الحوار اللبناني: تعقيدات حول قانون الانتخابات والحكومة

تدخل أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمس لتذليل العقبات التي برزت في اليوم الثالث للحوار اللبناني بين الأكثرية والمعارضة المنعقد في الدوحة· وقالت مصادر المؤتمر ان أمير قطر التقى قادة الأكثرية، وبعدها قادة المعارضة ثم جمع بعض قادة الطرفين في لقاء مشترك، سعيا للتوصل الى حل لمسألتي قانون الانتخابات وحكومة الوحدة الوطنية· وقالت مصادر ان أمير قطر عقد لقاء مشتركاً ضم رئيس الحكومة فؤاد السنيورة وزعيم ''تيار المستقبل'' النائب سعد الحريري (الاكثرية) ورئيس تكتل ''التغيير والإصلاح'' النائب ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري وزعيم كتلة حزب الله النائب محمد رعد · وكانت أجواء التشاؤم سادت طوال بعد ظهر أمس مؤتمر الحوار في ضوء عودة التصريحات المتشددة من الجانبين، الاكثرية التي اتهمت ''حزب الله'' بخرق الهدنة الإعلامية، والمعارضة التي اتهمت الاكثرية بانتهاك ما تم التوصل اليه في اتفاق بيروت الخميس الماضي عبر إصرارها على طرح موضوع سلاح ''حزب الله'' في هذه المرحلة· ولخص مصدر في الاكثرية الاجواء بالقول ''العقدة الان هي في قانون الانتخابات ومن الصعب حصول تقدم في ملفي حكومة الوحدة الوطنية وسلاح حزب الله قبل تحقيق تقدم في الملف الاول الذي يعتبر أصلا الملف الاسهل''· وكشف ان المعارضة طرحت استحداث دائرة انتخابية في بيروت من سبعة نواب تكون فيها غالبية الناخبين من الشيعة والارمن مع أقلية سنية بسيطة ما يعني ان الفوز في هذه الدائرة يمكن ان يكون شبه مضمون للمعارضة، الامر الذي رفضته الاكثرية· وفي المقابل، ركز نواب الاكثرية على ضرورة تضمين اتفاق الدوحة بندا خاصا يتضمن إطارا لكيفية التعاطي مع سلاح ''حزب الله'' وهو الأمر الذي رفضه نواب المعارضة بشدة معتبرين ان اتفاق بيروت الخميس الماضي لا ينص سوى على بحث نقطتي حكومة الوحدة الوطنية وقانون الانتخابات· واستعيض عن الجلسات الموسعة للحوار أمس بلقاءات ثنائية كان محورها رئيس وزراء قطر وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني والامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى· في وقت قال النائب سليم عون من التيار الوطني الحر المعارض ''لم نصل الى شيء بعد ونريد اتفاقا تفصيليا حول كل النقاط المتعلقة بالحكومة وقانون الانتخاب وليس إعلان نيات فقط''· وأكد أحد المشاركين في الحوار أن اللجنة السداسية المكلفة بإعداد قانون الانتخابات وافقت على إقرار قانون 1960 مع بعض التعديلات فيما يتعلق بمدينة بيروت، لكن بعض المسيحيين اعترضوا عليه مما دفع اللجنة الى إعادة صياغة تعديلات تعمل حاليا على إنجازها في شكل اتفاق نهائي· وقال الرئيس الأسبق أمين الجميل (الأكثرية) ان 90 % من العقبات التي كانت تعترض التوصل الى اتفاق حول قانون الانتخابات تم تذليلها· لكن الجميل تشدد بشأن قضية سلاح ''حزب الله'' وقال ''لقد عانينا من خلال اتفاق القاهرة عام 1969 من وجود تجربة سلاح غير سلاح الدولة على الأرض اللبنانية (سلاح منظمة التحرير الفلسطينية) مما تسبب في شرذمة لبنان ولا نريد ان نعود الى هذه التجربة ومن شروط نجاح لبنان المستقبل هو التفاهم على قواسم مشتركة ووقوف المؤسسات على قدميها والشرط الاخر هو احترام المواثيق الدولية''· وأضاف ''نحن حذرون جدا تجاه أي موقف يتخذ بشأن سلاح حزب