الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

طيور محلية تروي حكايات الهجرة وطريق العودة

طيور محلية تروي حكايات الهجرة وطريق العودة
6 مارس 2011 20:34
هي مخلوقات جميلة أبدع الله في تركيبتها حتى غدت على مختلف أشكالها وألوانها متعة للعين والأذن في آن. وهي ككل شيء نادر لا تنتظر في مكانها طويلاً، إذ إنها تمل البقاء في الأجواء نفسها، وتهرب دوماً بحثاً عن الحرية التي علمتنا عنها الكثير. وفي ربوع الإمارات، لا سيما في غمرة برد الشتاء بين البر والمساحات الخضراء، تتراقص أسراب الطيور مغردة أجمل القصائد المستوحاة من عمق الصحراء. طائر يتكئ على غصن يتفيأ في ظله، وآخر يرتشف قطرات عذبة، فيما البقية تسعى لقضاء يومها مشكلة للطبيعة باقة منوعة من الزينة المتحركة. وتروي المشاهد التالية مجموعة حكايات للطيور المحلية التي التقطتها عدسة المصور من زوايا ذكية تكشف رزمة من أسرار تلك الأجنحة المحيرة. تتطاير بخفة، يتبعها النظر فتشرد منه بلمح البصر، يراقبها من اليمين فتراها تظهر ثانية من اليسار، تحاول أن تلتقطها اليدين، فتعجز لأن غريزة التحرر من كل قيد هي الغالبة عند الطيور، هذه المخلوقات التي تتيح ألف سؤال لألف إجابة محتملة، متى تخلد إلى النوم؟ ومتى تعاود الظهور؟ ولماذا تهاجر مرتين في السنة؟ وما دليلها لاختيار موعد الهجرة نفسه من دون أن يضللها شيء؟ ومما يستحق العجب، كيف تعرف الطيور طريقها؟ أهي الساعة البيولوجية التي تدعوها للانطلاق في أسراب آمنة تستعين بها على مشقة السفر؟ وما أجمل الطيور قبل موعد الهجرة وهي تقوم بتبديل ريشها، ومن ثم تقبل بنهم على الطعام وكأنها تخزن طاقة سوف تحتاج إليها في الأيام والأسابيع المقبلة. يقال إن معظم الطيور تهاجر ليلاً، فيما البعض منها يهاجر نهاراً، وبغض النظر عن أسباب الهجرة التي تتمحور في أغلبها بحثاً عن الطقس العليل بعيداً عن الحر القاتل والبرد القارس، فإن لغياب الطيور وحشة وإن لخفوت صوتها في الفضاءات فراغاً يشتاق إليه عاشق الطبيعة ومفرداتها. تغادر أسراب الطيور الحرة بحثاً عن الغذاء من نباتات وحشرات قد تقل في مكان وجودها مع تغيرات الطقس. وهي كذلك تختار مناخات معينة للتزاوج والتكاثر في بيئة مناسبة، وأجمل ما في الأمر كيف تهتدي الطيور أثناء هجرتها للتعرف من جديد إلى طريق العودة لأماكن انطلاقتها الأولى، فهو إخلاص بالفطرة، وحنين إلى الموطن الأصلي، حيث تتغنى الأسراب بعبق التراب نفسه وبحفيف الأشجار التي اعتادت عليها. ويدرك المراقبون الخبراء في علوم الكائنات الحية أن بعض الطيور تعود إلى عشها الذي فرخت فيه وغادرته قبل سنة، وهذا سر من أسرار هجرة الطيور الذي لم يتمكن العلم من كشفه على الرغم من وجود الكثير من الفرضيات.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©