قطاع الضيافة الأميركي يتجه إلى الدمج بين الإنترنت المجاني و المدفوع

يراوح الصراع بين الدخول ''المدفوع الثمن'' و''المجاني'' للإنترنت اللاسلكي بين الجانبين مثل بندول الساعة، إلا أن هناك خياراً ثالثاً أكثر احتمالاً للفوز على سابقيه، وهو الدمج بينهما· ويكمن أساس الصراع في رغبة المسافرين في الاتصال بشبكة الإنترنت بدون تكاليف مادية، فيما تبحث الفنادق والمطارات والمقاهي عن طريقة لدفع تكاليف شبكة الـ'.''Ea Gh' وتقنية "Wi-Fi" هي اختصار d`"Wireless Fidelity", أي البث اللاسلكي الفائق الدقة والسرعة هي التقنية التي تقوم عليها معظم الشبكات اللاسلكية اليوم، فهي تستخدم موجات الراديو لتبادل المعلومات بدلاً من الأسلاك والكوابل، وهي قادرة على اختراق الجدران والحواجز· ولكي يستطيع جهاز الكمبيوتر أن يتصل بشبكة ''واي-فاي'' أو ما يسمى بـ''النقاط الساخنة''Hotspots يجب تهيئته بدعم تقنية ''واي-فاي'' المتوفرة اليوم في معظم الأجهزة المحمولة، وعملية الاتصال بالإنترنت عن طريق واي فاي سهلة للغاية، فالبرمجيات التي تأتي مع البطاقة اللاسلكية تبحث أوتوماتيكياً في المجال من حولها عن نقطة ساخنة، فإن وجدتها فإن الإنترنت تصبح على مقربة كبسة زر· ويقول ''ديفيد بلومنفيلد'' نائب الرئيس الأول لشركة ''جي واير'' التي أصدرت في وقت سابق دليلاً على شبكة الإنترنت للنقاط الساخنة الموجودة: ''إن موقفنا هو أن نمنح خياراً للمستخدم، إنه ليس نقاشاً عن المجاني مقابل المدفوع، بل هو المجاني والمدفوع''· وتعد مقاهى ''ستاربكس'' المثال البارز على هذا النموذج؛ حيث أعلنت الشركة في شهر فبراير الماضي التحول إلى شركة ''أيه تي أند تي'' أكبر شركة للهاتف الجوال في الولايات المتحدة بدلاً من شركة ''تي- موبايل'' كمزود للإنترنت في مقاهيها بأميركا والتي يبلغ عددها 7000 مقهى· حيث أصبح بالإمكان في ظل شركة ''أيه تي أند تي'' أن يحصل العميل -الذي يستخدم بطاقة ستاربكس الخاصة مرة في الشهر- على ساعتين من الدخول المجاني للـ''واي-فاي'' كل يوم، وإلا ستبلغ تكلفة الاستخدام في نفس الفترة 3,99 دولار يومياً أو 19,99 دولار للدخول الشهري غير المحدد· وتشير سانجا جولد المتحدثة باسم ستاربكس أن المستخدمين يمضون ساعة تقريباً في الاتصال بالإنترنت، وعليه فإن منح ساعتين للدخول المجاني يعد ربحاً كبيراً للعملاء الذين يشترون بطاقة ستاربكس· وفيما يتعلق بقطاع الفنادق فقد تحولت سلسلة فنادق ''أومني'' التي دأبت على استعمال تقنية ''واي-فاي'' المجانية، إلى نظام التسعير المزدوج منذ 18 شهراً مضت، ويمكن الآن لمرتادي الفندق أن يحصلوا على دخول لاسلكي مجاني داخل غرفهم، وذلك بالتسجيل في برنامج أمني للزائر، وهو يظهر على شاشة الكمبيوتر عندما يحاول الزوار الدخول على الشبكة، والبديل الآخر هو الذهاب إلى ردهة الفندق حيث يكون الاتصال اللاسلكي مجانياً أو بدفع 9,99 دولار للاستعمال داخل الغرفة لمدة 24 ساعة· ويرى ريتشارد تودجي نائب رئيس قسم التكنولوجيا في فنادق أومني أن الاستخدام المتزايد للإنترنت هو السبب الرئيسي لهذا التغيير، وقال: ''لقد ارتفع عدد زوارنا المستخدمين للإنترنت من 12% مطلع 2003 إلى 46% بداية ،2008 وهذا يتطلب تطويراً دائماً لشبكة كل فندق''، وينهي تودجي حديثه بالإشارة إلى تفاعل الزوار مع هاتين الطريقتين، بقوله إن ثلثي زوار فنادق أومني اليوم قرروا التسجيل في برنامج الزائر، بينما الثلث الآخر فضلوا طريقة الدفع· ويعتبر ''أومني'' سلسلة فنادق صغيرة، ولذلك ليست هناك رؤية واضحة حول ما إذا كان هذا النموذج سينتشر إلى السلاسل الأكبر· وتقدم شركات فندقية مثل ''ماريوت'' خدمة ''واي-فاي'' بأسعار رمزية في الفنادق الصغيرة التابعة لها حيث عدد الغرف القليل والأسعار المنخفضة، في حين تكون الرسوم أعلى في الفنادق الكبرى· ويوضح جون وولف المتحدث باسم ماريوت أن الفندق يضم 1000 أو 1500 غرفة ليس كفندق يضم عدد غرف أقل من ذلك، حيث إن التعقيدات تزيد كلما زادت عدد الغرف، كما ترتفع تكاليف البنية التحتية سواء من ناحية إنشائها أو إصلاحها بين الحين والآخر، فضلاً عن الساعات الطويلة التي يقضيها الزائر داخل غرفته لتصفح الإنترنت، وهذا عكس المقاهي والمطارات حيث إن الجلسات بطبيعة الحال أقصر والوقت أقل· وتحول مطار دينفر الدولي بالولايات المتحدة في شهر نوفمبر الماضي من نموذج مدفوع الثمن إلى نموذج مدعم بالإعلان، مما دعم نمو الاستخدام، فمن 600 متصل في اليوم الواحد إلى أكثر من 5000 متصل· عن (نيويورك تايمز)