الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الإمارات بقيادة خليفة تعزز جسور التواصل الإنساني والحضاري

الإمارات بقيادة خليفة تعزز جسور التواصل الإنساني والحضاري
18 مايو 2008 04:02
نظّم مركز شؤون الإعلام في أبوظبي أمس ندوة حول ''دور الفاتيكان في نشر مبادئ التعايش في العالم وواقع التسامح الديني بدولة الإمارات''، بمشاركة عدد من رجال الدين الإسلامي والمسيحي ورعايا الكنائس بالدولة وجانب من الباحثين والمختصين في دراسات الأديان السماوية· وفي بداية الندوة، قدّم مركز شؤون الإعلام ورقة عمل شدد فيها على أنّ دولة الإمارات العربية المتحدة في ظل قيادتها الرشيدة تتبنى التواصل الإنساني والحوار الحضاري كدعائم راسخة للتعايش الآمن المستقر داخل مجتمعها المزدهر ولبناء علاقات دولية متوازنة تنهض على مبادئ الصداقة والاحترام المتبادل على صعيد سياستها الخارجية وبها أضحت الدولة عامل أمن واستقرار في محيطها الإقليمي والعربي وموئل إخاء وعون لأسرتها الدولية· وقالت الورقة: إن الرؤى السامية التي عبّرت عنها القيادة الحكيمة في دولة الإمارات العربية المتحدة ممثلة بصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله''، والتي تصور العالم على أنه مجموعة واحدة متفاعلة فيما بينها تتبادل الاحترام والمنافع من باب حسن الجوار لا تسقط الخصوصية التي تطبع كل أسرة في موروثها الثقافي والديني والتي التزمت بها الدولة وأصبحت منهجاً أصيلاً في توجهاتها وعلاقاتها الدولية· وأشارت الورقة إلى أن صاحب السمو رئيس الدولة يعمل على تكريس هذا التوجه ليكون ثابتاً في كل مناحي سياسة الدولة، إذ يقول سموه ''حفظه الله'': ''تتسع دائرة اهتمامات دولة الإمارات إلى الآفاق الرحبة لتشمل العالم كله تطبيقاً لسياستها الأصيلة للانفتاح على المجتمع الدولي الذي تشابكت مصالحه وتضاربت أهدافه، إذ لم يعد في وسع دولة ما أن تغلق الأبواب على نفسها''· وقد انعكس النضج الحضاري لفكر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' على السياسة الخارجية لدولة الإمارات وعلى الدور الريادي والحضاري الذي تنهض به على الساحة الدولية وعرف العالم بشرقه وغربه وشماله وجنوبه الوجه الإنساني للإمارات التي تمد يد العون والمساعدة للجميع في المحن والكروب· كما عرف العالم أيضاً الوجه العقلاني للإمارات التي تسعى إلى منع الحروب وحل الخلافات وتجنيب البشرية موارد الهلاك وعوامل الفناء وتبذل قصارى جهدها لفتح الأبواب أمام التعاون المثمر والتفاعل الخلاق لما فيه خير الشعوب والأمم كبيرها وصغيرها· وأوضحت ورقة مركز شؤون الإعلام أن صاحب السمو رئيس الدولة يؤمن بأن الحضارات تتواصل ولا يمكن أن تنغلق على ذاتها، فهي تعطي وتأخذ ويصبح التنوع في شأنها مصدر إثراء وعطاء لصالح تقدم الإنسان بغض النظر عن هويته وثقافته، وذلك التنوع يؤكد حقيقة مهمة، وهي أنه لا يمكن لحضارة بعينها احتكار قيم التقدم وأساليبه؛ لأن التقدم الإنساني هو محصلة حضارات متنوعة وتجارب متعددة· ويرى سموه أن العيش في سلام غاية بشرية كبرى ينبغي أن تتضافر حولها جميع القوى الحية والخيرة في المجتمعات· ومن هذا المنطلق النبيل، حرص سموه على أن يبرز للدول الشقيقة والصديقة أن الإمارات دولة محبة للسلام، وهي تسعى إلى ذلك بكل إمكاناتها ووسائلها السياسية والدبلوماسية، وهذه حقيقة ماثلة اليوم بين الجميع· أوضحت الورقة أن صاحب السمو رئيس الدولة يعتبر أن تشابك الغايات والأهداف بين بني البشر يتطلب توافقاً على صعيد العمل وانفتاحاً على صعيد الرأي والفكر وهذا لا يتأتى إلا بخلق التسامح والتكافل والابتعاد عن الأنانية والمصالح القطرية على حساب المصالح المشتركة للبشرية جمعاء بما يعضد من سيادة العدل والإنصاف وروح المسؤولية ويبرز مفردات الحوار والتفاهم والتضامن· الحوار بين الأديان وتأكيداً لرؤية سموه الحصيفة تلك، يرى أهمية الحوار بين الأديان والحضارات من أجل ترسيخ القيم