة بجامعة الإمارات فهذا المركز افتتح منذ عام وأتمنى لو افتتح قبل دخولي الجامعة ، لكنني أتمنى من القائمين عليه أن يقيموا دورات تدريبية للطلبة من ذوي الإعاقة لتعليمهم كيف يتعاملون مع الأجهزة الحديثة التي اشتروها لهم لأن بعضهم لا يعرف كيف يستخدمونها». ومما يجدر الإشارة إليه أن الحوسني يعمل كمذيع راديو في إذاعة القرآن الكريم في أبوظبي حيث يقدم برنامجا لذوي الاحتياجات الخاصة لما يتميز به من حضور وطلاقة وفصاحة وقدرة على التواصل والعطاء.
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©