«أغلى الكؤوس» بين الشباب والإمارات الليلة

تحت رعاية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، تقام اليوم المباراة النهائية على كأس صاحب السمو رئيس الدولة، في ستاد مدينة زايد الرياضية، وتجمع فريقي الشباب والإمارات، في نهائي غير مسبوق، حيث يبحث الشباب عن إضافة لقب خامس إلى سجله، أما الإمارات فهو يبحث عن إضافة فريق جديد إلى سجل الشرف. تقام اليوم المباراة الكبيرة، على لقب أغلى الكؤوس، ويلتقي الشباب والإمارات في مواجهة، تعتبر متكافئة نوعاً ما، إذا ما ألغينا الفوارق التاريخية التي تميل لمصلحة الشباب بشكل واضح، ولكن بالنظر إلى مردود الفريقين في هذا الموسم، نلاحظ التشابه الكبير بينهما، حيث يتساويان في نتائجهما المتواضعة، في دوري المحترفين، كما يتساويان في مسيرتهما الموفقة في بطولة الكأس، وهو ما توجاه بوصولهما إلى المباراة النهائية، حيث يتقابلان مساء اليوم في معزل عما يعانيان منه في بطولة الدوري، فاليوم لا يفكر الفريقان والمدربان واللاعبون، سوى في شيء واحد، وهو كيفية الوصول إلى ملامسة الكأس الغالية والاحتفال، برفعها في منظر سيدوم خالداً في سجلات التاريخ، حيث أن الأبطال والمتوجين يكون لهم مكان في ذاكرة الزمان. الشباب الفريق الذي سبق له أن تذوق حلاوة الفوز بلقب الكأس، يطمح اليوم إلى معاودة الكرة، وبعد آخر لقب فاز به الفريق في موسم 1996 - 1997 ظل اللقب عصياً على الفريق، على الرغم من وصوله إلى المشهد الأخير أكثر من مرة، ولكنه كان يفشل في اللمسة النهائية وتضيع عليه المحاولة المرة تلو الأخرى، وكان آخرها في الموسم الماضي عندما خسر أمام العين بهدف نظيف. واليوم يسعى الشباب لإنهاء حالة الخصام مع الكأس واستعادة اللقب الذي ظل غائباً عن خزائن النادي منذ 13 عاماً، وكذلك يبحث الفريق عن لقب يكون مصدر سعادة لعشاق الفريق الذين عانوا كثيراً من نتائجه هذا الموسم، وقد تنسيهم هذه المعاناة فرحة الفوز بالكأس والعودة إلى دبي في مسيرة احتفالية. ولا يبدو الشباب هذا الموسم في أفضل حالاته، وكان التذبذب في الأداء سمة التصقت به في معظم مبارياته، خصوصاً في بطولة الدوري، حيث بدأ الموسم تحت قيادة المدرب البرازيلي سيريزو، والذي تمت إقالته بعد الخسارة أمام الوحدة ليتسلم المهمة المدرب العراقي عبد الوهاب عبد القادر الذي لم تطل إقامته كثيراً ليتم استبداله بالمدرب البرازيلي بوناميجو. وعلى الرغم من تغيير المدربين لم يكن هناك أي تقدم ملحوظ في أداء الفريق، بل ظل ملازماً مناطق الخطر، ولا يزال يسكن فيها، على الرغم من تعادله في المباراة الأخيرة أمام بني ياس، وهو التعادل الذي جاء في الوقت القاتل، ليمنح بعض الأمان، ونقطة مهمة دخلت في رصيد الفريق الساعي للهروب من دائرة الخطر، ولكن لن يتذكر الشباب مساء اليوم معاناته في بطولة الدوري، بل سيرى الكأس موجودة هناك في المنصة تنتظر الفارس الذي سيكون صاحب الشرف في الحصول عليها، وبعد أن تمنعت الكأس الخامسة على فريق الشباب، يعتقد "الخضراوية" أن الوقت قد حان لإنهاء الخصام بين الشباب والكأس الغالية. فريق الإمارات الذي لا يمكن أن يستند كثيراً إلى التاريخ الذي لا يقف في صفه على الإطلاق في مواجهة اليوم، ولكنه قد يرتكز على مبدأ الفرصة التاريخية التي تتاح للفريق للمرة الأولى منذ تأسيسه، وهي فرصة اللعب على مباراة تمنح الفائز بها لقباً لا تمحوه الأيام، وهو لقب الكأس، ولذا يعتبر المنتمون لنادي الإمارات مباراة اليوم الأهم في تاريخ النادي العريق. وعلى الرغم من أن الإمارات يحتل ترتيباً متأخراً في بطولة الدوري، حيث يقبع في المركز قبل الأخير برصيد 15 نقطة، وبات مهدداً بشكل كبير في مغادرة دوري المحترفين، حيث يتخلف عن الفريق الذي يعلوه في جدول الترتيب بفارق