السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مطالبات بتشريع يمنع تجول المراهقين ليلاً

مطالبات بتشريع يمنع تجول المراهقين ليلاً
18 ابريل 2010 01:27
طالب معنيون ومهتمون بالشأن الطفولي بضرورة سن قانون يحمي المراهقين من أنفسهم خشية تفشي ظاهرة “عصابات فتية” تتخذ من أبطال أفلام العنف الهوليودية مثلاً أعلى ومرجعية لسلوكياتهم. وقال هؤلاء المعنيون إن الحوادث المؤسفة الأخيرة التي عصفت بالإمارة كانت نتاج حزمة مؤثرات ومضامين تندرج تحت سلوكيات غير مسؤولة وطائشة، مشددين على أهمية تضافر الجهود في صياغة تشريع يقضي بمنع الشباب صغار السن ممن هم دون الـ 18 سنة من التجول بمفردهم في المراكز التجارية أو “الفرجان “ حتى ساعة متأخرة من الليل.?وطالب هؤلاء الجهات المعنية بمنع فتح مقاهي الانترنت بعد الساعة العاشرة مساء وتحديد دخول صغار السن دون أولياء أمورهم إلى دور السينما حتى التاسعة مساء وكذلك المراكز التجارية باعتبارها من أبرز الأماكن التي يتردد عليها الشباب. وصنف الدكتور أحمد العموش الأستاذ في كلية علم الاجتماع بجامعة الشارقة هذه الفئة “فئة تحت الخطورة”، لافتاً إلى أن وجود المراهق خارج المنزل حتى ساعة متأخرة من الليل يجعل منه ضحية لسلوك منحرف. وأطلق العموش على هذه المرحلة العمرية جماعات الشباب تحت الخطورة باعتبارها أخطر مرحلة، خاصة أن الأطفال يقومون بأنشطة روتينية، فضلاً عن أن أغلب حالات الانحراف تكون في غياب الإشراف الأبوي. وطالب بصياغة قانون أو قرار يحمي المراهقين، لافتاً إلى أن المنزل هو المكان الأكثر أمناً للجميع. من جانبها، دعت بدرية الكعبي أخصائية اجتماعية ونفسية في دار رعاية الفتيان في الشارقة إلى ضرورة تبني قانون حظر تجول للفتيان عقب العاشرة، مؤكدة أن معظم الجنح والسلوكيات الخاطئة تمارس عقب منتصف الليل استناداً إلى خبرتها في دار رعاية الفتيان. وقالت إن الفتى يكون لديه حب ظهور وتقليد شخصيات سينمائية معروفة حتى في مظهرهم كما أن في البيت لا يوجد تقدير من الأهل فيلجأ الحدث إلى تعويض هذا النقص عبر تقمصه لشخصيات شريرة ظناً منه أنه يقتل وقت فراغ فقط ويرفه عن نفسه من خلال قيامه بنشاطات مشبوهة. وأشارت الكعبي إلى أن الفتى المنحرف يؤثر بشكل سريع جداً على رفاقه ويزرع بذور الشر وراءه وقد يكون أخطر تحول في تصرف بعض المراهقين هو تكوين عصابة تبدأ في مراحلها الأولى بسباق سيارات ثم تنقلب إلى عصابة للسرقة، ويبدأون بالتحرك ليلاً إلى المحال التجارية ويكسرون زجاج المحال ويكسرون الادراج لسرقة الأموال. ودعا خليل البريكي مدير دار رعاية الفتيان في الشارقة إلى ضرورة منع المراهقين من السهر خارج المنزل لساعات متأخرة من الليل في “الفرجان” لما لهذا السلوك من خطورة على الأمن وعليهم حيث يتحولون الى نظام الشللية ويمارسون سلوكيات خاطئة تصل لحد الاعتداء على ممتلكات الأشخاص، لافتاً إلى تفشي ظاهرة المدخنين بين الصغار وطلبة المدارس. وقال البريكي إن فكرة حظر التجول تهدف للحفاظ عليهم لأن المنزل هو الأكثر أمناً للفتى، حيث أنه يراجع دروسه ويتناول طعام العشاء وينام في وقت محدد للنهوض باكراً إلى مدرسته. من جانبه، رأى الدكتور يوسف الشريف نائب رئيس المجلس الاستشاري ورئيس لجنة الشؤون التشريعية والقانونية في المجلس أن القضايا الأخيرة لا تدل على أزمة حقيقية فهي مجرد أمر عارض قد يحدث في أي مكان. وقال: “نحن بحاجة إلى الإعداد السلوكي للأبناء من خلال الإعلام بجميع وسائله وتكثيف الدورات التوعوية للأولاد في المدارس”. واعتبر الشريف أن اعتماد تشريع لحظر التجول قد يؤثر سلباً على الأولاد، إلا أنه في الوقت نفسه حبذ طرح فكرة التواجد الدائم لرجال التحريات ولموظفي وزارة الشؤون الاجتماعية في الاماكن التي تزدحم بصغار السن بشرط التعامل الإنساني والحضاري معهم. وطالب بتحجيم ألعاب الفيديو والانترنت لأنها باتت دافعاً للإجرام. وشجعت الدكتورة مريم المراشدة عضوة المجلس الاستشاري صياغة مثل هذا القرار باعتباره ستر وحماية للأبناء، وهم كنز وطني، داعية إلى تبني هذا القرار بشرط عدم المبالغة في تنفيذه. فيما أكدت فاطمة السويدي رئيسة لجنة شؤون الأسرة في المجلس الاستشاري أن انتشار العنف بين فئة المراهقين ظاهرة جديدة اجتاحت الإمارات، عازية إياها إلى إفرازات المشكلات الاجتماعية والتركيبة السكانية المركبة، فضلاً عن الألعاب الالكترونية ونوادي الانترنت والشبكات الالكترونية التي تبث سمومها لفئة المراهقين والشباب. وقالت إن وسائل الإعلام المرئية لها دور مشارك في ظاهرة العنف لدى الشباب حيث تتفنن الأفلام بطرح أحدث وسائل العنف والدمار والتخريب، فضلاً عن أولياء الأمور الذين يعاملون أبناءهم معاملة غير مسؤولة بعيدة عن الرعاية والاحتواء والمتابعة والتربية. وطالبت السويدي بحماية الشباب من خلال تبني حزمة حلول في مقدمتها منع تجولهم حتى ساعة متأخرة من الليل بدون رفقة الأهل والعمل على غرس حب العمل والإنجاز لديهم وتعليمهم احترام الذات والآخرين والابتعاد عن الأفكار السلبية ومراقبة مقاهي الانترنت.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©