الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هالة خوري: نقص كتب الأطفال العربية يضر بعادة القراءة

هالة خوري: نقص كتب الأطفال العربية يضر بعادة القراءة
6 مارس 2011 20:31
تمسك أنامل الصغار بعفوية الكتب الأجنبية أكثر من الكتب العربية، يسرقهم التصميم والإخراج والرسوم ومن ثمّ الكلمات والقصص. براءة الأطفال تجعل ميلهم للكتب محتاجة إلى دافع، وحبهم لقراءتها يحتاج إلى رغبة، يسوؤهم فرض الكتاب عليهم كواجب مدرسي أو منزلي ولجذبهم إليه فنون يجب أن يتعلمّها المربون والأهل، ليكونوا نموذجا لهم ويدفعوهم لبناء هذه الهواية الجميلة. القاصة هالة خوري التي أصدرت إلى اليوم ثلاث قصص للأطفال في المرحلة العمرية من 2 إلى 8 سنوات، ونال كتابها الثاني “إلى أين يا مرشا؟” جائزة المجلس اللبناني لكتب اليافعين، أما الثالث فتطلقه للمرة الأولى في معرض أبوظبي الدولي للكتاب هذا الشهر، اختارت الحديث في هذا الموضوع: القراءة عند الصغار، وتأثير الوالدين على تنميتها وزرعها في نفس الطفل. ترى هالة أن هناك عدة أسباب أدت إلى تقهقر ثقافة القراءة عند الأطفال. وتتحدث عن مشروع بحثي شاركت فيه خلال عملها لدى معهد الدراسات النسائية في العالم العربي التابع للجامعة اللبنانية الأميركية (كلية بيروت الجامعية آنذاك) بالتعاون مع الجمعية الكويتية لتقدم الطفولة، وعلى عدة مراحل واكبها دعم لنشر كتب للأطفال من مطلع العام 1983 ولغاية العام 1986، لاستكشاف أسباب تراجع المطالعة والتوصل إلى وسائل لتحفيز المطالعة. تقول “هذا كان من بعض أهداف البحث الذي أتى في إطار مشروع تنمية أدب الأطفال في العالم العربي، وقد تبيّن لنا أن ثمة نقصا كبيرا في الكتب المناسبة للأطفال باللغة العربية بالإضافة إلى عناصر أخرى منها عدم تشجيع الأهل أطفالهم على القراءة وارتباط المطالعة في المدارس بمنهج الواجب المدرسي ما ينفّر الطفل ويشعره أن المطالعة مفروضة عليه فرضاً وليست فعلاً ممتعاً ومسلياً”. وتضيف “كنّا نفتقد للمواضيع الجذابة وللعناية بالإخراج والتصميم والرسوم بشكل عام، كما أن المواضيع كانت مقلّدة لتلك الغربية ولم تأت إلى الطفل بما يشبهه ويحكي عن بيئته”. وتؤكد أهمية إطّلاع الطفل على الكتب المترجمة كجزء من الاطّلاع على الثقافات في العالم، وتقول “الترجمة مهمة جدا وإلا لما تعرفنا إلى عوالم الأدب العالمي... إنما أين هي أمهات كتبنا للأطفال المعبّرة عن مجتمعاتنا بتنوّعاتها”. وتشير إلى أن البحث هذا تلاه خطوة ثانية تمثّلت في إصدار دليل لإنشاء مكتبات الأطفال وآخر للكتاب والرسامين إضافة على ورشة عمل لتدريب الكتاب والرسامين على إنتاج كتب للأطفال ذات نوعية عالية (يذكر أن أول كتاب للقاصة هالة خوري “كبكوب الصوف” صدر ضمن هذه المبادرة). تشجيع الطفل وتلاحظ هالة الخوري عدم التوازن القائم في الكمّ بين كتب الأطفال باللغة العربية وتلك باللغة الأجنبية، فقد عملت في إطار تخصصها في التعليم والتنمية البشرية مع التركيز على تربية الأطفال، في إدارة إحدى المكتبات المدرسية، وتقول “حاولت قدر الإمكان تشجيع الأطفال على المطالعة، ولم يسعفني عدم التوازن الكمّي في أدب الأطفال، وأجد اليوم أن الخطوات بدأت في العالم العربي نحو ردم هذه الهوة ولفتتني