الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

زعيم المعارضة السورية يتفقد مدينتين في ريف حلب

زعيم المعارضة السورية يتفقد مدينتين في ريف حلب
4 مارس 2013 00:34
عواصم (وكالات) - تفقد زعيم الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد معاذ الخطيب، صباح أمس، مدينتي منبج وجرابلس بمحافظة حلب، في زيارة لبضع ساعات، رمت إلى تعزيز العلاقات بين ائتلاف المعارضة الرئيسي والناشطين والمقاتلين بالداخل، كما تفقد الأوضاع المعيشية للسكان، قبل أن يغادر عائداً إلى تركيا. من جهته، قال الرئيس بشار الأسد إنه مستعد للتفاوض حول إنهاء الأزمة المتفاقمة مع المقاتلين المعارضين «الذين يسلمون سلاحهم»، مجدداً رفضه التنحي عن السلطة ومحاورة من وصفهم بـ«الإرهابيين»، مؤكداً أن تنحيه عن السلطة لا يحل الأزمة. كما هاجم الأسد في مقابلة مع صحيفة «صنداي تايمز» أمس، بريطانيا قائلاً إنها تلعب «دوراً غير بناء في منطقتنا في عدد من القضايا منذ عقود، والبعض يقول منذ قرون»، مضيفاً «المشكلة مع الحكومة البريطانية هي أن خطابها السطحي وغير الناضج، يبرز فقط هذا الإرث من الهيمنة والعدائية». وتساءل الأسد «كيف يمكن أن نتوقع منهم تخفيف حدة العنف، في حين أنهم يريدون إرسال معدات عسكرية لـ (الإرهابيين) ولا يحاولون تسهيل الحوار بين السوريين؟». من جهته، أكد وزير الخارجية البريطاني وليام هيج أمس، أن الرئيس الأسد «يعيش في الأوهام» لأنه لا يستطيع أن يرى أن يديه ملطختان بالدماء التي تسفك في بلاده، قائلاً إنه سيعلن هذا الأسبوع تقديم مزيد من المساعدات للمعارضة السورية على شكل معدات «غير قتالية» دون أن يستبعد احتمال تسليح مقاتلي المعارضة السورية في المستقبل. وبحسب ما ذكر مسؤول في المجلس الوطني السوري أحد أبرز مكونات المعارضة، رافضاً كشف هويته «دخل معاذ الخطيب سوريا للمرة الأولى منذ تعيينه زعيماً للائتلاف وزار مدينتي منبج وجرابلس لبضع ساعات قبل أن يغادر» عائداً إلى تركيا. وفي شريط فيديو بثته تنسيقية مدينة جرابلس على موقع يوتيوب بشبكة الانترنت، يمكن مشاهدة الخطيب وهو «يتجول في شوارع مدينة منبج»، بحسب ما يقول المصور. وظهر الخطيب محاطاً بمجموعة رجال وهو يسير على رصيف تحده محال تجارية من جهة وطريق تمر فيه سيارات من الجهة الأخرى، وتسمع أصوات أبواق السيارات، وتبدو الحركة طبيعية، ويمر قربه أشخاص كأنهم لم يتعرفوا إليه. ثم يستوقفه أحدهم أمام «مكتب نور الرحمن للنقل» ويقبله، مما يثير انتباه آخرين يبدأون بالتقدم نحوه لمصافحته أو تقبيله. وبدا الخطيب هادئاً ومبتسماً، ولم يدل بأي كلام، بينما كان البعض يلتقط له صوراً. وأوضح المصدر نفسه، أن الزيارة أحيطت بالكتمان «لأسباب أمنية». وقال إن الخطيب «زار المنطقة ليطمئن إلى أحوال الناس، ويناقش أوضاعهم المعيشية». وذكر أن رئيس الائتلاف التقى مسؤولين محليين وناقش معهم انتخابات مجلس محافظة حلب في غازي عنتاب بتركيا». وأوضح المسؤول في المجلس الوطني أن «الناس في المناطق المحررة يعيشون في ظروف صعبة، وزيارة الخطيب تندرج في إطار الجهود المبذولة لتحسين أوضاعهم». ويفترض أن ينتخب مندوبون تم اختيارهم عن 5 مناطق بمحافظة حلب في غازي عنتاب، مجلس محافظة يتولى إدارة شؤون المواطنين اليومية. وهي أول انتخابات على هذا المستوى في سوريا ينظمها معارضون. ونقل الائتلاف في صفحته على موقع فيسبوك أن الخطيب زار منبج وجرابلس «والتقى فيهما عدداً من وجهاء المدينة ونشطاء الثورة ثم قابل رؤساء