تقارب في وجهات نظر أوباما وماكين حول العراق

أنهت رئيسة مجلس النواب الاميركي نانسي بيلوسي أمس زيارتها المفاجئة للعراق بعد محادثات حول انتخابات مجالس المحافظات ومسائل أمنية· في حين شغل الوضع العراقي مرشحي الانتخابات الرئاسية الأميركية الجمهوري جون ماكين والديمقراطي الساعي لترشيح حزبه باراك أوباما، اللذين اقتربت وجهـــــات نظرهما حوله مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في نوفمبر· وقالت المتحدثة باسم السفارة الأميركية في بغداد ميريام نانتونجو إن بيلوسي ''غادرت مساء السبت'' دون أن تكشف عن تفاصيل محادثاتها مع المسؤولين الاميركيين في بغداد· وقد اجرت في بغداد محادثات مع رئيسي الوزراء نوري المالكي والبرلمان محمود المشهداني حول المصالحة الوطنية· وقالت بيلوسي إن ''المالكي تحدث عن الانتخابات التي ستجرى قريبا واكد أنها ستكون شفافة وستشهد مشاركة كل المجموعات وستساعد على تحقيق الوحدة الوطنية''· ومن المتوقع أن تؤدي انتخابات مجالس المحافظات المقررة في الاول من اكتوبر بإشراف الامم المتحدة، الى زيادة السلطات المحلية عبر السماح للمحافظات بإطلاق مشاريعها الاقتصادية الخاصة بتمويل من الحكومة المركزية· وفي سياق متصل عبر الجمهوري ماكين والديموقراطي اوباما اللذان كانا يتبنيان مواقف متعارضة تماما بشأن العراق، عن وجهات نظر تتقارب اكثر فاكثر· فللمرة الاولى تحدث ماكين المعارض بشدة لوضع أي برنامج زمني لانسحاب من العراق يطالب به الديمقراطيون، عن موعد لإعادة الجزء الاكبر من الجنود الاميركيين من العراق، وحدده في ·2013 وقال ماكين ''بحلول يناير 2013 ستكون الولايات المتحدة قد أعادت معظم جنودها الذين ضحوا لتكون أميركا اكثر أمانا وتحمي حريتها''· واضاف ''سنكون عندئذ قد تجنبنا الحرب الاهلية ويكون تنظيم القاعدة في العراق قد هزم''· والتعديلات في الخطاب حول العراق، لم تسجل في صفوف الجمهوريين وحدهم، ففي الجانب الديمقراطي، دفعت المخاطر التي يمكن أن تواجهها الولايات المتحدة في حال انسحاب متسرع من العراق، أوباما ايضا الى تعـــــــــديل مواقفه، بعدما كان معــــــــاديا بشدة للحرب في العراق· فقد وعد بسحب الجنود الاميركيين من هذا البلد خلال 16 شهرا بعد توليه مهامه في يناير ،2009 في حال انتخابه رئيسا للولايات المتحدة· ومع اقتراب موعد الاقتراع وامكانية اختباره في السلطة، يبدي أوباما مؤشرات تدل على بعض الحذر، فخلال مناظرة الشهر الماضي مع منافسته هيلاري كلينتــــــون، قال إنه يحتفظ لنفسه بحق تصحيح مواقفه تبعا للوضـــــع على الارض· وقال ''سأصغي دائما لقادتنـــا بشــــأن التكتيك الذي يجب اتباعه وسننسحب من العراق بشكل منظم، اذا جاؤوا وطلبوا تغيير التكتيك فسآخذ توصياتهم في الاعتبار حتما''·