ارتفعت أسعار منتجات الألبان على الصعيد العالمي بما يقارب 17% في غضون فترة قصيرة للغاية، في بادرة مشجعة لقطاع بات يعاني انخفاض الأسعار وزيادة مخزون الأجبان والحليب المجفف. وبعد تراجعها لمستويات قياسية، بدأت الأسعار أخيراً في معاودة الارتفاع، في الوقت الذي اتجه فيه المزارعون لقتل قطعان الأبقار بغرض توفير المال وتقليل الفائض الحالي من الحليب.
وحقق مؤخراً مؤشر السعر التجاري لمنتجات الألبان، الذي يغطي مجموعة منها، ارتفاعاً بنحو 12.7%، هو الأعلى منذ نهاية أكتوبر 2015. وبلغ سعر الطن المتري في مزاد التجارة الدولية لمنتجات الألبان في نيوزيلندا 2731 دولاراً.
وقال ناثان بيني الخبير الاقتصادي في بنك «أيه أس بي» «يعتبر الانتعاش في المؤشر والمزاد، بمثابة تأكيد لصحة وجهة نظرنا في مساهمة عمليات تقليص الإنتاج على الصعيد العالمي، في رفع الأسعار. ومن المتوقع المزيد من الارتفاع في ظل استمرار خفض الإمدادات».
وبارتفاعها بنحو ثلاثة أضعاف في الفترة بين 2009 إلى 2014، تراجعت أسعار الحليب، بنحو النصف بداية 2016، في الوقت الذي زاد فيه المزارعون معدلات إنتاج الحليب بهدف الحصول على المزيد من العائدات، على خلفية توقعات بزيادة الطلب من الصين والشرق الأوسط. لكن زاد الوضع سوءاً عندما حظرت روسيا واردات المواد الغذائية من أميركا وأستراليا وكندا وأوروبا في أغسطس 2014، ما أثر على سوق منتجات الألبان وارتفاع كميات الفائض.
وفي غضون ذلك، انخفض إنتاج نيوزيلندا، أكبر مصدر لمنتجات الألبان في العالم، بنسبة قدرها 1.6% خلال السنة المنتهية بنهاية مايو 2016، بينما انخفض الإنتاج في أستراليا بنحو 2% في السنة المنتهية في 30 يونيو من العام نفسه. وفي أوروبا، ارتفع معدل الإنتاج السنوي بنسبة طفيفة، بيد أنه لم يبلغ مستويات بداية العام الماضي، وفقاً للبيانات الواردة من المفوضية الأوروبية.
ويقول دوج ستيل، الخبير الاقتصادي في بنك نيوزيلندا المركزي: «تساورنا شكوك حول إمكانية حدوث تراجع كبير في معدل إنتاج الحليب في نيوزيلندا. ومما لا شك فيه أن ذلك يضيف إلى الارتفاع الكبير الذي ناهز 18.9% في أسعار الحليب المجفف كامل الدسم. وتشكل هذه السلعة المصدر الرئيس لصادرات البلاد».
كما تراجع الإنتاج نظراً لاضطرار المزارعين، الذين يعمل معظمهم بأقل من سعر تكلفة الإنتاج، لإرسال الأبقار للمسالخ لذبحها بقصد رفع مستوى العائدات وخفض الإنفاق بدلاً من الاستمرار في حلبها. علاوة على ذلك، تم خفض عمليات التسمين التكميلية التي تساعد على زيادة معدلات الحليب أملاً في تقليص التكاليف.
وأميركا هي الدولة الوحيدة التي خالفت هذا التوجه الذي ساد خلال الفترة الأخيرة، بيد أن هناك دلالات تشير لإمكانية حدوث تراجع طفيف في الأسعار فيما يتعلق بالإنتاج في المستقبل. وخفضت وزارة الزراعة في البلاد، توقعاتها بشأن إنتاج العام الماضي، بنحو 0.2 مليار رطل إلى 212.4 مليار، نتيجة الانخفاض في قطعان الأبقار في المقاطعات.
ويلعب تحسن الطلب الصيني، أيضاً دوره في رفع الأسعار، حيث تعني الزيادة السريعة في الأسعار أحد العوامل المحفزة للمستثمرين.
نقلاً عن: «وول ستريت جورنال»
عدد اليوم
