الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

عبد القادر الريّس: الوعي بقيمة العمل الفني ينمو ويتسع

عبد القادر الريّس: الوعي بقيمة العمل الفني ينمو ويتسع
12 مارس 2014 00:19
أبوظبي (الاتحاد) - يُفتتح في السابعة والنصف من مساء اليوم بغاليري أجياد في المركز المالي التجاري العالمي بدبي، معرض شخصي للفنان عبد القادر الريّس، مشتملًا على أعمال تجريدية، وأخرى تجريدية تعبيرية، وحروفيات عربية. وعن تجربته الجديدة في هذا المعرض، قال الريس في لقاء مع «الاتحاد»: «كل معرض أقيمه هو بالنسبة لي يمثل خلاصة ما أنجزته خلال سنة أو سنتين، بحيث يؤشر إلى خصوصية ما بين الأعمال التي أنجزها خلال تجربتي الفنية، وفي هذا المعرض ذهبت قليلًا باتجاه العمل الفني الكلاسيكي، فأنجزت لوحات واقعية تشتمل على منظر طبيعي، بالإضافة إلى الأعمال التجريدية والحروفية». وأضاف الريّس في صدد إجابته عن الحروفية التي تشكل ناظماً لكل معارضه بالقول: «الحروفية هي التجريد بحدّ ذاته، وبهذا المعنى من غير الممكن أن نقول، إن هناك فناً تجريدياً عربياً خالصاً أو إسبانياً، أو سوى ذلك، ما يمنح أي عمل فني هوية جغرافية ما، أضف إلى ذلك أن الحرف العربي قد يمنح العمل طابعاً عربياِ ما، لكن جماليته التجريدية تبقى هي القيمة الأعلى»، ويتابع: «إذا أردنا «فلسفة» الأمر قليلًا، فربما يتخذ هذا التجريد بعداً فكرياً وثقافياً يتصل بأفكار وطروحات مستمدة من الفلسفة العربية والإسلامية في بُعدها الصوفي، بل إنه قد سبق لي أن أنجزت مجموعة من الحروفيات التي أطلقت عليها تسمية: «سكينة»، وهي أعمال تقبل هذا التأويل من وجهة نظر النقد الفني، غير أنه أمر لا يحق التعمق فيه كثيراً، بعد أن أكون قد أنجزت عملًا من هذا النوع بسبب أن ممارسة ثقافية من هذا الطراز هي دور الناقد الفني وليس دور الفنان». وأوضح الريس أنه مازال يتمنى إنجاز أعمال يحلم بها، وهي أعمال تلخص تجربته الفنية كلها. وعن تلقي أعماله على المستوى المحلي عبر أربعين سنة واختلاف مستوياتها، قال الريّس: «هناك فارق كبير بالتأكيد على صعيد تلقي الفنون التشكيلية إجمالًا، وليس أعمالي وحدها فحسب. لقد أقمت معرضي الشخصي الأول في العام 1974. وما أعيه وأشعر به الآن أن الوضع قد اختلف تماماً عن أيام زمان، فتجد أن هناك العديد من الأعمال التي تحظى باهتمام الناس من مستويات ثقافية واجتماعية مختلفة، وكذلك من رجال دولة بالمقابل، ولديهم وعي فني راق تمّ اكتسابه عبر خبرات متابعة للأعمال الفنية». وأعرب عن تفاؤله في هذا السياق مؤكداً «أننا في الإمارات لو قُدّر لنا الاستمرار على هذا المنوال، فسوف يتطور الأمر أكثر، وسوف يصبح الكثير من متابعي المعارض الفنية من المقتنين، إذ إن الوعي بقيمة العمل الفني ينمو ويتسع، بحيث تصبح الإمارات في المستقبل غير البعيد مركزاً عالمياً للفن». مثمناً دور شخصيات ثقافية إماراتية من طراز عبد الرحمن العويس رئيس مجلس هيئة دبي للثقافة والفنون وشخصيات ومؤسسات أخرى كان لها دور فاعل في تعزيز حضور الفنون التشكيلية على مستوى الإمارات ككل «مؤكداً أن اللوحة» أصبحت الآن أقرب إلى الجمهور من أي فترة سابقة، وهذا أمر يبشر بالخير وهو مدعاة للتفاؤل». ومن المعروف أن الفنان عبد القادر الريِّس لم ينجز أي عمل فني ينتمي إلى غير اللوحة المسندية، من طراز الفن المفاهيمي، أو الفيديو آرت، أو الأعمال التركيبية، وعن ذلك قال: «نعم، لم يحدث أن أنجزت عملًا من هذا الطراز، إذ إنني أنحاز إلى الجديّة في العمل الفني، وحين أرى أعمالًا يجري عرضها لشهر أو أقل، أو أكثر ثم يُلقى بها إلى سلة المهملات، فإنني أتساءل: ما الفائدة منها؟ أن ترى معرضاً بأكمله يلقى إلى سلّة المهملات ما الفائدة منه». وأضاف، مختتماً حديثه «بالطبع قد يُقال بأنه من الممكن تكرار إنجاز الفكرة في مكان آخر أو زمن آخر، فهل يغيّر ذلك من الأمر شيئاً؟ إذن التساؤل سوف يبقى قائماً. أنا لن أفعل ذلك أبداً».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©