الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تركيا تتهم الأسد بـ «جرائم حرب» وإغلاق أبواب الحوار

تركيا تتهم الأسد بـ «جرائم حرب» وإغلاق أبواب الحوار
4 مارس 2012
اتهمت تركيا امس قوات النظام السوري بارتكاب جرائم حرب وإغلاق جميع الأبواب أمام الحوار، وسط تلقي الأمم المتحدة تقارير وصفتها بأنها “مروعة” عن حالات إعدام وتعذيب. واعتبرت بريطانيا ان رفض السماح بدخول المساعدة الإنسانية المخصصة للمدنيين المتضررين من اعمال العنف يدل على ان نظام بشار الاسد اصبح “مجرما”. في وقت جددت فيه المملكة العربية السعودية مطالبتها مجلس الأمن بممارسة دوره القانوني وتحمل مسؤولياته الأخلاقية واتخاذ كل الوسائل لوقف آلة القتل وإنقاذ المدنيين. وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الإيطالي جوليو تيرتسي امس “إن قمع الأسد لمعارضيه له سمات جرائم حرب ويضر بأي فرصة للتفاوض”، واضاف “يرتكب النظام السوري جريمة ضد الانسانية كل يوم.. أقول ذلك بوضوح.. بعد العديد من هذه المذابح والجرائم التي تحمل سمات جرائم الحرب فإن النظام السوري يغلق جميع الأبواب أمام الحوار”. وأدان أوغلو ونظيره الإيطالي السلطات السورية لمنعها دخول قافلة الاغاثة الدولية إلى حي بابا عمرو، وقال “مع استمرار وحشية بهذه الشدة فإن منع وصول المساعدات الإنسانية أو عدم السماح بدخول ممثلي الأمم المتحدة لسوريا يشكل أيضا جريمة أخرى.. الحوادث التي وقعت مؤخرا في بابا عمرو وتلك التي وقعت في الزبداني قبل ذلك والحوادث السابقة التي وقعت في مدن أخرى أصبحت حملة مذابح منظمة يديرها جيش نظامي ضد شعبه”، وأضاف “تعودوا على التدخل مستخدمين الرصاص ضد المحتجين، والآن يقصفون المدن والناس بداخلها.. هذا غير مقبول حتى في ظروف الحرب”. وقارن اوغلو القتل في سوريا بالمجازر التي ارتكبت أثناء حرب البوسنة والهرسك في تسعينيات القرن الماضي، وانتقد مجلس الأمن الدولي لعدم اتخاذه موقفا أقوى بسبب حق النقض (الفيتو) الذي مارسته روسيا والصين، وقال “الصورة الحالية تصبح يوما بعد يوم أكثر شبها بالوضع في سراييفو وسربرنيتشا، ومن المؤسف أن غياب التوافق في المجتمع الدولي يشجع النظام السوري”. بينما قال تيرتسي “إن الأسد فقد الشرعية كزعيم وعليه أن يبحث شروط الخروج للمنفى مثلما فعل الرئيس اليمني علي عبد الله صالح مما يسمح بانتخاب زعيم جديد، واضاف “يجب أن يحدث تغيير.. الحل اليمني هو الحل الأكثر عملية”. من جهته، اعتبر وزير الخارجية البريطاني وليام هيج “ان رفض السماح بدخول المساعدة الانسانية المخصصة للمدنيين المتضررين من اعمال العنف في سوريا يدل على ان نظام الاسد اصبح مجرما”. وقال في مقابلة مع شبكة “سكاي نيوز” التلفزيونية البريطانية “ان رفض المساعدة الانسانية اضافة الى عمليات القتل والتعذيب والقمع في سوريا تدل على ان النظام اصبح مجرما”. واضاف هيج “لقد اعربنا عن احتجاجنا مباشرة لدى السلطات السورية بشأن سلسلة من المشاكل بما فيها دخول المساعدة الانسانية”، وتابع “نحاول ايضا بحث الموضوع في مجلس الامن، وهذا يعني العمل مع دول أخرى مثل روسيا والصين اللتين جمدتا مبادرات سابقة”، موضحا انه تباحث الجمعة مع نظيره الروسي سيرجي لافروف حول الموضوع. وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تحدث في وقت سابق عن تقارير مروعة عن الإعدام التعسفي والسجن والتعذيب وكذلك الخسائر المدنية الثقيلة أثناء هجوم الجيش السوري على حي بابا عمرو. وقال أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة “ان الحكومة السورية أخفقت في تحمل مسؤوليتها بحماية شعبها.. السكان المدنيون يتعرضون لهجمات عسكرية في عدة مدن”، واضاف “وقع هجوم كبير على حمص، ومن الواضح