السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هل تغنينا المستحضرات الطبيعية عن أصحاب المعاطف البيضاء؟

هل تغنينا المستحضرات الطبيعية عن أصحاب المعاطف البيضاء؟
4 يوليو 2009 01:49
منتج طبيعي.. تفضلي وخذي فكرة عنه).. جملة رددها هاني صالح(الذي يعمل بمجال التسويق منذ 12 عاماً) كثيراً وهو حالياً موظف في أحد مراكز انتاج المستحضرات الطبيعية الموجودة بأرض المعارض في أبوظبي. كانت الأخت العابرة تقول له: هذه الأمور لا تستهويني، ولا أصدقها.. وعندما تقولون إن هذا المنتج جيد، فهو مجرد تسويق لما تبيعونه، وليس بالضرورة أن يكون جيداً.. وقبل أن يدافع أو يرد على أم محمد المعترضة، شهقت فتاة أخرى عند رؤية اسم المحل، وقالت لوالدتها هذا هو... هذا ما أبحث عنه.. إنَّه المحل الذي أخبرتك عنه والموجود بدبي.. ثم وجهت حديثها إلى هاني «لم لا تفتحون فرعاً بأبوظبي»؟ التناقض بين الموقفين لفت انتباه العديد من النساء المتواجدات في المكان، فأحببن معرفة قصة هذه المستحضرات.. وهل يمكن التداوي بها، واستخدامها كعلاج لبعض المشاكل التي يعانين منها، بدلاً من الذهاب إلى الأطباء؟ وفي حين استعرض هاني بعض أنواع الصابون الدائرية الشكل التي تفتقر لمواصفات وشكل الصابون التقليدي المتعارف عليه.. وطلب من المتسوقات استنشاق الروائح المنبعثة منها، تقدم هادي حسون (أحد مالكي الشركة) بعد أن ترك كرسيه الأسود الموجود بزاوية المحل، ليجيب عن الاستفسارات النسائية. اقترب مع ابتسامة هادئة ممتزجة بالرائحة الطيبة والمعطرة التي تغمر المكان ليوضح الأصناف الموجودة لديهم، بعدما ذكر أنَّ منتجاتهم طبيعية وتعود لعام 1480م، وتعد من المعالم الأثرية في مدينة طرابلس بلبنان. أشكال وألوان كثيرة هي المنتجات المعروضة وأبرزها: صابون العلاج بالعطور بثلاث خلطات هي: الطرابلسية- السلطانية، والملكية، وكل خلطة لها مكوناتها وطريقتها الخاصة بالتصنيع، الصابون البلدي العشبي المستخرج من الأعشاب والزهور الطبيعية، الصابون العلاجي وهو مجموعة من المركبات الصيدلانية التي كان يعالج بها الحكماء المشاكل الجلدية فهناك مثلا: صابون الكبريت والقمح، وهو علاج طبيعي لحب الشباب والفطريات والأكزيما والتعرق والصدفيات والحكاك وتساقط الشعر، صابون الفحم النباتي، وهو يعالج القوباء ومزيل للرائحة ومطهر للجلد، وهو ممزوج بملح البحر، صابون الأعشاب، وهو مزيج غني بالرغوة ومعطر بمختلف أنواع الأعشاب والزيوت مثل ، اليانسون، الورد الزعتر، الخزامى، ومئات الأصناف من الأعشاب المتعددة الاستعمالات. بالإضافة إلى الصابون العرايسي وهو أقدم أنواع الصابون، وسمي كذلك لأن من العادات الطرابلسية القديمة أن تقدم العائلة لبناتها مع الجهاز في يوم العرس صندوقاً من الصابون كرمز للطهارة، وكانت هذه الصابونة توضع في الحمامات الراقية والفخمة، وتقدم للضيوف كما تقدم كهدية لكل من يزور طرابلس تكريماً له، والبعض مازال يقدمها كهدية إلى اليوم. أمَّا الصابون الملكي فقد كان يقدم سابقاً للملوك والأمراء، حيث تحفر أشكاله بدقة وإتقان، وتحتوي على عطور غالية الأثمان. إلى جانب هذه الأنواع هناك الكريمات العطرية المركبة بشمع النحل والزيوت والأعشاب.. لكن أكثر ما يتم شراؤه هو «صابون تبييض الأماكن الداكنة» ذلك أنَّ معظم أهل الخليج يعانون من هذه المشكلة. تناقض بعد هذا الشرح المستفيض لم تستطع بعض المتسوقات الابتعاد عن هذا القسم، إلا بعد شراء نوع واحد أو أكثر من هذا الصابون الطرابلسي التاريخي.. وأصرت عائشة سالم (إحدى المتسوقات) على شراء