الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«إكس آركيتكتس» شركة هندسة معمارية تعرف كيف تلتقط الروح المحلية

«إكس آركيتكتس» شركة هندسة معمارية تعرف كيف تلتقط الروح المحلية
24 مارس 2018 21:01
ريم البريكي (أبوظبي) دخل أحمد آل علي وفريد إسماعيل، مؤسسا «إكس آركيتكتس»، ميدان العمل منذ نحو 15 عاماً، تطورا خلالها تطوراً كبيراً لمواكبة السوق، ومرا بظروف صعبة وأخرى جيدة خلال رحلتهما المهنية، التي لم تكن سهلة، حيث كانا يسعيان إلى خلق مكانة لنفسيهما في سوق مزدحم بالفعل، ما دفعهما أحيانًا إلى التنافس مع شركات دولية كبيرة، إذ من المهم لأي شركة هندسة معمارية أن تبني لها تميزاً من خلال بناء مجموعة من المشروعات الفريدة. وكانت لحظة الاعتراف بهما عندما حصلا على جائزة محمد بن راشد آل مكتوم لابتكار الأعمال. وكان الحجر الأخير في بناء سمعتهما ومكانتهما في السوق عندما دُعيا لإلقاء محاضرة بجامعة هارفارد في سلسلة «بعد الظلام: المناظر الطبيعية الليلية والمساحات العامة في شبه الجزيرة العربية». وأسس المهندسان الصديقان شركتهما عام 2003، التي يعمل بها حالياً نحو 40 موظفاً، على أساس أن التصميم عملية إبداعية. وأوضحا: «كنا ندرس الهندسة المعمارية، ونناقش دائماً فكرة إنشاء شركتنا الخاصة، وكان لدينا فلسفة تصميم محددة أردنا تنفيذها. في ذلك الوقت، كان المجال العقاري مزدهراً في دولة الإمارات، وتحديداً هنا في دبي، وظهر أسلوب دولي جديد في الهندسة المعمارية، وكنا نعلم أننا لا نريد أن نتجه في هذا الطريق، لذلك اخترنا نهجاً لتصميم موجه أكثر للثقافة المحلية». وأكدا: «كنا واثقين أننا لا نريد ممارسة التصميم الهندسي ممارسة تجارية بحتة، أردنا أن يكون لدينا إحساس بالجوانب الثقافية والاجتماعية والبيئية للمشروع. وهذا ما دفعنا إلى محاولة فهم ما كانت عليه الهندسة المعمارية، سواء كانت تتعلق بالتاريخ الأطول للبيئة المبنية أو التاريخ الحديث لها. وقد جذبنا بشدة مدى حساسية المباني لطريقة المعيشة، والعلاقة بين البشر والبيئة». واختارت «إكس آركيتكتس»، التي كان «مصدر التمويل الأول لها مبلغاً تم توفيره بجهود شخصية»، التوجه إلى صندوق خليفة، الذي «لعب دوراً رئيسياً في النمو الشامل للشركة»، لأن «حصول الشركة على عقد رئيسي يتطلب وجود استثمار كبير لإنشاء الفريق المناسب للمشروع، وهذا هو الدعم الذي قدمه الصندوق، ما ساعده في رفع قدرة الشركة، وانتقلنا بفضله إلى مستوى آخر من النمو». وقال أحمد آل علي: «نبذل قصارى جهدنا لتحقيق أهداف مشروعاتنا، ولا يتوقف الأمر عند إنجاز هذه المهمة، ولكن عند تحقيق الغرض الرئيس منها، وتعد العمارة وصناعة البناء والتشييد بشكل عام أحد المهن الأكثر طلباً التي تدفع المرء للعمل الشاق المستمر، ونركز، باعتبارنا مؤسسَي شركة إكس آركيتكتس، على ما نقوم به على أفضل وجه بما يتماشى مع الرغبات والتحديات المعاصرة، حيث نبدأ كل عملية تصميم بالرجوع إلى تاريخ وثقافة المنطقة المحيطة، ومعرفة كيفية التقاط الروح المحلية والعمل بما يتماشى مع المناظر الطبيعية وتراث الموقع. وفتح هذا النهج فرصاً فريدة والدخول في مشاريع رئيسة. فعلى سبيل المثال، خلال مشروع مركز واسط للأراضي الرطبة، كنا نعلم أن الشارقة تريد حقًا الحفاظ على تاريخها الطبيعي وتوثيقه، وكنا نعلم أنهم يريدون عرض تاريخ الأراضي الرطبة في هذا الجزء من العالم وكشف مدى ثرائها للشعب. وكانت فرصة لبناء هيكل يعطي العلماء والباحثين والخبراء الأدوات والبنية التحتية التي يحتاجونها للبدء بحماية البيئة والحفاظ عليها». ولكن هذه ليست بالعملية السهلة أن تتجول في التاريخ وتستلهم قديماً وتجدده ليناسب روح العصر، وقال فريد إسماعيل: «يمثل البحث جزءاً مهماً من كل مشروع وهذا هو الأساس الرئيس الذي تعتمد عليه عملية التصميم، ولا نتبع بالضرورة الاتجاهات العالمية كمولد لتصميم جديد. نبدأ العملية بفهم المكان، بيئته وتاريخه وثقافته وفهم الاقتصاد والجغرافيا وغير ذلك. وعندما نفهم كل هذه القوى الكامنة في مكان معين، نبدأ في الاستجابة لهذا بطريقة خلاقة ويصبح التصميم استجابة لمكان وبيئة معينة. وبطبيعة الحال، عندما ترغب في الإشارة إلى مكان وتاريخ معين، لا ينبغي عليك نسخ ولصق التاريخ، ولكن حاول الاستلهام من ذلك من خلال تصميم شيء أكثر استجابة لهذا الوقت من المجتمع وللطريقة التي يعيشها الناس في الوقت الحاضر، وللطريقة المتكاملة من الناحية التكنولوجية». وعن توظيف التكنولوجيا في إعادة وتشكيل آلية العمل في مشروعهما الذي يرتبط ارتباط وثيقاً بالتطور الدائم، قال فريد إسماعيل: «نؤمن بأن التكنولوجيا مورد تكميلي يلعب دوراً حاسماً في توجيه العملية الإبداعية، فهي تساعد على بناء استراتيجية الابتكار وتعطيك ميزة السبق والصدارة. وتعتبر التكنولوجيا محركاً مهماً لنمونا الاقتصادي لأنها تعزز الجودة وتخفض الأسعار. وتلعب التكنولوجيا في سوق عالمي تتزايد فيه المنافسة دوراً ضرورياً لضمان وضع تنافسي قابل للاستمرار». وحول أحدث أنشطة الشركة قال فريد إسماعيل: «نعمل الآن على مشروعات عدة بما في ذلك بعض مشاريع الترميم للمناطق الجميلة مع توسيعات معاصرة جداً، ومشاريع إسكان في الدوحة والسفارة الإماراتية في الدوحة، وخطة رئيسة في مكة المكرمة. ونتحرك بالفعل في هذا الاتجاه مع العديد من المشاريع في أنحاء منطقة الخليج، ونعتزم استكشاف الأسواق الدولية في القريب العاجل». أما ما يأمل فيه المهندسان الصديقان فهو «أن نتعاون قريباً مع معرض إكسبو 2020 ليكون جزءاً من التراث المستدام».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©