الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

رئيس أئمة المسلمين: الإمارات قبلة التعايش

رئيس أئمة المسلمين: الإمارات قبلة التعايش
25 مايو 2016 14:06
جمعة النعيمي (باريس) طالب فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر «أصحاب القرار النافذ»، بالتدخل لصد الإرهاب العالمي، ووقف حمامات الدماء المسفوكة وأكوام الأشلاء المتناثرة من أجساد الفقراء والمساكين، والتي يقدمونها كل يوم قرابين على مذابح العابثين بمصائر الشعوب. كما طالب العالم، بالتصدي لتغيير هوية المسجد الأقصى، وضرورة حل القضية الفلسطينية حلاً عادلاً شاملاً، لأن حلها هو مفتاح المشكلات الكبرى. وثمن حسن جلموشي رئيس تجمع أئمة المسلمين في فرنسا نهج التسامح، الذي تتبعه دولة الإمارات العربية المتحدة، مؤكداً أنها تعتبر بحق قبلة التعايش. وأشاد المشاركون في الملتقى بالنموذج الإماراتي في مجال التعايش السلمي، وتطبيق الوسطية والاعتدال والتسامح، مثمنين تمسك دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، بسياسة ومنهجية الوسطية في الإسلام، والعمل من أجل ترسيخ مبادئ التآخي والاعتدال. جاء ذلك خلال افتتاح الملتقى العالمي الثاني «الشرق والغرب نحو حوار حضاري»، الذي أقيم أمس في قصر البلدية بباريس. وحضر الملتقى ممثلون عن مختلف الديانات، وشارك فيها مجلس حكماء المسلمين برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب رئيس المجلس وشيخ الأزهر الشريف. وقال شيخ الأزهر خلال كلمته في الملتقى، إنه لم يعد الشرق والغرب بمعزل عن بعضهما، وأنه لم يعد الشرق هذا المجهول المخيف، الذي كان يتصوره الغرب من قبل، ولم يعد الغرب نموذجاً غريباً، بل انطوت المسافات وهاجر المسلمون واستوطنوا الغرب، وأشار الإمام الأكبر إلى أن الغرب أثر في رؤى المسلمين وعلى تفكيرهم وسلوكهم، وأن الليبرالية والاشتراكية والقومية لها تأثيرها على الشرق، مضيفاً أن العولمة لا يمكن أن تكون حلاً لعلاقات التوتر بين الشرق والغرب. وقال شيخ الأزهر في كلمته، إنه لم يعد أي من الشرق والغرب اليوم بمعزل عن الآخر، كما كان الحالُ في القرن الماضي، كما لم يعد الغرب هو النموذج الغريب الذي يستطيع الشرقيون من مسلمين ومسيحيين أن يتجنبوه، ويغلقوا أبوابهم دونه، ليستريحوا من خيره أو شره، وأكد على أن العولمة لا يمكن أن تكون حلاً لعلاقات التوتر والتربص المتبادلة بين الشرق والغرب، أو تشكل خطوة على طريق التقائهما وتعاونهما من أجل تحقيق السلام العالمي، وتوفير السعادة للإنسانية جمعاء، بل هي بكل تأكيد مرحلة جديدة على طريق الصراع العالمي، بما تتأبطه من تدمير لهويات الشعوب وخصائصها التي خلقها الله عليها، والتي لا يمكن لأي شعب منها أن يفرط فيها قبل أن يفرط في حياته وكل ممتلكاته. التأثير والتأثر المتبادل وقال شيخ الأزهر إنه لا مفر من التفكير في العالمية بدلا من العولمة كحل لإنهاء الصراع العالمي، مشيراً الى أنه «لا يجب اقتصار فهمنا على النصوص، وإنما الفهم الصحيح آخذاً في الاعتبار علماء السياسة». وأضاف «يجب أن تكون نظرتنا الحديثة للغرب موضوعية تعتمد على التأثير والتأثر المتبادل»، مشدداً على أن «العالمية التي نتطلع إليها تفرض علينا نحن الشرقيين إعادة النظر في فهمنا للغرب». وأوضح الطيب أن تهميش المسلمين في الدول الغربية، أدى إلى انتماء بعض شبابهم إلى الجماعات