أربع نقاط، وهو بالمناسبة منافسه مساء اليوم فريق الشباب. ولكن يضع الإمارات كل هذه الحسابات خلف ظهره، ويراهن كثيراً على المستويات التي يقدمها هذا الموسم، وهو إن خسر، ولكنه يكسب احترام الجميع، وتكون الخبرة سبباً رئيسياً في خسارة الفريق العديد من النقاط المهمة، وكذلك فقد الفريق العديد من النقاط في الفترة الماضية، وذلك ما صنفه المراقبون، على أنه جاء بسبب انشغال الفريق بالتفكير في المباراة النهائية مساء اليوم. المواجهة الأولى دبي (الاتحاد) - المواجهة الأولى بين الفريقين في بطولة كأس رئيس الدولة أقيمت 14 أبريل 1979 وكانت في دور الـ16 على ستاد نادي الشارقة، وانتهت المباراة بفوز الإمارات، أو كما كان يعرف حينذاك "عمان" على الشباب 3-1. وانتهى الشوط الأول من اللقاء سلبياً دون أهداف، وفي الشوط الثاني تقدم الشباب بهدف حمد راشد، قبل أن يرد عن طريق كل من أحمد السلومي اللاعب الذي نزل بديلاً في الشوط الثاني، وتمكن من إحراز هدف التعادل قبل نهاية المباراة بدقيقة واحدة، ومن ثم انتهى الوقت الأصلي من عمر بالمباراة، بالتعادل بهدف لمثله ليلعب الفريقان وقتاً إضافياً مدته نصف ساعة على شوطين، وتمكن عمان من تسجيل الهدف الثاني بواسطة يانجا فاضل في الدقيقة 12 من الشوط الإضافي الأول، وأضاف يعقوب الحداد الهدف الثالث لتنتهي المباراة بفوز عمان "الإمارات حالياً" على الشباب 3-1. مواجهات سابقة دبي (الاتحاد) - تعتبر مباراة اليوم بين الفريقين هي المواجهة السادسة بينهما في إطار مسابقة الكأس حيث تقابلا للمرة الأولى في موسم 1978 - 1979 ضمن دور الـ16 وانتهت المباراة بفوز الإمارات بثلاثة أهداف مقابل هدف، وعاد الفريقان ليتقابلا في موسم 1989 - 1990 ضمن نفس الدور وانتهت المباراة هذه المرة لمصلحة الشباب بهدف نظيف سجله حسن علي. وفي موسم 2000 - 2001 تقابل الفريقان للمرة الثالثة ضمن الدور التمهيدي وانتهت المباراة بتعادلهما بهدف لمثله حيث سجل للشباب أحمد الصايغ وللإمارات جمعة موسى، وكانت المواجهة الرابعة في نفس الموسم ضمن دور الـ16 وانتهت لمصلحة الشباب بثلاثة أهداف نظيفة سجلها كل من خليل ميرزا وفرج عبيد ووليد عبيد، وكانت المواجهة الخامسة في موسم 2001 - 2002 ضمن الدور التمهيدي وانتهت المباراة لمصلحة الشباب 6-1. مشوار الفريقين في بطولة الكأس الشباب وصل الشباب إلى المباراة النهائية بعد أن تغلب على الخليج في دور الـ16 بثلاثة أهداف مقابل هدف سجلها كل من عادل عبدالله وبيدراو وفيلانويفا، وفي الدور ربع النهائي حسم الفريق مواجهته مع الأهلي بهدفين نظيفين سجلهما كل من عادل عبدالله وريناتو، وفي الدور نصف النهائي تمكن الشباب من تجاوز عقبة الجزيرة عندما تغلب عليه بضربات الجزاء الترجيحية 3 - 0 في مباراة انتهت بالتعادل السلبي في وقتيها الأصلي والإضافي وكان نجمها الأول الحارس سالم عبدالله الذي تصدى لثلاث ضربات ترجيحية جزراوية. وسجل أهداف الشباب في المسابقة كل من عادل عبدالله هدفين وهدف واحد لكل من البرازيليين بيدراو وريناتو والتشيلي كارلوس فيلانويفا. الإمارات وصل الإمارات إلى المباراة النهائية بعد أن تخطى في دور الـ16 فريق الوصل بعد مباراة امتدت إلى الأشواط الإضافية وأنهاها الإمارات قبل الصافرة النهائية بدقيقتين بهدفين مقابل هدف سجلهما كل من نبيل الداوودي ويوسف موسى، وفي دور الثمانية تغلب الإمارات على عجمان بهدف نظيف سجله اللاعب عدنان حسين، وفي الدور نصف النهائي نجح الإمارات في التغلب على الوحدة بهدف نظيف جاء في الوقت القاتل من الزمن الأصلي للمباراة وبضربة جزاء تمكن المغربي نبيل الداوودي من ترجمتها هدفا في شباك الوحدة. وسجل للإمارات في البطولة كل من المغربي نبيل الداوودي هدفين وعدنان حسين ويوسف موسى هدفا.