الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

وقفة مع الذات

6 مارس 2011 20:38
المشكلة: عزيزي الدكتور : أنا شاب في الصف الثالث الثانوي. أريد دواء وعلاجاً يبعد عني التوتر وعدم التركيز في وجود الآخرين، حيث أكون قلقاً وحركياً ومنفعلاً أثناء وجودي في حجرة الدراسة وأنا أدرس، ففي حالة وجود شخص بجانبي أو ينظر إلي، فلا أجرؤ أن أنظر إليه بصرياً أبداً، ويظل ظهري مقوساً مما يسبب لي الآلام في الظهر والرقبة، ومن المضاعفات الجمود وعدم الحركة في مكاني في حال وجود شخص أمامي. بالإضافة إلى أني لا أستطيع أن أركز ولو جلست ساعة أو ساعتين، حيث كل تركيزي يكون منصرفاً على الشخص الآخر، وكل جهدي في محاولة تخمين رد فعله، وأي حركة منه أو صوت يعتبر مصدراً لقلقي وشرودي وخوفي مما يتسبب في معاناتي النفسية من ضغوط وتوتر، مع ضياع القدرة على التركيز مما يضطرني في أكثر الأحيان إلى أن أجعل ظهري مقابلاً له لئلا أواجهه خوفاً منه. أما المعاناة الكبرى بالنسبة لي فتكون في قاعات الامتحان، حيث لا أستطيع أن أركز قواي وذهني على ورقة الأسئلة وهناك شخص جالس بجانبي، حيث أظل طوال الفترة المحددة مركزاً عليه، مما يسبب له الانفعال لأني أراقبه لا إرادياً، ولا أجاوب على الامتحان، وقد أصبح مستواي الدراسي متدنياً، علماً بأني مصاب بعسر الهضم وفقدان الشهية والقولون العصبي.. أرشدوني ماذا أفعل؟ علوش محمد النصيحة: مشكلتك لا تحتاج لأدوية طبية، فأنت طبيب نفسك، لأن أساس توترك النفسي ناتج من فقدانك الثقة بالنفس، وعليك أن تعلم أن ما يدور معك من توترات في وجود الآخرين هو من مظاهر عدم الثقة بالنفس، والتي ينتج عنها عدم ثقة بالآخرين والخوف من أفكارهم اتجاهك، كما أن عسر الهضم وفقدان الشهية والقولون العصبي أمراض نفسية جسدية، أي من شدة التوترات التي لحقت بشخصيتك أثرت على جسدك مما سببت لك تلك المعاناة الجسدية، ليس هذا فقط بل مستوى تحصيلك أصبح متدنياً، نتيجة الخوف والتركيز على الآخرين، لا أعرف سبب تلك التوترات لديك أهي ناتجة عن صدمة نفسية لحقت بك، أو ناتجة عن تجارب في ماضي الطفولة، وإحباطات في المراهقة، أو ناتجة عن اعتداء لحق بك مما زرع بك عدم الثقة بالنفس والخوف والقلق. لذلك أقدم لك بعض الاقتراحات النفسية التي تفيدك بعد ممارستها بشكل إيجابي مدة شهر على الأقل: ? عليك أن تتوجه لأي أخصائي نفسي، وتجلس معه لتطرح أمامه كل النقاط التي ذكرتها في استشارتك، وقف على كل نقطة مدة من الزمن، وحاول أن تعرف أسبابها ونتائجها، ليس هذا فقط، بل عليك وضع حلول للتغلب على تلك النقاط بإيجابية، تلك الحلول لا تكمن في كبسولة تهدئ التوتر، ولا في أخرى توقف ارتجاف أطراف الجسد، ولا بأخرى تساعد على النوم، الحلول الحقيقية تنبع من داخلك، وإرادتك وعزيمتك على أن تكون الأفضل، هي طبيبك الخاص الذي يدفع باستمرار نحو التغلب على ضعفك وعلى توترك لتصل إلى النجاح، النجاح في مواجهة صديق، النجاح في الاهتمام بورقة الإجابة يوم الامتحان، النجاح في جلوسك وسط الجميع ومحاورتهم بلباقة، النجاح في التغلب على خوفك وألمك من خوض تجارب الحياة هذا هو الصنف الأول من العلاج. ? عليك بالقيام بممارسة التمارين الرياضية كل صباح، خاصة رياضة الجري، وأفضل وقت لها الساعة السادسة صباحاً، فالرياضة تمنحك الكثير من الطاقة الإيجابية والإحساس بالارتياح. ? ابدأ ليلك مبكراً لتبدأ صباحك مبكرًا، فالنوم مبكراً يساعد جسدك على الارتخاء، ويعالجه من التقلصات والتوتر، وإن لم تستطع النوم مبكراً فعليك أخذ حمام دافئ، وشرب كوب من اللبن الدافئ، وتهيئة غرفتك للنوم بالأسلوب الذي تحبه من حيث الإضاءة والأصوات، وتضع رأسك على الوسادة وتركز تفكيرك في الاسترخاء والنوم فقط، حاول مراراً وتكراراً، فالنجاح حليفك، استيقظ فجراً، صلِّ صلاتك ثم افتح نافذة غرفتك لتملأ صدرك بهواء الفجر الصحي، ومارس تمارينك الرياضية لمدة عشر أو خمس عشرة دقيقة ثم ارتدِ زياً يساعدك على الجري، ومارس رياضة الجري لمدة نصف ساعة، ثم ابدأ برنامجك اليومي ونوع أنشطتك خلاله، هذا الجو يمنحك الاعتدال النفسي، ويجعلك تتمتع بصحة جسدية جيدة، وبدوره ينعكس على الذات بصورة إيجابية، فتتحسن حالتك بالتدريج نحو الأفضل. ? اختلط بالأصدقاء والزملاء الذين ترى أنهم جيدون، ومازحهم وخاطبهم بكلمات طيبة وودودة، فمخالطتهم تمنحك الثقة، وتزيل التوتر لديك.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©