المتطرفة»، ولفت إلى أن بعض المسلمين يطلقون دعوات باسم الدين زوراً وبهتاناً. وأشار إلى أن البعض يأخذ على الأوروبيين تسييس السلبيات التي يقع فيها بعض المسلمين. ودعا شيخ الأزهر المسلمين إلى أن يعوا جيداً أن المواطنة الكاملة لا تتناقض مع الحفاظ على الدين، مقترحاً أن يناقش اللقاء الثالث بين حكماء الشرق والغرب قضية الاندماج داخل الدول الغربية. وأوضح أنه لا ينبغي أن تكون القوانين الأوروبية المعارضة للإسلام حاجزاً للانفصال عن المجتمع، قائلا «أطالب الدعاة والأئمة في الغرب إلى الانتقال من فقه الأقليات إلى فقه الاندماج». دفع نار الفتنة وأكد حسن جلموشي رئيس أئمة المسلمين في كلمته بالملتقى، أن الحدث في غاية الأهمية نظراً للتداعيات التي تحدث في الوقت الراهن، والمؤتمر يسهم في دفع نار الفتنة المنتشرة في الدول والمجتمعات، وإيجاد الحلول لما يحدث من مآس وأحزان واضطرابات وزعزعة الأمن في حياة الأفراد في مجتمعاتهم، مشيراً إلى أن الوضع في أوروبا خطير، ونحن بحاجة إلى علماء أكثر لشرح وتفسير لفهم الإسلام، حيث إن هناك أناساً محرومون من فهم ما يجري من أحداث، لافتاً إلى أنهم لم يقدموا الواجب كما فعلت الإمارات. وأشار إلى أن كثيراً من الخبراء الأوروبيين، من اليمين المتطرف بالغرب يغير القوانين ويحرم الأقليات والأجانب من حقوقهم، ويسمع كذلك لبعض الفئات المتطرفة، ما يشكل خطراً على المجتمعات كافة، لافتاً إلى أن الإمارات ترسخ قيم التسامح ، وتعتبر قبلة للتعايش من خلال تعيين وزيرة للتسامح، لافتاً الى دورها « في التوازن الإنساني ونشر الاستقرار» . وتابع: يجب تعزيز مبادرات التصالح بين الغرب والشرق، مشيراً الى أن ارتفاع المتطرفين يسمح بالاعتداء على الأقليات، لافتاً الى صعود اليمين المتطرف في ألمانيا وبلجيكا وإسبانيا وفرنسا، وقال: وللأسف الشديد ما يفعله الدواعش من قتل وتدمير واعتداء في سوريا والعراق بالإضافة إلى ما تتناقله مواقع التواصل الاجتماعي في هذا الصدد غرس الكراهية، لافتاً الى أنه يوجد 7 آلاف شاب أوروبي تم تجنيدهم ضمن داعش. تبرئة الإسلام وأضاف: يجب على المسلمين في فرنسا أن يخرجوا من حالة الصمت، وأن يبرئوا الإسلام والدين من هؤلاء المتطرفين، وأن نكثر من حوارات الأديان، وأتمنى أن يأتي العلماء من السعودية والإمارات والكويت لزيارة الكنائس والمعابد، وأن يكرسوا أن الإسلام هو التعايش، ولابد من وجود أئمة للمرجعية الفقهية، مشيراً الى أن المرجعية التكفيرية والإجرامية أخدت تتأصل في الشباب، لافتاً الى أن زيارة الشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر تركت أثراً إيجابياً. رفض توظيف الدين سياسياً وأشار إلى أنه ضد أي إسلام سياسي والأخوان المسلمون وكل الذين يستخدمون الدين والمقدسات للوصول الى مصالحهم، وعبر عن رفضه لتوظيف الخلاف بين السنة والشيعة في تدمير، وزعزعة الأمن في المنطقة، كما هو الحال في اليمن، لافتاً الى أن مصر رفضت الإسلام السياسي كذلك على إيران أن ترفضه، وعلينا جميعاً أن نوقف ضد ما يفعله الدواعش من زعزعة لأمن المنطقة ومد جذورهم في العراق وسوريا. نبذ التطرف والإرهاب من جانبها أوضحت آن هيدالغو عمدة باريس رئيسة الجلسة الأولى: أنه يجب مواجهة الصراع بين الحضارات عن طريق الالتقاء بالحوار، مؤكدة أن السلام فن يومي يحتاج إلى الحوار، حيث يجب حمايته والارتقاء به والتفكير بالمستقبل من خلال