الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مقتل ثالث جندي فرنسي و50 متشدداً في مالي

مقتل ثالث جندي فرنسي و50 متشدداً في مالي
4 مارس 2013 00:03
باريس (وكالات) - قُتل جندي فرنسي في معارك عنيفة جرت في جبال “ايفوقاس” في أقصى شمال شرق مالي، ما زاد المخاوف على مصير رهائن فرنسيين يرجح أن يكونوا محتجزين في هذه المنطقة، بعد إعلان تشاد عن مقتل اثنين من قادة الجماعات المتشددة. من جهة ثانية، قتل ما لا يقل عن خمسين متشددا من الحركة التي تسمي نفسها (التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا) إحدى مجموعات المتشددين في شمال مالي، منذ الجمعة في معارك ضد جنود ماليين وفرنسيين قرب جاو. وقال المتحدث باسم الجيش الفرنسي الكولونيل تييري بوركارد إن مظليا فرنسيا قتل مساء السبت، بينما كان “يهاجم موقعا عدوا” في جبال ايفوقاس القريبة من الحدود مع الجزائر حيث يتحصن المقاتلون المتشددون. وهو الجندي الفرنسي الثالث الذي يُقتل منذ بدء التدخل العسكري الفرنسي في مالي في الحادي عشر من يناير الماضي، وقال وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان إن المعارك التي تجري في هذه المنطقة الجبلية من مالي “هي من بين الأعنف” منذ بدء التدخل الفرنسي. وأفادت قيادة أركان الجيش الفرنسي بأن المعارك “تجري على مسافات قريبة تقل أحيانا عن 50 مترا”، مضيفة أنه “تم القضاء على ما لا يقل عن 15” مسلحا السبت، خلال هذه المعارك خصوصا في عمليات الدهم “لغيران وأنفاق تستخدم كمخابئ”. وأضاف “نحن بمواجهة عدو متعصب يدافع بقوة عن مواقع نجد انفسنا مضطرين لاقتحامها تدريجيا”. وتأتي هذه المعارك العنيفة متزامنة مع اعلان تشاد عن مقتل اثنين من ابرز قادة الجماعات المتشددة وهما الجزائريان عبد الحميد أبو زيد ومختار بلمختار، الأمر الذي لم تؤكده بعد أي دولة أُخرى. ومع إعلان تشاد عن مقتلهما وتجنب فرنسا التعليق على الأمر حتى الآن، تزداد المخاوف على حياة الرهائن الفرنسيين في أفريقيا. وكان الرئيس التشادي ادريس ديبي أعلن مساء الجمعة أن أبو زيد أحد أبرز قادة ما يسمى “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” قتل بأيدي جنود تشاديين خلال معارك ضارية في جبال ايفوقاس. كما أعلن الجش التشادي أمس الأول في بيان أن مختار بلمختار المعروف باسم “الأعور” والمسؤول السابق في تنظيم القاعدة قتل أيضا في معارك وقعت في المنطقة نفسها. وقد تبنى بلمختار الهجوم على موقع “عين اميناس” للغاز في الجزائر في 16 يناير الذي تلاه احتجاز رهائن أجانب قُتل 37 منهم من ثماني جنسيات مختلفة بأيدي المتشددين. ورغم الإعلان التشادي عن مقتل أبو زيد وبلمختار، فإن السلطات في فرنسا ومالي والجزائر لم تؤكد هذا الأمر. وقال مصدر في وزارة الخارجية الفرنسية أمس “نرغب بأن يتم التأكد من هذا الأمر، والمسألة مسألة وقت ولا نستطيع بعد تأكيد ذلك”. من جهتها، قالت آن جيوديتسللي المتخصصة في شؤون الإرهاب إن “فرنسا لا تريد أن تكون المبادرة لإعلان من هذا النوع، أولا لأن الحرب لم تنته بعد، وثانيا بسبب الخوف على الرهائن. إن عدم تأكيد الخبر من قبل باريس يبقي بعض الغموض على صحة الخبر ما قد يقلل من ردود الفعل عليه”. وهناك 15 رهينة فرنسيا في أفريقيا بينهم ستة على الأقل في منطقة الساحل يحتجزهم تنظيم القاعدة. والمعلومات حول طريقة مقتل أبو زيد لا تزال غير واضحة تماما. فهناك رواية تقول إنه قتل في غارة للجيش الفرنسي، ورواية أخرى تقول إنه لقي حتفه في معارك مع عسكريين تشاديين. وأضافت جيوديتسللي “يترك لتشاد امتياز الإعلان” عن مقتل قادة المتشددين “وذلك في اطار استراتيجية سياسية تقضي بإبقاء الأفارقة في واجهة الأحداث في مالي”. إلا أن وزير الاتصالات التشادي حسن سيلا أعلن أمس أن تشاد “لا تقول أي كلام” في إشارة إلى اعلانها عن مقتل أبو زيد وبلمختار. وأضاف “نحن لا نقول أي كلام وسنعرض قريبا أمام الصحافة أسرى وضباطا كانوا مع الاثنين”. ويوجد لتشاد نحو ألفي جندي في مالي يشاركون بفعالية مع الفرنسيين في المعارك الجارية في جبال ايفوقاس. وقد قتل في هذه المعارك حتى الآن 26 جنديا تشاديا وثلاثة جنود فرنسيين. في لندن، قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج أمس إن مقتل مختار بلمختار إذا ما تأكد سيشكل ضربة للإرهاب في شمال أفريقيا، ولكنه لن يكون نهاية للاضطرابات التي تشهدها مالي. وقال هيج في مقابلة مع تلفزيون (بي بي سي) “هذه أنباء من جنود تشاديين يخوضون الكثير من القتال في شمال مالي. لا نستطيع تأكيد مقتله بشكل قاطع في الوقت الحالي. واشدد على ذلك”. وتابع “ستكون تلك ضربة للإرهاب وللشبكة الإجرامية التي تحيط بهذا الرجل وبأمثاله”.وكان بلمختار أحد قادة التنظيم الذي يسمي نفسه (القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي) قبل أن ينشق عنها في أكتوبر الماضي ويشكل كتيبة جديدة من المتشددين تحمل اسم “الموقعون بالدماء”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©