المشتركة للتسامح والسلام وتغليب منطق الحوار وتبادل الأفكار بديلاً عن منطق التعصب للرأي والانغلاق على التراث· ويقول سموه: ''إننا إذ نستمر على ثوابتنا في السياسة الخارجية نبقي على ذات الرغبة والتطلع في أن يسود العالم التواق إلى التعايش والرغبة بأفضل العلاقات، متيقنين أن التعاون والتفاهم هما الطريق الأمثل إلى الاستقرار والرفاهية''· واستشهدت الورقة التي قدمها مركز شؤون الإعلام بالتقارير والشهادات الدولية الكثيرة والتي اعترفت وأشادت بما يسود دولة الإمارات العربية المتحدة من عوامل الازدهار والرقي والتحضر والتي تعد ثقافة التسامح أحد أوجهها المضيئة· الانفتاح والتعايش ومن ثم ألقى المطران منجد رشيد الهاشم السفير البابوي لدى دولة الإمارات العربية المتحدة كلمة أشاد فيها بالقيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' وجهود سموه في دعم الانفتاح والتعايش الإنساني بين مختلف الأديان والأعراق الذين يعيشون على أرض الإمارات، مثمناً الرعاية التي يوليها سموه لتوطيد العلاقات بين دولة الإمارات وحاضرة الفاتيكان· وقال: إن صاحب السمو رئيس الدولة وجّه دعوة أخلاقية إلى حاضرة الفاتيكان للتعاون معاً في سبيل المحافظة على الإيمان ونشر القيم الأخلاقية والإنسانية في العالم، ونوه بأن هذا التصريح قاله سموه عندما تسلّم أوراق اعتماد سعادة المطران سفيراً للفاتيكان لدى الدولة أمام عدد من سفراء الدولة، مشيراً إلى أن العلاقات الدبلوماسية أنشئت بين الكرسي الرسولي ودولة الإمارات في أغسطس الماضي· وأوضح سعادة المطران منجد الهاشم أن الحضارة المعاصرة قاربت بين البشر وأزالت الحدود الجغرافية والإثنية والثقافية والدينية، ولم تعد هناك قرية أو مدينة مقفلة أو معزولة بل أضحى المؤمنون منتشرين في كل الأرض وأصبحنا نعيش بداية عصر الأسرة البشرية الواحدة على الرغم من أن البشرية متعددة الأديان· وأشار المحاضر إلى أن الديانات السماوية تحاول أن تنهض وتتجدد عن طريق التلاقي والتضامن وتبادل الخبرات بهدف تثبيت الحوار مكان التصادم وإقناع الأغلبية بضرورة قبول بعضهم البعض ونشر ثقافة التسامح والعيش معاً في محبة وسلام· وشدد على أن الحوار هو درب طويل ولكنه الدرب الوحيد للعيش معاً· وقال: ''إن العلاقات بين المسيحيين والمسلمين متواصلة، وفي أغلب الأحيان جيدة بالرغم من بعض الصعوبات التي برزت في بعض المناطق ولفترات وجيزة كانت أسبابها في أغلب الأوقات سياسية لا دينية''· وتطرق السفير البابوي لدى الدولة إلى المضامين التي نادى بها الفاتيكان ضمن البيان الذي أصدره في الحرية الدينية في ديسمبر 1965 الذي شكّل منعطفاً أساسياً في حياة الكنيسة الكاثوليكية ونظرتها إلى التسامح الديني وأيضاً البيان حول علاقة الكنيسة بالديانات غير المسيحية الصادر في أكتوبر ،1965 حيث اتخذت الكنيسة الكاثوليكية بموجبه ولأول مرة في التاريخ موقفاً إيجابياً من الديانات غير المسيحية خصوصاً الديانة الإسلامية وأعطى الحوار الإسلامي - المسيحي خصوصاً لدى المسيحيين انطلاقة جديدة، وأصبح موضوع الحوار الإسلامي - المسيحي حاضراً في أغلبية المستندات والعظات والرسائل التي يوجهها قداسة البابا والبطاركة الشرقيون ومطارنة العالم إلى المؤمنين· وأوضح أن الكرسي الرسولي يعتبر قضايا السلام والتسامح والعيش معاً مهمة للغاية، وهي حاضرة في جميع نشاطاته· وأكد أن المعرفة العميقة لكل دين والتعاون في بناء ثقافة الحوار والتسامح تشكّل أحد التحديات الكبرى التي تواجه الإنسانية في مطلع الألفية الثالثة، وأن المسيحيين والمسلمين يشكلون أكثر من نصف البشرية، وأن الجوامع المشتركة بينهم كثيرة تستدعي التعاون والتضامن والعمل معاً من أجل ترسيخ القيم الإنسانية والثقافية والأخلاقية والروحية في عالم اليوم· التجاوب الإسلامي وحول تجاوب المسلمين مع المبادرات المسيحية خصوصاً الفاتيكانية، قال إنه برزت مبادرات إسلامية إيجابية عديدة ذكر منها: مؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي ''الأردن''، حركة التوافق الإسلامية ومؤتمرات الوسطية ''الكويت''، ومؤتمرات الحوار الديني ''قطر''· وبيّن أن المبادرة الأهم هي الرسالة المفتوحة والنداء الموقع من قبل 138 عالماً مسلماً إلى قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر ورؤساء الكنائس والجماعات المسيحية كافة بعنوان ''كلمة سواء بيننا وبينكم'' بمناسبة عيد الفطر المبارك في 13 أكتوبر ،2007 وأشار إلى أن هذه الرسالة لاقت ترحيباً حاراً في جميع الأوساط المسيحية خصوصاً في الفاتيكان، ووصفها الكردينال توران بأنها ''رسالة تاريخية'' نالت ''إجماع'' مسلمين منتمين إلى 49 دولة، وهي ترتكز على نصوص مأخوذة من الكتاب المقدس العهد القديم والعهد الجديد، كما ترتكز على نصوص مأخوذة من القرآن الكريم· تعزيز التفاهم من جانبه، أعرب الراعي البابوي الدكتور بول هيندر ممثل الفاتيكان في الخليج العربي أسقف كاتدرائية القديس يوسف الكاثوليكية في كلمته عن احترامه وتقديره لما يقوم به صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' من أجل تعزيز التفاهم بين الشعوب في العالم وتحقيق التعايش والإخاء بين مختلف الأديان والجنسيات في الإمارات بأعمق معانيه وأروع صوره وترسيخ الاحترام المتبادل والمساواة في الحقوق دون المساس بدائرة الخصوصية الدينية· وأشاد بالانفتاح الذي تتحلى به الإمارات قيادة وشعباً، حيث منحوا الآخرين فرصة للمساهمة في بناء الوطن بمختلف مناحي نهضته· وقال الراعي البابوي: ''إن وقوفي أمامكم كأسقف كاثوليكي وضيف على حكومة الإمارات يعد شهادة على درجة التسامح الديني في هذا البلد الذي منحني الإقامة في أبوظبي والمشاركة في بناء الحوار بين الديانتين العظيمتين الإسلام والمسيحية''· وأوضح أن هذا الحوار يصبح أكثر فاعلية عندما ينبع من خبرة التعايش اليومي مع بعضنا البعض كشريكين في تحقيق الخيرالذي يظهر في أرقى صوره في دولة الإمارات العربية المتحدة· وأوضح أسقف كاتدرائية القديس يوسف الكاثوليكية أنه أمام ما تتعرض له الديانات والحكومات والمنظمات للمساءلة والمحاسبة العلنية، فإننا ككاثوليك وكمسلمين تابعين لديانتين عظيمتين نحتاج إلى أن نقدم للعالم المتشكك بشكل متزايد رؤية متناسقة للمصير البشري الذي نشترك فيه، مبيناً ضرورة محو الذاكرة السيئة من الجانبين وطرحها جانباً، معتبراً ذلك خطوة أساسية باتجاه المصالحة والتسامح· وفي هذا السياق دعا إلى صياغة قاموس للمصطلحات الدينية التي تساعد على الحوار الديني· الروابط الروحية وشدد الراعي البابوي الدكتور باول هندر على أن الكنيسة الكاثوليكية تدعو إلى الحوار بين الديانات لتأكيد الروابط الروحية التي توحد الناس ذوي الديانات المختلفة، موضحاً أن الكنيسة في العديد من وثائقها عبرت عن تقديرها للديانات الأخرى، وهذا دليل رائع تقدمه لعالم يعاني من مخاطر المادية المستحوذة عليه· وأشار هندر إلى إنشاء المنتدى الكاثوليكي - الإسلامي الذي سوف يعقد لقاءه الافتتاحي في نوفمبر المقبل في روما كاستجابة أولى لدعوة 138 عالماً مسلماً للحوار· وقال: إنه تم تأكيد أن البابا سوف يحضر شخصياً هذا اللقاء وسوف يلتقي بكل المشاركين، حيث سيدور النقاش حول الأسس العقدية والروحية، كما ستتم مناقشة ''الكرامة الإنسانية والاحترام المتبادل''، موضحاً أنه سيتبع هذا اللقاء مؤتمر من المتوقع أن يُعقد عام 2010 في دولة إسلامية، والهدف منه هو العودة لأصول الإيمان والأمور المشتركة بين الديانتين بعيداً عن صورة العنف· واتفق المشاركون في الندوة على ضرورة أن يذهب المسيحيون والمسلمون إلى قبول الاختلاف بينهمـا مــع بقائهمــا مدركــين للأمـور مع تجنب التعميم عند الحديث عن الأديان، إلا أنه ينبغي اعتبـار الفروق في الطوائف الدينية سواء في المسيحية أو في الإسلام وتنوع السياقات التاريخية عوامل مهمة ومصدر تنوع
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©