بعض قصص الأطفال بالإضافة إلى الجهود المبذولة والتي لمستها من “كتاب” المنظّم لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب، كما اهتمام بعض دور النشر بإصدار كتب للأطفال”. وتقول “دهشت في العام الماضي حين زرت المعرض في أبوظبي بما يقومون به للأطفال، وعمدت على الاتصال بهم عارضة مشروعي الكتاب الأخير الذي نتج عن عشقي للصحراء كوني مقيمة منذ فترة لا بأس بها في الإمارات، وعن اكتشافي لمدى الغنى في حياتها الفطرية، الأمر الذي لا يعرفه كثيرون، فأعددت أبحاثاً على حيوانات الصحراء الموجودة هنا واتفقت مع الرسّامة باتريسيا غونسالفيج على رسم شخصيات القصة، فتشجعت وسارت معي في مشروعي الخاص الذي شئت له أن يتحقق بسرعة فأصدرته من دون انتظار أي دار نشر، ولفتني اليوم كم أن النشر الخاص بات أسهل، في حين أن الكاتب كان ينتظر أحياناً عاماً بكامله لنشر عملٍ له. وأدهشني تفاعل القيّمون على المعرض وتجاوبهم وتشجيعهم ما سيسمح لي بقراءة قصتي على الأطفال في يومين من أيام المعرض، وكان قد سبق لي أن عرضت كتابي على بعض الأشخاص والأطفال كتجربة لرصد ردود الفعل والأخذ بملاحظات الضليعين بطبيعة الصحراء الإماراتية”. وتضيف “علينا الاهتمام بما نقدّمه للطفل، بالقصة القريبة من بيته والتي تعبّر عنه واللغة غير المعقدة والمناسبة لعمره بالإضافة إلى الاهتمام بالجانب الخيالي لديه وتعزيزه بالرسومات المناسبة ببساطتها وألوانها الجذابة لعينيه، وبالتصميم الإخراجي للكتاب “. الجذب لا الإكراه وتخلص إلى القول “لاحظت ازدياد الاهتمام بأدب الأطفال من قبل دور النشر، وعلى المدارس والأهل لعب دور في جذب الطفل نحو المطالعة سواء من حيث توفير الخيارات له من كتب جذابة وقريبة منه أو في تعويده على المطالعة عبر استخدام أسلوب الجذب لا الإكراه. وحين يرى الطفل اهتمام أهله بالمطالعة، سواء كانت مطالعة لخبر في صحيفة أو مقال في مجلة أو حتى المعلومات على علبة منتج أو مطالعة كتاب، سيتأثر بالأجواء المحيطة وستنمو لديه الرغبة بالمطالعة بنفسه وتجعل من فعل المطالعة أمراً مريحاً بالنسبة إليه”. وتقول “على المدارس أيضاً مسؤولية تنمية الرغبة لدى الأطفال بالمطالعة من خلال تغذية المطالعة الحرّة خارج المنهاج الدراسي المرتبط بتقييم مستوى التلميذ، وعلى المربين مواكبة ذلك عبر ترغيب التلامذة بالمطالعة كفعل استمتاع للطفل وليس كواجب مدرسي”. المنافسة بين الكمبيوتر والكتاب في ألعاب الكمبيوتر وتلك المتوفرة على الانترنت، تقول “ليس بوسعنا الهرب من عوامل الجذب هذه، إنما بوسعنا تحقيق نوع من التوازن فلا يفقد أمر على حساب أمر آخر. فليأخذ الأهل الكتاب معهم إلى الحديقة العامة، وبعد أن يلعب الطفل فليستريح ويطالع مع أهله بشكل نجعل فيه المطالعة جزءا من الحياة اليومية بشكل طبيعي وفطري” كما أن أجهزة الحواسيب اللوحية مثل (الايباد) صارت توفر كتبا تعليمية جميلة للأطفال يمكن للطفل تصفحها بواسطة الجهاز، وهذا ما يساعد على تقديم القراءة للصغير بقالب عصري جميل يشجعه ويحبه ويتعلق به، ولا ننسى أن هذه الأجهزة تمكننا من قراءة عدد كبير من الكتب وجعل الطفل شريكا بها يخلق لديه حب القراءة أكثر”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©