الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أزمة السفر الجوي... هل في الأفق نهاية؟

أزمة السفر الجوي... هل في الأفق نهاية؟
18 ابريل 2010 21:15
تفاقمت أزمة السفر الجوي الناتجة عن سحابة الرماد المنبعث من انفجار بركاني في آيسلندا بشكل حاد يوم السبت، مما أجبر الرئيس الأميركي أوباما وغيره من قادة الدول على إلغاء خططهم لحضور جنازة الرئيس البولندي، وترك ملايين المسافرين من واشنطن إلى نيودلهي عالقين جراء حالة شلل في النقل الجوي يمكن أن تستمر لأسابيع. وهذه الحالة من الشلل قد تترتب عليها عواقب وخيمة للصناعات المرتبطة بالطيران، وللمشروعات المعتمدة على الشحن الجوي، وخصوصاً تلك التي تتعامل مع سلع ومنتجات سريعة التلف. وفي نفس الوقت ثارت مخاوف من أن يؤدي إغلاق المطارات، وتعطل حركة السفر في الكثير من مناطق العالم، إلى التأثير سلبا على إيقاع التعافي الاقتصادي الأوروبي الذي يتأخر عن مثيله في الولايات المتحدة حالياً. ويوم السبت، لم تكن هناك نهاية قريبة للموقف تلوح في الأفق، رغم توقف ثوران البركان، لأن سحابة الرماد البركاني الناشئ عن تلك الثورة، والذي يمكن أن يؤدي إلى تعطل محركات الطائرات النفاثة، يحتاج يومين على الأقل حتى ينقشع من الأجواء. وقال "جرايم ليتش"، من الوكالة الوطنية للأرصاد الجوية في بريطانيا، أن "ليس أمامنا سوى الانتظار حتى خمود البركان... والله وحده يعلم متى سيحدث ذلك". وهذه المشكلة التي حدثت في أوروبا، تتسبب الآن في نشر الفوضى عبر العالم. ففي سنغافورة مثلا بلغ تكدس المسافرين الأجانب العالقين حداً غدا معه من الصعوبة بمكان العثور على غرفة خالية للإقامة في فنادق هذه المدينة -الدولة. وعبر أوروبا، بدأت سلطات الطيران تفكر في إلغاء رحلات كانت محجوزة لمشاهدي مباريات دوري الأبطال الأوروبي، كما بدأ الكثير من الرؤساء في تغيير جدول سفرياتهم. فبالإضافة للرئيس أوباما تخلى رئيس الوزراء الكوري "شونج أن -شان" ورئيس الوزراء الكندي "ستيفان هاربر"، عن خططهم للطيران إلى بولندا لحضور الجنازة التي كان مقررا تشييعها أمس الأحد لرئيس البلاد الراحل وزوجته اللذين قضيا نحبهما في حادث سقوط طائرة في العاشر من أبريل. في أوروبا، بدأ خبراء الاقتصاد يقيمون الآثار الطويلة الأمد لهذه الأزمة التاريخية في حركة المرور الجوي على الأوضاع الاقتصادية. وقد تبين أن هناك قطاعات قد استفادت من الأزمة وقطاعات أخرى خسرت كثيرا جراءها. وكان أبرز الخاسرين شركات الطيران وشركات الشحن الجوي الذي تقدر خسائرها بـ 200 مليون دولار يوميا. أما القطاعات التي استفادت فكان أبرزها قطاع النقل بالسكك الحديدية الذي لجأ الكثيرون إليه عوضا عن استخدام الطائرات للسفر عبر المسافات الطويلة، بالإضافة إلى خدمة تأجير السيارات، وسيارات الأجرة التي شهدت ازدهاراً غير مسبوق، فنتج عن التدافع الكبير على استخدامها نقص شديد في المعروض منها للإيجار، خصوصاً في العواصم العالمية الكبرى. كما شهدت حركة إشغال الغرف في الفنادق تزايداً كبيراً... رغم أن بعض هذه الفنادق قد تأثر بسبب إلغاء سفر الكثير من الركاب القادمين، إلا أنها عوضت هذه الخسائر وحققت أرباحاً بسبب الإقبال عليها من جانب المسافرين الأجانب الذين لم يجدوا طائرات يعودون بها إلى بلادهم الأصلية، ولم يكن أمامهم سوى اللجوء إلى الفنادق للإقامة بها انتظارا لانقشاع الأزمة. وتقول "دورا باسيو"، مالكة أحد الفنادق إن فندقها الواقع في "فولياجميني"، وهي مدينة ساحلية قريبة من مطار أثينا الدولي، قد أصبح" كامل العدد" منذ أن انتشرت سحابة الرماد البركاني عبر أوروبا... وأنها تتلقى يومياً عدداً لا يحصى من المكالمات من شركات الطيران التي ألغت رحلاتها تسألها عن عدد الغرف الخالية في فندقها وتطلب منها حجز تلك الغرف بالكامل. كذلك أدى توقف رحلات الشحن الجوي إلى المدن الكبرى في أوروبا إلى حرمان تلك المدن من المنتجات الطازجة، كما أدى إلى فساد كميات هائلة من الفواكه والخضروات التي كانت تأتي من إفريقيا وأميركا اللاتينية بسبب تعطل حركة الشحن. ونطاق الشلل الذي طال حركة السفر الجوي جراء هذه الأزمة يفوق مثيله في أي أزمة شبيهة حدثت في العالم منذ الحرب العالمية الثانية وحتى الآن. حيث تفيد مصادر حركة السفر الجوية أن الرحلات قد توقفت عبر دول أوروبا الشمالية والوسطى بما في ذلك النمسا، وبلجيكا، وبيلاروس، وكرواتيا، وجمهورية التشيك، والدانمرك، واستونيا، وفنلندا، ومعظم أجزاء فرنسا وألمانيا، والمجر، وأيرلندا، وشمال إيطاليا، وهولندا، والنرويج وبولندا ورومانيا، وجمهورية الصرب، وسلوفاكيا، وسلوفينيا، والسويد، وسويسرا، وأوكرانيا وبريطانيا. وتشير الإحصاءات إلى أن 5000 رحلة فقط هي التي انطلقت من هذه البلدان من إجمالي 22000 رحلة كانت مقررة. ويتوقع خبراء الطيران أن المسافرين الذين سيحاولون إعادة حجز تذاكرهم بعد انقشاع السحابة -في الولايات المتحدة على وجه الخصوص- سوف يواجهون تأخيرات كبيرة، وذلك بسبب عدد انخفاض المقاعد المتاحة لدى معظم شركات الطيران، بسبب تخفيضها لأسعار تذاكرها خلال السنوات الماضية. ويعلق "ستيفن لوت"، المتحدث باسم فرع أميركا الشمالية في الهيئة الدولية للنقل الجوي: "حتى لو أعيد افتتاح مطار هيثرو غدا فسوف يحتاج الأمر من المسافرين إلى عدة أيام كي يستطيعوا الحجز مجدداً على إحدى الرحلات". وفي أيسلندا ذاتها بدأت بقعة ضوء تظهر حيث قال مسؤولو وزارة الخارجية إن انخفاضاً ملحوظاً في النشاط البركاني قد رصد في موقع البركان الثائر، لكنهم قالوا إن نمط الفوران ذاته لا يبدو أنه قد تغير كثيرا منذ أن ثار بركان جبل "يوجا فجالا جوكول" يوم الأربعاء الماضي، وأن المدى الزمني لذلك الفوران أمر لا يعرفه أحد على وجه اليقين. أنتوني فايولا - كارلا آدام - لندن ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©