الجمعة 10 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأضرعي طفل يلهو بالكلمات ويلعب بالأوزان

الأضرعي طفل يلهو بالكلمات ويلعب بالأوزان
18 ابريل 2010 21:23
كثيراً ما سمعنا عن أطفال ظهرت عليهم علامات النبوغ المبكر، ويتمثل ذلك في قدرتهم على حفظ الحروف الهجائية، أو إجراء بعض العمليات الحسابية البسيطة، ولكن أن يتقن طفل لم يتعد الثالثة من عمره، الشعر العربي بشقيه النبطي والفصيح، ويبدع قصائد رائعة تضاهي ما يأتي به شعراء كبار، فهذا بلا شك يستحق لقب الطفل المعجزة، ويسترعي انتباه الآخرين لدراسة وتحليل قدراته الشعرية العالية، وكيف أضحت هكذا وهو لايزال في سنوات طفولته المبكرة. بداية مبكرة عن حكايته مع الشعر وبراعته التي مكنته من الفوز بجائزة شاعر المليون للأطفال التي أقيمت في أبوظبي الأسبوع الماضي، يقول فتحي الأضرعي ذو التسع سنوات، والذي يدرس في الصف الثالث بإحدى مدارس اليمن، إن بدايته مع الشعر كانت وهو قد تجاوز العامين بشهور قلائل، مدعما كلامه بتسـجيلات يحفظها والده على جهازه النقال، حين كان يلقي قصيدة في إحدى المهرجانات التي أقيمــت بمناســبة عيد الثورة اليمنية في محافظة ذمار، أمام حشد من كبار المسؤولين ومئات الحضور، وكان يبلغ من العمر حينها عامين وثمانية أشهر فقط، وذلك في العام 2004. وفي نهاية العام نفسه، حضر فعالية أقيمت لمناصرة الشعب الفلسطيني، في محافظة ذمار، وكان حاضراً فيها الرئيس اليمني على عبد الله صالح، الذي أبدى إعجابه الشديد بموهبته الشعرية، وشجعه على المضي فيها وتنميتها. غير أن الأضرعي يلفت إلى أن أول ظهور له على الهواء في التليفزيون اليمني كان قبل ذلك بعدة أشهر أثناء احتفال محافظة إب بملتقى الشباب اليمني. ويضيف أن شهرته عقب ذلك الظهور أخذت في الذيوع خارج حدود اليمن إلى أن وصلت مسامع الشيخ خالد الإبراهيم، وهو من كبار الشخصيات في المملكة العربية السعودية، حينها أرسل له هدية مادية قدرها 100 ألف ريال سعودي، عن طريق مكتب رئيس الجمهورية في اليمن، إعجاباً وتقديرا لهذه الموهبة الفريدة. رثاء الملك في سياق الحديث عن الصدى الطيب لأشعار الأضرعي، أشار إلى أن الأمير نايف بن عبد العزيز، في إحدى زياراته لليمن، طلب مقابلة “الطفل المعجزة”، وتمت المقابلة في رئاسة الجمهورية اليمنية، وألقى بعضاً من قصائده في حضرة الأمير السعودي، الذي أعجب بقصائده. وبعد فترة وجيزة من تلك المقابلة، توفي العاهل السعودي فهد بن عبد العزيز آل سعود، وطلب الشيخ عبد الله الأحمر (رئيس مجلس النواب اليمني الراحل)، من الصغير إعداد قصيدة رثاء للملك الراحل، وأمده بكم من المعلومات عن العائلة المالكة في السعودية، وكذا تاريخ المملكة. وبالفعل أحسن الأضرعي استغلال ما توافر لديه من معلومات، وضمنها في قصيدة رائعة ألقاها في تأبين الملك الراحل في السفارة السعودية باليمن، فجاءت القصيدة مؤثرة وجامعة واشتملت على مواقف كثيرة في تاريخ السعودية وحكامها، وهو ما أثار إعجاب الحضور ودهشتهم. ويزيد:”على إثر ذلك، بقوله، اصطحبني الشيخ عبد الله الأحمر إلى السعودية، وألقيت نفس القصيدة على مسامع الأمير سلطان بن عبد العزيز في حضرة حشد كبير من أفراد العائلة المالكة هناك، وعقب انتهائي منها قرر الأمير سلطان منحي مكافأة شهرية 5 آلاف ريال سعودي، فضلاً عن إهدائي سيارة فخمة، كما تم بث هذه القصيدة في كل من التليفزيونين السعودي واليمن”. فخر العرب أشار الأضرعي إلى أن مشاركاته أخذت تتزايد في كثير من المهرجانات والمحافل العربية والدولية، وحظيت بإشادة كثير من شعراء العالم العربي ومنهم الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة الذي وصفه بـ “فخر العرب”، كما أنه حظي بمقابلة الرئيس اليمني نحو 10 مرات في مناسبات وطنية مختلفة في اليمن، ملقياً مجموعة من أروع قصائده. وعن أفضل المهرجانات التي ألقى فيها أشعاره، يذكر مهرجان “عسير الصيفي” في المملكة العربية السعودية، في محافظة أبها، الذي حضره الأمير الوليد بن طلال بن عبد العزيز، وجمهور غفير يقدر بنحو 30 ألف من عشاق الشعر ومحبيه، حيث ألقى عدة قصائد عن السعودية واليمن، أخذت بمسامع الحضور، وبلغوا من الإعجاب أن استمر تصفيقهم دقائق متواصلة، تشجيعاً وترحيباً بهذه الموهبة الفذة التي أطلت عليهم من ثوب الطفولة. وفيما يتعلق بالتكريمات والجوائز التي حصل عليها، في مسيرته الشعرية الحافلة، على الرغم من قصر فترتها الزمنية، قال إن لديه 26 شهادة تقدير من اليمن والسعودية وفلسطين والبحرين، بالإضافة