الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

النساء الأفغانيات... لحظة انتظار وأمل

3 مارس 2013 23:08
ترودي روبن محللة سياسية أميركية خلال الأسبوع الماضي افتتحت جامعة جورج تاون معهداً جديداً للنساء والسلام والأمن سيقوم بإنجاز أبحاث ودراسات حول دور النساء في تخفيف النزاعات في العالم. وكان المعهد قد أُعلن عنه أول مرة من قبل وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، التي جعلت من الدفاع عن حقوق النساء جزءاً أساسياً من فترة خدمتها، حيث مولت كلينتون برامج المساعدة من أجل تدريب النساء القياديات في البلدان النامية وإكسابهن مهارات العمل الحكومي، وفي المجتمع المدني، ومفاوضات السلام. وتأمل السفيرة ميلاني فرفير، التي سترأس معهد جورج تاون -وقد أدارت مكتب كلينتون للموضوعات النسائية العالمية- أن تبني على تلك التركة في دورها الجديد. وقد أظهر حفل الافتتاح الدور الذي تلعبه العديد من النساء في محاربة العنف في البلدان النامية. كما كشف لماذا قد تتأثر تركة كلينتون بما يحدث للنساء في أفغانستان. وقد كان من المستحيل ألا يتأثر المرء بالحضور الهادئ لـ«زين مار أونج»، التي قضت 11 عاماً وراء القضبان (من أصل عقوبة 28 عاماً) في زنزانة صغيرة بتهمة توزيع منشورات على الطلبة تدعم زعيمة المعارضة البورمية الحائزة على جائزة نوبل «أونج سان سو كي». وتقوم «أونج» حالياً بتدريب النساء على النشاط السياسي على أمل أن يستطعن اكتساب دور في السياسة ومحادثات السلام مع الأقليات المتمردة. كما كان من الصعب تصور الشجاعة الفولاذية للنائبة العامة الجواتيمالية «كلوديا باز يي باز»، التي واجهت بقوة جرائم قتل النساء المتفشية في بلدها، والتي تعكس انتشار الثقافة الذكورية. ولكن عندما اعتلت الناشطة الأفغانية نرجس، مؤسسة منظمة غير حكومية تروج للسلام والديمقراطية، الخشبة، لم أملك إلا أن أتذكر تعهد كلينتون في يوليو الماضي بأن «الولايات المتحدة ستستمر في الوقوف بقوة إلى جانب النساء الأفغانيات». وهو تعهد أتساءل كيف وهل ستفي به الولايات المتحدة. ومنذ سقوط «طالبان»، ارتفع أمد حياة النساء الأفغانيات، وانخفضت نسبة وفيات الأمهات، وذهبت ثلاثة ملايين فتاة إلى المدارس، مقارنة مع نسبة صفر تقريباً فيما مضى. واليوم، بات باستطاعة النساء العمل والذهاب إلى الجامعات؛ وفي المدن الكبيرة، أخذن يخرجن بحجاب الرأس، وليس بالبرقع الذي يغطي كامل الجسم. ولكن الناشطة نرجس كانت قلقة بشأن ما سيحدث بعد انسحاب القوات الأميركية من البلاد في عام 2014. وقالت في هذا الصدد: «إن الأمر (الذي يخشى منه) هو أن تحدث تسوية سلمية.. تهدد كل الإنجازات والمكتسبات التي حققناها بدعم من المجتمع الدولي. وذاك هو التهديد الذي نتوقعه لأنفسنا».وكانت نرجس تحيل إلى مؤشرات سلام بين لجنة السلام العليا التابعة للحكومة الأفغانية ومتطرفي «طالبان»، وأيضاً إلى جهود متقطعة من قبل إدارة أوباما للشروع في التفاوض مع «طالبان». وإذا كانت النساء الأفغانيات يُمنحن 25 في المئة من المقاعد البرلمانية ولعبن دوراً بارزاً في مؤتمر المانحين الذي عقد في طوكيو العام الماضي، فإن تمثيلهن في لجنة السلام العليا قليل ومتدن. كما أن مواقف كرزاي متقلبة بشأن حقوق النساء. ولذلك، فإن النساء الأفغانيات يتساءلن عما إن كانت الولايات المتحدة ستساعدهن على الحفاظ على مكتسباتهن. وقالت «فرفير» بصراحة في حوار معها: «في اعتقادي، أن أفغانستان هي المختبر الرئيسي» بالنسبة لعمل المعهد، مضيفة أن النساء الأفغانيات يقلن لها: «إن التقدم الذي حققناه في 10 سنوات أكبر من ذلك الذي حققناه في 50 سنة». غير أن هؤلاء النساء يخشين أيضاً ألا تكون النساء حاضرات عندما تجلس الولايات المتحدة أو الأفغان «مع العدو، أو يتم إبرام اتفاقات بدون مشاركتهن. وهناك شيء تقوله كل النساء اللاتي أتحدث إليهن: لا تدفعونا إلى الوراء... كما يقلن أيضاً إنهن لا يستطعن أن يصدقن أن المجتمع الدولي أو الولايات المتحدة سيسمحان بحدوث ذلك. إنهن خائفات من جهة، ومفعمات بالأمل من جهة أخرى». وعليه، فماذا يستطيع الأميركيون القلقون فعله من أجل مساعدة النساء الأفغانيات على مواصلة الطريق نحو التقدم؟ وشددت نرجس على ضرورة الكف عن التفكير في هؤلاء النساء كضحايا. وقالت في هذا الصدد: «لقد أثبتنا قدرتنا على الزعامة». ولذلك، فإن توفير مزيد من التدريب للنساء القياديات سيساعدهن على الدفع بقضيتهن إلى الأمام. وتضيف قائلة: «إننا في حاجة إلى التزام طويل المدى بخصوص التعليم والدعم من المجتمع الدولي... فبدون ذلك، سيكون من الصعب جداً الحفاظ على مكاسبنا». وخلال زياراتي إلى أفغانستان، قالت لي النساء أيضاً إن على المانحين الدوليين التشديد على أن التعليم والرعاية الصحية للنساء مما يفيد الرجال أيضاً، لأن ذلك يجعل الأطفال أصحاء. كما قالت المتحدثات الثلاث في حفل الافتتاح إن أي حملة لتعليم النساء يجب أن تشمل تعليم الرجال. وأخيراً، يستطيع المانحون الغربيون التقيد بخطوطهم الحمراء، التي تم وضعها في مؤتمر طوكيو، من أن أي مساعدة مستقبلية لأي حكومة أفغانية تمسك بالسلطة ستتوقف على استمرار المكاسب التي حققتها النساء. وتقيدنا بتلك الخطوط الحمراء -أو عدمه- هو الذي سيحدد ما إن كانت وعود كلينتون للنساء الأفغانيات ستتحقق. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم. سي. تي. إنترناشيونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©