السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«الأتمتة تغزو قطاع الموارد البشرية»

«الأتمتة تغزو قطاع الموارد البشرية»
23 مارس 2018 22:33
نعيش اليوم عصر الثورة الصناعية الرابعة التي ألغت الحدود بين العالم الحقيقي وعالم التكنولوجيا، وابتداءً من الاستشارات المالية، وصولاً إلى المركبات ذاتية القيادة، نرى الآن تحوّلات رئيسة تشمل معظم قطاعات الأعمال، ولن يكون قطاع الموارد البشرية استثناءً. وتقدم الأتمتة ثروة إمكانات هائلة لقطاع الموارد البشرية، بدءاً من تحسين دقة العمل وكفاءته، إلى إحلال الروبوتات محل الإنسان في أداء المهام المملّة والروتينية. وستؤدي الأتمتة إلى ظهور وظائف جديدة تتطلب مهارات متقدمة أكثر تخصصاً. ومن المتوقع أن تتمّ إعادة تصميم تجربة الموظف بأكملها، وخفض التكاليف إلى حدّ كبير، مع تعزيز الدور الحيوي الذي تلعبه الموارد البشرية ضمن سلسلة القيمة المؤسسية. ومن المتوقع أن تشكل الأتمتة التوجه الجديد المؤثر على قطاع الموارد البشرية العالمي هذا العام، وقد بينت دراسة مشتركة لمجمع دبي للمعرفة وجمعية إدارة الموارد البشرية أن 45% ممن استطلعت آراؤهم يتوقعون فقدان الوظائف في مجالات العمل التقليدية بسبب الأتمتة والتقنيات المتقدمة، مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية. ورغم ذلك، يعتقد 32% أن الابتكار التكنولوجي سيسهم في إيجاد وظائف متخصصة لا تزال بحاجة إلى مساهمات وتدخلات بشرية. كما يبدو أن هناك قلقاً من أن الخريجين والموظفين قد لا يتمتعون بمهارات أو مؤهلات مناسبة لأداء الوظائف الناشئة في سوق العمل مستقبلاً، ما يعني أن ثغرة كفاءات تلقي بظلالها على قطاع الموارد البشرية في 2018، ناهيك عن القوة العاملة كبيرة السنّ. ولا شك بأن مخاطر التكرار ستواجه الاعتماد الكامل على الأتمتة لأداء مهمات الموارد البشرية الأساسية. ومع ذلك، يمكن للشركات إعادة تعيين اختصاصي الموارد البشرية في وظائف تتطلب تدخلاً بشرياً، أو في وظائف أكثر استراتيجية. وقد أوضح تقرير لشركة إرنست آند يونغ في عام 2016 حمل عنوان «أتمتة عمليات الموارد البشرية وكشوف المرتبات» أن موظفي الموارد البشرية يقضون 93% من أوقاتهم في تنفيذ مهام متكررة، في حين تعتمد 65% من عمليات الموارد البشرية الاعتيادية على أسس يمكن أتمتتها. وفي عالم الاقتصاد الذي يشهد تغيرات متواصلة، يتحمل الموظفون والشركات والحكومات مسؤولية بقاء الشركات ضمن المنافسة والقدرة على التوظيف، ومن هنا تنبع أهمية إطلاق الحكومة الرشيدة لدولة الإمارات استراتيجية الإمارات للثورة الصناعية الرابعة التي تهدف إلى جعل البلاد نموذجاً عالمياً للاستفادة من التكنولوجيا المتطورة في خدمة المجتمع، ودفع الابتكار لتعزيز الاقتصاد. ومع تزايد الاعتماد على التكنولوجيا التي تغير حياتنا، سيكون المواطنون والمقيمون في دولة الإمارات أكثر قدرة على تبني ممارسات التحوّل التقني. ومهما يكن الأمر في المستقبل، ستبقى وظيفة الموارد البشرية عاملاً أساسياً في جذب رأس المال البشري وتطويره والمحافظة عليه. وعلاوة على ذلك، سيواصل أخصائيو الموارد البشرية القيام بدورهم الحاسم في دعم تحوّل الشركات بإمكانات الهيكلة والثقافة التوظيفية الملائمة. ومع استعدادنا لمزيد من التحولات التكنولوجية، إلى جانب استمرار تلاشي الحدود بين العالمين الحقيقي والافتراضي، نحتاج جميعاً للاستثمار في رفع مهاراتنا، وتمكين أنفسنا، واعتماد مبدأ التعلم مدى الحياة، فمهارات البشر وقدراتهم على التعلم هي من دون شك الميزة التي يتفوقون بها على الآلات. *مدير عام مجمّع دبي للمعرفة ومدينة دبي الأكاديمية الدولية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©