إلى 12 درعاً نالها في مناسبات متفرقة، أما آخر الجوائز وأغلاها فهي حصوله على لقب “شاعر المليون” ونيله “بيرق الشعر” للأطفال في أبوظبي، الذي يهديه إلى الرئيس اليمني. ويعتبر الصغير أن لقب شاعر المليون يمثل انطلاقة جديدة له، ودافعا كبيرا للخوض في عالم الشعر وبقوة عل ذلك يؤدي إلى إيجاد بصمة مميزة له بين كبار الشعراء في العالم العربي، موضحا أن مسيرته في عالم الشعر أفرزت 139 قصيدة، كان آخرها قصيدة الرثاء التي قدمها حين وفاة الشيخ أحمد بن زايد آل نهيان في مارس الماضي، وكانت من القصائد المؤثرة والمعبرة عن مشاعر الحزن لفقدان المغفور له. صدى عالمي عن الصدى الإعلامي العالمي، لنبوغ الأضرعي وموهبته الشعرية الفريدة، ذكر أن هناك صحفا أوروبية اهتمت به ومنها صحيفة بلجيكية، جاء محررها خصيصاً إلى اليمن والتقاه عدة أيام متوالية، ونشر تحقيقاً عنه قال فيه :” هذا الطفل اليمني العربي، قابلته طفلاً وخاطبته رجلاً”. وحول توافر مناخ شعري وأدبي في العائلة، وتأثيره على موهبته، أوضح أن العائلة تعج بالشعراء، الأعمام والأخوان، والجد، الجميع يهتمون بالشعر، وأغلبهم يقرضونه، وعلى رأسهم الجد،لا سيما وأنه شاعر معروف في المنطقة التي يقطنوها، وهنا يلفت الأضرعي إلى أن الجد يتمتع بخبرة كبيرة في عالم الشعر، على الرغم من أنه أمي ولا يعرف القراءة والكتابة، وكثيراً ما يستعين به ليسأله عما خفي عليه، وصعب فهمه من أشعار ومعاني شعرية. وبالحديث عن أكثر الشعراء الذين تركوا أثراً لديه، ويرى أنهم مثل أعلى يقتدي بهم في عالم الشــعر، ذكر أنهم كثيرون، وعلى رأسهم المغفــور له بإذن الله الشــيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي يعتبره من قامات الشعر النبطـــي المميزة في العالم العربي، وكذا صاحب السمو الشــيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيــس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مــكتوم ولي عهد دبي، وأيضاً الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، والشـــاعر الإمـاراتي الكبير على سالم الكعبي. ومن شعراء اليمن عبد العزيز المقالح، وعبدالله البردوني. أم الإمارات قال الأضرعي إنه يحرص على قراءة أشعار كبار الشعراء في تاريخ العرب، ممن لهم وجود كبير في عالم الشعر ممتد حتى الآن ومنهم أمرؤ القيس، والفرزدق، وأبو الطيب المتنبي، وعندما يصعب عليه فهم شيء من أشعارهم، فإن جده هو الملاذ القريب كما سبق وأسلف. وبالنسبة لأفضل القصائد التي يعتز بها، أكد أنها القصيدة التي أهداها في مارس الماضي إلى “أم الإمارات” سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة الاتحاد النسائي العام، بمناسبة عيد الأم، وكان وقتها في الإمارات لمتابعة فعاليات برنامج شاعر المليون، فكانت القصيدة نابعة من القلب ومفعمة بأحاسيس شعرية جميلة. كما أشار إلى أنه يحرص على تنمية موهبته الشعرية باستمرار من خلال قراءة المجلات الشعرية المتخصصة، ومتابعة الشعراء في الفضائيات المختلفة عبر البرامج الشعرية والأدبية المختلفة، وأهمها “شاعر المليون” كونه البرنامج الأهم والأشهر في العالم العربي المختص بفنون الشعر وآدابه، وما كان له أن يحتل هذه المكانة إلا بفضل رعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. وفي سـياق الحديث عن شاعر المليون، قال إنه تمنى لو نافس الكبار في مسابقتهم، إلا أن شروط البرنامج لا تسمح، ولذا كانت المشاركة في شاعر المليون للأطفال، عوضاً عن التنافس مع كبار شعراء النبط في العالم العربي. أماني الشاعر الصغير حول سؤال عما إذا كان الشعر والاهتمام به يؤثران على مستواه الدراسي، نفى الأضرعي ذلك، وأكد أنهما مكملين لبعضهما البعض، وقال:”من خلال الدراسة تتسع معارفي، ومن ثم يكون شعري أقوى، وبالشعر تزداد قدرتي على الإبداع والتفكير، وهو ما يجعلني متفوقاً دراسياً”. وفيما يتعلق بطموحه، وما يتمنى أن يكون عليه مستقبلاً، كشف عن رغبته في أن يصبح طبيباً ناجحاً، وفي ذات الوقت لن يتخلى عن الشعر العربي، وأن يكون شاعراً ذا مكانة كبيرة يشار إليه بالبنان في ساحة الشعر العربي، ولذا يرغب في دراسة الشعر في أكاديمية الشعر في أبوظبي، كما تمنى فتحي أن يكمل دراسته في أبوظبي ويقيم في الدولة، كونها بلاد أمان وخير، حسبما قال، وشعبها واع ومثقف. أما أسمى أمانيه، فهي مقابلة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وإلقاء بعضاً من قصائده الشعرية في حضرتهما.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©