الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

استحقاقات الـ يوان في تايوان

استحقاقات الـ يوان في تايوان
13 يناير 2008 02:39
توجه الناخبون في تايوان إلى مراكز الاقتراع أمس السبت في أول استحقاق من استحقاقين انتخابيين غير متباعدين زمنيا، من المرتقب أن يحددا معالم الاستراتيجية التي ستنتهجها هذه الجزيرة المحكومة ذاتيا في التعامل مع منافستها الصين· يذهب معظم المحللين السياسيين واستطلاعات الرأي، إلى أن الانتخابات ستجدد سيطرة ''الحزب القومي'' المعارض (كومينتانج) على البرلمان المسمى بالـ''يوان'' قبل الانتخابات الرئاسية المرتقبة في الثاني والعشرين من مارس المقبل، التي من المتوقع أن يخوض مرشح الحزب ذو الشعبية الكبيرة ''ما يينغ جيو'' حملته فيها تحت شعار تلافي المواجهة مع بكين· أما بالنسبة للرئيس التايواني ''تشين شوي بيان'' وحزبه الحاكم -''الحزب التقدمي الديمقراطي''- فإن الانتخابات البرلمانية يمكن أن تمثل مقياسا لمدى دعم الجمهور لمخططه المتمثل في إجراء استفتاء مثير للجدل إلى جانب الانتخابات الرئاسية لمعرفة رأي الناخبين حول محاولة الجزيرة الانضمام إلى الأمم المتحدة تحت اسم تايوان، مع ملاحظة أن الاسم الرسمي للجزيرة هو جمهورية الصين· تندد الصين بالاستفتاء، على اعتبار أنه خطوة نحو الانفصال الرسمي، في حين تصفه الولايات المتحدة بأنه خطوة استفزازية وغير ضرورية تعمل على زيادة حدة التوتر عبر مضيق تايوان؛ غير أن ''تشين'' رفض خلال الأشهر الأخيرة من ولايته الثانية والأخيرة ورفيقه المرشح الرئاسي للحزب ''فرانك هسيه'' العدول عن مواقفهما، إذ يقول مسؤولون كبار من ''الحزب التقدمي الاشتراكي'' إن الاستفتاء يمثل احتجاجا قويا على الحشد العسكري المتواصل للصين، قبالة الجزيرة وتحركاتها الرامية لتعزيز عزلة تايوان على الصعيد الدولي؛ وفي هذا الإطار، تقول ''هسياو بي خيم'' -العضو في البرلمان من ''الحزب التقدمي الديمقراطي''-: ''إننا نعتقد أنه من المهم أن يكون لدينا رد فعل قوي على التضييق الصيني على فضائنا الدولي''، مضيفة ''لقد مثل ذلك خنقا لنا''· مما يذكر في هذا السياق، إن تقارير في وسائل الإعلام التايوانية أشارت هذا الأسبوع إلى أن ملاوي، وهي واحدة من الدول الأربع والعشرين التي تعترف بتايوان -ومعظمها دول فقيرة- تبحث حاليا إمكانية نقل تحالفها الدبلوماسي إلى بكين مقابل المساعدة الاقتصادية· ويقول منتقدو ''تشين'' إن الاستفتاء ليس سوى محاولة لصرف الانتباه عما يصفونه برصيده الباهت على صعيد الإدارة الاقتصادية للبلاد على مدى ثماني سنوات تقريبا في السلطة، وذلك نظرا بالأساس لفشله في البناء بشكل كامل على النمو المرتفع للصين والاستفادة منه؛ كما يقولون إن الاستفتاء يزيد من حدة التوتر مع بكين بشكل غير ضروري، ويتسبب في الوقت نفسه في استعداء الولايات المتحدة، الحليف المهم لردع الصين وثنيها عن استعمال القوة من أجل بلوغ هدفها المتمثل في إخضاع الجزيرة لسيطرتها· هذا في حين يقول منتقدون آخرون إن لـ''تشين'' رصيدا بخصوص المزاوجة بين الانتخابات والاستفتاءات المثيرة للجدل كوسيلة لتعبئة الأنصار· ''حزب كومينتانج''، الذي كان يعد واحدا من أغنى الأحزاب السياسية في العالم في وقت من الأوقات، حكم تايوان لفترة إحدى وخمسين سنة متتالية قبل انتخاب تشين عام 2000؛ ويعترف ''ما'' -مرشح الحزب القومي- بأن تايوان في حاجة إلى جيش قوي وعلاقات جيدة ومتينة مع الولايات المتحدة، قصد مواجهة خطر اندلاع صراع مع الصين، غير أنه وأنصاره يشددون على أهمية أن تنظر تايوان إلى الصين وتتعامل معها باعتبارها فرصة أكثر منها تهديدا· هذا ومن المتوقع أن تسمح الانتخابات البرلمانية في تايوان أيضا باختبار الجهود التي تبذلها تايوان على صعيد النهوض بنظامها السياسي، وتحسين أداء نقاش يتميز بالقوة والعنف في البرلمان المحلي· بموجب النظام الجديد لهذه الانتخابات، فمن المنتظر أن يتم تقليص عدد مقاعد البرلمان بحوالي النصف لتنتقل من 225 إلى 113 مقعدا، ومن أصل هذه المقاعد الجديدة، ستمثل 73 مقعدا الدوائر الانتخابية، وسيتم انتخاب 6 مقاعد من قبل السكان الأصليين، في حين سيتم تخصيص 34 مقعدا لتمثيل الهيئات والمناطق؛ وحسب عدد من المحللين، فمن التأثيرات المباشرة للنظام الجديد تركيز المرشحين على المواضيع المحلية مثل الصحة والتعليم والأعمال العمومية في دوائرهم الانتخابية، بدلا من السياسة الخارجية أو العلاقات مع الصين· ديفيد ليغ- تايوان ينشر بترتيب خاص مع خدمة ''نيويورك تايمز''
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©