ان الخسائر البشرية ضخمة.. ما زلنا نتلقى تقارير مروعة عن عمليات إعدام من دون محاكمة واعتقالات تعسفية وتعذيب”. وقال بان كي مون “ان هذا الهجوم الوحشي مروع بشكل اكبر ان تشنه الحكومة بنفسها مهاجمة شعبها بشكل منهجي”. واضاف “إن مهمة المبعوث المشترك الجديد للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان ستكون أوسع وأكثر مرونة وستستند إلى القرار الذي تبنته الجمعية العامة”، مشدداً على أنه سيعمل على الحصول على وقف إطلاق النار وإنهاء العنف والمساعدة في التوصل إلى حل سياسي عن طريق الحوار. واعتلى السفير السوري في الامم المتحدة بشار الجعفري المنصة ليقول للجمعية العامة “ان تصريحات الامين العام تنطوي على لهجة خبيثة للغاية تقتصر على الافتراء على حكومة بناء على تقارير وآراء أو شائعات”، واضاف “ان المزاعم الزائفة تأتي من المعارضة او من أناس في الخارج أو أناس يعيشون في بلدان تعادي سوريا صراحة، والتقارير التي تتحدث عن وجود ازمة انسانية كاذبة تماما”. وفي ذات الجلسة، قالت السعودية على لسان مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عبد الله بن يحيى المعلمي “إن مجلس الأمن مطالب اليوم أكثر من أي وقت مضى بأن يمارس دوره القانوني ويتحمل مسؤولياته الأخلاقية وأن يبادر إلى الدعوة إلى وقف العنف، واتخاذ كل الوسائل الكفيلة بإيقاف آلة القتل السورية عند حدها وإنقاذ المدنيين المحاصرين في حمص وحماة وجميع المدن”. ودعت السعودية مجلس الأمن إلى إيصال المساعدات الطبية والإنسانية إلى المدنيين المتضررين وتأييد مهمة المبعوث الدولي والعربي كوفي عنان والعمل على التوصل إلى حل سياسي يضمن للشعب السوري حقه في الحياة الكريمة والرخاء والأمن. وقالت “إن دول مجلس التعاون الخليجي ترحب بحرارة بتعيين عنان مبعوثا خاصا يعكس اهتمام المجتمع الدولي بتسخير كل الطاقات في سبيل التوصل إلى حل للأزمة السورية ونهاية لمعاناة الشعب السوري الشقيق، وفقا لمبادرة جامعة الدول العربية ولقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة”. وأكدت أن دول مجلس التعاون على أتم استعداد لأن تكون في طليعة أي جهد مشترك يهدف إلى إنقاذ الشعب السوري”. من جهتها، دعت الولايات المتحدة كل الدول إلى إدانة الوحشية الرهيبة في سوريا بعد أن أكد الرئيس باراك أوباما أن أيام الأسد في السلطة باتت معدودة، وقال المتحدث باسم الرئاسة جاي كارني “أي شخص شاهد دقيقة واحدة من الفيديو الذي يصور الهجوم الوحشي الذي شنه نظام الأسد يدرك أنه لا يوجد سوى جانب واحد يستسهل إطلاق النار”. واضاف “ان اعمال العنف التي وقعت في مدينة حمص في اليومين الماضيين مشينة ومروعة ويجب ان تدينها دول العالم اجمع”. ودعا كل دول العالم الى الانضمام الى الجهود الدولية لاتخاذ اجراءات من اجل الحيلولة دون المزيد من اعمال العنف وقتل الشعب السوري. وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية فكتوريا نولاند “ان الوضع مروع”، مشيرة الى معلومات تتحدث عن استمرار القصف ونقص المياه والغذاء والإمدادات الطبية. واضافت “نأمل جميعا أن تبدأ المساعدة الانسانية التي قالت الحكومة السورية انها ستسمح بدخولها الى حمص بالتدفق، وان تستمر في ذلك وان يحصل الاشخاص الذين يعانون على بعض المساعدة التي يحتاجونها”. ودعت نولاند موسكو الى الضغط على نظام الاسد للتمكن من إيصال المساعدات الانسانية الى مناطق الازمة في سوريا، وقالت “نواصل الحوار على كل المستويات مع الروس في موسكو وفي نيويورك”. واضافت “ان الازمة الانسانية حادة جدا ونأمل بدوافع انسانية واخلاقية واحتراما للكرامة، ان تقوم روسيا بما يمكنها فعله لانهائها”.
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©