صابون خاص بحب الشباب، لأنها تعاني منه منذ زمن ولم يجد معها أي شيء.. وتقول : هذه آخر محاولة أقوم بها، وإن لم تنفعني هذه المنتجات فلن تضرني لأنها طبيعية 100?. في حين أصرت أخريات على مواقفهن، وامتنعن عن الشراء.. معللين الرفض بالقول «هذه الأموال التي ستدفع قد تنفعنا بأمور أخرى بدلاً من صرفها على كريم أو صابون». القناع الطيني غير بعيد عن المكان نرى ركناً آخر اعتلته صورة كبيرة لقناع الوجه الطيني، وكأنه يخاطب السيدات بقوله سيتحقق حلمكن بالشباب والجمال من خلال منتجاتنا.. وهذا بالفعل ما حاولت السيدة ايمان عبد الوهاب تأكيده للسيدات الزائرات للمعرض. تذكر أنَّ هذه المنتجات الأردنية معروفة بنقاوتها وابتعادها تماماً عن أي شيء كيميائي، كما أنَّ أغلبيتها موجودة في الصيدليات، ومصرح بها من قبل وزارة الصحة، وبالطبع لن تسمح الوزارة ببيعها على أرض الدولة إن كانت غير مفيدة أو ضارة. إقبال علمي بشرحٍ مبسط يحاكي شكلها واحتشامها بلبسها، تحدثت السيدة عبد الوهاب عن وجود 48 منتجاً متنوعاً ما بين ماسكات للشعر والوجه وكريمات اليدين والجسم ومستحلبات التنظيف العميقة، التي تعتمد اعتماداً كلياً على الأعشاب الطبيعية.. بالإضافة إلى الزيوت والمستحضرات النسائية. وحول إقبال الناس على أصنافها تقول إيمان: في أول يوم شعرت بيأس شديد خاصة أن منتجاتنا لم تلق إقبالاً كبيراً بعد الأزمة العالمية.. لأنهم كانوا يرون هذه المنتجات كنوع من الكماليات، ومعهم حق بذلك فقد كان أولى بالجميع أن ينفق أمواله بما يفيده.. وكنت أظن بأننا سنأتي هنا ولن نلقي الاهتمام والتشجيع، لكن الآن ولله الحمد استطيع القول بأنني راضية تمام الرضا عما أراه. فالجمهور الخليجي عامةً، والنسائي خاصةً واع تماماً لما يعرض على الساحة، ويتعامل مع المنتج بطريقة علمية. وحول أكثر المنتجات طلباً تذكر: النساء يستهويهن كل ما يبرز جمالهن، لذلك لا أستطيع تمييز نوع عن آخر.. لكن أشهر منتج يعرفه الناس هو طين البحر الميت، لذا تنتهي أقنعة الطين سريعاً من عندنا. بالصدفة مرت فتاة من أمامها، وسلمت عليها سلاماً حاراً وشكرتها على نصيحتها بأخذ منتج معين وتريد الآن أن تأخذ منه واحداً آخر. دعاية فقط تقول الفتاة البحرينية شذى أحمد، وهي من أوفى المشتريات لهذه المستحضرات الطبيعية: أنا أهتم كثيراً بجمالي وصحتي، لذا ترينني أتتبع كل ما هو طبيعي ولا يضر بي حتى اشتريه، وهذا بالطبع أرخص بكثير من عمليات التجميل الباهظة التي تستنزف الجيوب وتشوه الوجوه.. وحيث أرى منتجات هذه الشركة آخذ منها ما ينقصني أو أشتري عبوات جديدة لمنتجات انتهت من عندي. على النقيض منها نرى عدم اهتمام عائشة محمد بكل ما يقال لها عن جودة هذه المستحضرات.. إذ تقول: تستطيع أي امرأة الاعتناء بجمالها اعتماداً على المنتجات الطبيعية الموجودة في المنزل ولا داعي لتبذير الأموال في شيء قد تستخدمه الفتاة يوماً أو يومين ثم يجد مكانه في القمامة.. فالدعاية التي ترافق هذه المنتجات تجعل فتياتنا يصدقن النتيجة المرجوة ويثقن بها لكنهن يشعرن بالخيبة عند انقضاء المهلة المحددة دون أن يطرأ أي تغيير عليهن.. خاصة لو كان الأمر يتعلق بالتنحيف أو علاج حب الشباب أو حتى تبييض الأماكن الداكنة. وتفيد: معظم الفتيات يلجأن، وللأسف لهذه المستحضرات رغبة في علاج بعض الأمراض أو المشاكل كالفطريات والقشرة وحب الشباب، دون الرجوع إلى المختصين لقناعتهم التي اكتسبوها مع التسويق الجيد أن هذه المستحضرات كفيلة بحل كل المشاكل.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©