الله لان هناك تخوفا من العودة الى اتفاق قاهرة جديد··لا بد من إعلان نوايا'' لهذه المسألة لانها أكثر أهمية من البندين قيد النقاش حاليا وهما حكومة الوحدة الوطنية وقانون الانتخابات· وفي المقابل، أكد رئيس كتلة ''حزب الله'' أن موضوع المقاومة وسلاحها وقدراتها خارج أي نقاش وإن الاتفاق هو سلة متكاملة، الحكومة وقانون الانتخاب بتشكيلاته وتفاصيله''· وأضاف ''المقاومة لا أحد يفتح الباب للنقاش حولها لان موضوعها أمر محسوم وخارج أي نقاش وكل ما أثير في بداية المؤتمر عن التعرض لسلاح المقاومة ووضعه بندا على جدول الاعمال هو غير صحيح إطلاقا وخارج أي صيغة في الدوحة''· وجرت دردشة عابرة بين الجميل وعضو كتلة ''حزب الله'' النائب حسين الحاج حسن على هامش مشاركتهما في المؤتمر· في وقت عقد رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جابر آل ثاني اجتماعات مكثفة مع زعماء الاكثرية والمعارضة سعيا الى الحصول على موافقة بشأن تشكيل الحكومة المقبلة· لكن أحد المشاركين قال ان حمد بن جاسم لم يحصل بعد على موافقة نهائية من كلا الطرفين على شكل الحكومة الجديدة وان اقتراحه الأخير كان ''المثالثة'' في تقسيم المقاعد بين الاكثرية والمعارضة والرئيس الجديد للجمهورية المرشح التوافقي قائد الجيش العماد ميشال سليمان· وقال مشاركون ان المعارضة وافقت على الاقتراح القطري لكن الاكثرية تشترط لردها النهائي موافقة المعارضة على قضايا أخرى وأهمها الضمان بأن ''حزب الله'' لن يستخدم أسلحته مرة أخرى داخل بيروت· ورفض جعجع من جانبه فكرة تشكيل حكومة انتقالية مشيرا، وفق ما نقل عنه تلفزيون ''الجزيرة'' إلى انه أقصى ما يقبل به هو تعويم الحكومة الحالية· فيما أكد عضو تكتل ''التغيير والإصلاح'' المعارض النائب سليم عون ان الأمور معقدة، وأن رئيس التكتل العماد ميشال عون طرح تشكيل حكومة أقطاب انتقالية· وأكد وزير الشباب والرياضة أحمد فتفت (الاكثرية) ان قطر تعد ورقة أو اقتراحا'' بشأن موضوع سلاح حزب الله يمكن ان تشكل إطارا لمناقشة هذا الموضوع لاحقا بالتفصيل وذلك تنفيذا للبند الخامس في اتفاق بيروت حول علاقة الدولة بالتنظيمات، وهذا يعني موضوع السلاح· لكن النائب علي حسن خليل (المعارضة) نفى ان يكون هذا الموضوع جزءا من الحوار الجاري في الدوحة، مشددا على ان الموضوعين اللذين يتم بحثهما الآن هما بند الحكومة وبند قانون الانتخابات في إطار الالتزام الحرفي باتفاق بيروت· وقال وزير الثقافة طارق متري ''هناك فعلا عمل جاد من أجل الاتفاق على ملامح القانون الانتخابي''· ورأى النائب السابق غطاس خوري (الاكثرية) ان المفاوضات وصلت الى عنق الزجاجة بسبب عدم التوافق على قانون الانتخاب، متحدثا عن ''مطالبة المعارضة بالمشاركة في المناطق التي تسيطر عليها قوى 14 مارس تقليديا بينما لا تسمح بإجراء محاولة لمعركة في المناطق التي تسيطر المعارضة عليها''· وتوقع موسى ان تكون الساعات المقبلة فاصلة في الحوار بين الافرقاء اللبنانيين في الدوحة، آملا ان يكون اليوم الاخير· وقال ''ان موضوع حكومة الوحدة الوطنية ستتم معالجته من خلال ما نصت عليه المبادرة العربية، أي عدم الاستئثار للاكثرية وعدم التعطيل للمعارضة''· وأضاف فيما يتعلق بقانون الانتخاب، ان الاتصالات منكبة على معالجته في شكل يأخذ في الاعتبار هواجس جميع الاطراف''· ولفت موسى الى انه سيزور سوريا بعد انتهاء أعمال الحوار اللبناني·