التقارب بين الشعوب والأفراد والمجتمعات، مشددة على أهمية حوار الشرق والغرب في نبذ التطرف والإرهاب. مشيرة إلى أهمية الدور الفعال الذي يمكن أن يلعبه الفنانون والعلماء لجمع ثقافة الشرق والغرب معاً، من أجل فهم بعضهم البعض، ما يتيح فتح مجالات جديدة لدعم الثقافة ومحو الجهل. تعزيز الجوانب المشتركة وقال معالي الدكتور علي النعيمي الأمين العام لمجلس أمناء حكماء المسلمين: باريس تعتبر عاصمة الريادة والإبداع مؤكداً أهمية تعزيز الجوانب المشتركة بين الغرب والشرق عبر الحوار. وأضاف : عند الحديث عن الحوار، فإن رصيد الماضي لا يشجع وما زلنا نعاني من إرهاصات الماضي وهناك معاناة، ولكن لابد من الاستمرار في الحوار والتلاقي مع بعضنا البعض، وترسيخ الألفة والمحبة، مشيراً إلى أن الهدف من الزيارة هو الحوار وتشجيع العقول وفتح الأمل للأجيال القادمة. وتابع: على الإعلامي والسياسي والكاتب والجميع أن يسهموا في بناء الإنسان ومحاربة ما يفرقنا كبشر، والغرب سيبقى غرباً والشرق سيبقى شرقاً، والأفضل أن نمدّ من جسور التواصل والصلة بين الثقافات بغض النظر عن الدين واللون والثقافة، فقد التقى بالأمس فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف ورئيس مجلس حكماء المسلمين ببابا الفاتيكان في روما، مؤكداً أهمية اللقاء في تعزيز حوار الأديان. وتابع: جئنا اليوم من أجل الحوار، مؤكداً أن مجلس أمناء حكماء المسلمين أنشئ لصناعة السلام وبيئة السلم ، ومحاربة التطرف ونبذ الكراهية، لافتاً إلى أن قيادة دولتنا تعزز قيم الحوار فنحن كأفراد نجد الحوار في توجهات القيادة الرشيدة. و قال معالي الدكتور فرنسوا كلافيرولي رئيس الاتحاد البروستانتي بفرنسا: أن علماء المسلمين من أمثال ابن سينا وغيره ، ساهموا في الحضارة ونقل العلم والمعرفة إلينا. الشرق والغرب شقيقان توأمان أكد معالي الدكتور أندريا ريكاردي مؤسس جمعية سانت ابجيديو وهو وزير ايطالي سابق، أن للملتقى دورا مهما في تعزيز الحوار ووضع الغرب والشرق على الطريق السليم، فالشرق والغرب شقيقان توأمان يغار بعضهما على بعض، وعلينا أن نتعاون معا لمكافحة المآسي التي تضر بالمستقبل وأن نرحّب بالسلم والسلام ونلتمس الحوار في كل ما نعيشه اليوم، مؤكدا أن الحوار بين الإسلام والمسيحية بين الشرق والغرب في غاية الأهمية. وأضاف: نحن مدعوون لكي نقوم بعملنا وهناك فلسفة للديانات لتقديم ومقاضاة الشياطين بداخلها، وهي حشود كبيرة يجب مكافحتها من خلال الإيمان والتطلع للحوار والثقافة ونصرة الآخرين والنظرة النافذة، حيث يتطلب الأمر الاهتمام المستمر وأخذ الحيطة، مشيرا إلى أنه يجب أن تكون هناك حرية الضمير والاحترام والمحبة بين الشرق والغرب. بناء جسر الحوار قال معالي الدكتور الكسندر أدلير مفكر وباحث في الجغرافيا السياسية في كلمته خلال الملتقى إن الحوار الذي تم بناؤه في العاصمة الفرنسية مهم جداً، مؤكداً أن باريس تدعم ذلك، كما أن التشابك العلماني والإسلامي مهم لفهم ثقافة الشعوب والحضارات، ولابد من التكاتف بين الناس، حيث إننا بحاجة إلى إعادة النظر والتفكير في توضيح مفاهيم الثقافات والأديان، لافتاً إلى أن الهوية الإسلامية تساعد في حل الأمور العالقة ومواجهة الصراعات والأزمات، كما أن الحوارات البناءة ضرورية من خلال السلام وبناء جسر بين الشرق والغرب.  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©