الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تسامح الإسبان تجاه المهاجرين في امتحان الكساد الصعب

18 ابريل 2010 23:01
تتصاعد التوترات في بلدة “سالت” شمال شرق إسبانيا، حيث تدخلت الشرطة مؤخراً لمنع أعمال عنف اندلعت بين مجموعات من الإسبان والمهاجرين. وأخذ الإسبان يصيحون في وجه المغاربة والمهاجرين الآخرين الذين يشاهدونهم في الشوارع قائلين أوقفوا السرقة وعودوا لبلادكم”. فقبل أيام، شق مئات المتظاهرين طريقهم داخل مبنى بلدية المدينة للاحتجاج على وجود المهاجرين، الذين يشكلون نحو 40% من عدد السكان البالغ عددهم 30 ألف نسمة. وكانت تلك المشاهد أمراً نادراً في إسبانيا، لكن هناك علامات أن المعارضة للمهاجرين في ارتفاع نظراً لمعاناة البلاد من أزمة اقتصادية عميقة وارتفاع معدلات البطالة لنحو 20%. ويولي المراقبون عناية خاصة بإقليم كتالونيا، والتي يقطنه نحو سبعة ملايين نسمة، وتوجد بها مدينة “سالت” وانتشرت بها أحزاب أو جماعات يمينية متشددة على الساحة السياسية. وتشير الأرقام الرسمية إلى أن عدد المهاجرين في إسبانيا تزايد خمسة أضعاف على مدار عقد من الزمن ليصل إلى نحو 5,3 مليون نسمة أو ما يعادل 12% من عدد السكان. ويأتي المهاجرون بصورة أساسية من أميركا اللاتينية والمغرب وبعض الدول الأفريقية وبلدان شرق أوروبا. وتسبب وجود المهاجرين في اضطرابات من حين لآخر مثل الاشتباكات التي وقعت في بلدة “إل إجيدو” في عام 2000 بين سكان محليين ومهاجرين من شمال أفريقيا أصيب بها 80 شخصاً. ومع هذا، فإن الإسبان يعتبرون بوجه عام متسامحين نسبياً مع القادمين من ثقافات مختلفة تغاير ثقافتهم. ويقول وزير العمل الإسباني سيليستينو كورباتشو “لا توجد كراهية للأجانب في إسبانيا”، واصفاً الحوادث المماثلة لتلك التي وقعت في “سالت” بأنها حوادث “معزولة”. ومع هذا، يمتحن الكساد الموجود حالياً بالبلاد مشاعر التسامح، حيث أظهر استطلاع حكومي للرأي أن 77% من الإسبان يشعرون بأن هناك “كثيرا” أو “كثيرا جدا” من المهاجرين في البلاد. وأشار استطلاع للرأي نشرته صحيفة “بيريوديكو” اليومية إلى أن 24% من الناخبين في كتالونيا يفكرون في دعم حزب مناهض للمهاجرين في الانتخابات الإقليمية التي تجرى هذا الخريف. وذكرت صحيفة “إل باييس” اليومية في عام 2007 أن هجمات المتطرفين اليمينيين ضد المهاجرين لا تزال نادرة بصورة نسبية، لكن هناك تزايداً في “توجهات عنصرية منخفضة الحدة”. ويتطور مستقبل إسبانيا متعددة الثقافات في المناطق الفقيرة مثل “سالت” والتي يوجد بها عدد كبير من المهاجرين. وذكر محللون أن السكان المحليين الذين ساءت أوضاعهم المالية بسبب الأزمة الاقتصادية يعتبرون الوافدين الجدد بمثابة منافسين لهم على الخدمات الاجتماعية والإسكان والوظائف. واستشرى هذا التوجه ليلقي باللوم على المهاجرين في مشكلات مثل الجريمة والمخدرات. وتجد السلطات في بعض الأماكن المماثلة نفسها مجبرة على التكيف مع هذا النوع من التحديات وذلك من خلال السماح لغير المسيحيين باستخدام المقابر المحلية أو تنظيم برامج محو أمية للمهاجرين الذين لم يحصلوا إلا على قدر ضئيل من التعليم. ويدفع أحيانا وجود عدد كبير من المهاجرين السكان المحليين من الإسبان على الانتقال من منازلهم، ما يثير مخاوف بشأن ظهور أحياء للأقليات في كتالونيا أو إقليم مدريد. وأعلنت السلطات في بلدة “فيك” في إقليم كتالونيا، والتي يمثل الأجانب من 90 دولة نحو ربع السكان البالغ عددهم 38 ألفا، أنها ستمنع المهاجرين الذين لا يحملون وثائق رسمية من الحصول على خدمات الرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية. وتحاول السلطات اجتثاث تأثير حزب “بلاتافورما بير كتالونيا” (بي إكس سي)، وهو حزب يميني متطرف نما وأصبح ثاني أكبر قوة سياسية في “فيك”. من ناحية أخرى، تكافح جمعيات أهلية عديدة ومنظمات غير حكومية ووسطاء ثقافيون من أجل منع “كراهية الأجانب”. وقالت سيسكا تورون، وهى متحدثة باسم السكان وأصحاب المتاجر في “سالت” “لا نرغب في أحداث أو اشتباكات أخرى، لأننا نعلم أن معظم النار من مستصغر الشرر”.
المصدر: مدريد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©