وأعضاء الهيئة الشرعية ومجلس القضاء، كما استطلع أحد معسكرات الجيش الحر والتقى فيه عدداً من القادة الميدانيين والعسكريين وأطلع على استعداداتهم وجهودهم لنشر الأمن في المدينة». وذكر مساعد لزعيم المعارضة أن الخطيب زار المدينتين اللتين يسيطر عليهما مقاتلو المعارضة في حلب في رحلة تستهدف تقوية العلاقات بين ائتلاف المعارضة الرئيسي والمعارضين داخل سوريا. وأضاف لـ”رويترز” أن الخطيب دخل شمال سوريا قادماً من تركيا. وقال المساعد إن «الشيخ الخطيب دخل سوريا لتعزيز العلاقات مع الداخل بصفته قائداً للثورة». وقالت صفحة الخطيب على موقع الفيسبوك إنه استطلع أحد معسكرات الجيش الحر والتقى فيه بعدد من القادة الميدانيين والعسكريين. وشارك الخطيب في وقت سابق في اجتماع بمدينة غازي عنتاب جنوب تركيا ضم أكثر من 220 من قادة المقاتلين. وقام عدد من أعضاء الائتلاف الوطني في السابق بزيارات إلى مناطق الشمال السوري التي تسيطر عليها المعارضة. وجدد الأسد رفضه التنحي قائلاً رداً على سؤال عن الدعوة إلى التنحي التي وجهها إليه وزير الخارجية الأميركي الجديد جون كيري بقوله «رسالتي ليست فقط لكيري بل لأي شخص يريد التحدث بشأن الأزمة السوري وهي أن السوريين وحدهم هم من يمكن لهم أن يقولوا للرئيس ابق أو أرحل، تعال أو اذهب، ولا أحد غيرهم». شدد الأسد بقوله «لو كان هذا صحيحاً، من شأن رحيلي أن يضع حداً للقتال..من الواضح أن هذا تفكير سخيف، بدليل السوابق في ليبيا واليمن ومصر». وأضاف «لا يمكن لأي إنسان وطني أن يفكر بالعيش خارج وطنه. أنا كسائر المواطنين السوريين». وجدد الأسد استعداده للتحاور مع المعارضين المسلحين وقال «نحن مستعدون للتفاوض مع أي كان، بما في ذلك المقاتلون الذين يسلمون سلاحهم»، مضيفاً «يمكننا بدء حوار مع المعارضة، لكن لا يمكننا إقامة حوار مع الإرهابيين». وانتقد الأسد الدول الغربية، لا سيما بريطانيا التي أعلنت تأييدها رفع الحظر عن تسليح المعارضين السوريين. وقال «المشكلة مع الحكومة البريطانية هي أن خطابها السطحي وغير الناضج يبرز فقط هذا الإرث من الهيمنة والعدائية»، متسائلًا «كيف يمكن أن نتوقع منهم تخفيف حدة العنف، في حين أنهم يريدون إرسال معدات عسكرية إلى الإرهابيين ولا يحاولون تسهيل الحوار بين السوريين؟». وقال «إذا كان أحد يريد بصدق وأشدد على كلمة بصدق، أن يساعد سوريا وأن يساعد في وقف العنف في بلدنا، يمكنه القيام بأمر واحد هو الذهاب إلى تركيا والجلوس مع رئيس وزرائها رجب طيب أردوغان ويقول له (توقف عن تهريب الإرهابيين إلى سوريا.. توقف عن إرسال الأسلحة وتأمين الدعم اللوجستي لأولئك الإرهابيين)... وأن يذهب إلى دولتين بالمنطقة ويقول لهما توقفا عن تمويل الإرهابيين في سوريا». كما جدد الرئيس السوري تحذيره من تداعيات «اللعب بخط التماس” السوري على «سائر أنحاء الشرق الأوسط». وقال «لقد قلت مراراً أن سوريا هي بمثابة خط تماس جغرافياً وسياسياً، واجتماعيا، وأيديولوجياً، ولذلك فإن اللعب بهذا الخط سيكون له تداعيات خطيرة في سائر أنحاء الشرق الأوسط»، مشدداً على أن «القاعدة وأيديولوجيتها تشكل تهديداً وخطراً ليس فقط على سوريا بل على المنطقة بأسرها». واتهم الأسد فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة بأنها «تدعم الإرهاب في سوريا بشكل مباشر أو غير مباشر، عسكرياً أو سياسياً». وعلق وزير الخارجية البريطاني أمس، على تصريحات الأسد، قائلاً في مقابلة مع تلفزيون «بي بي سي» إن «هذا الرجل يقود... مذبحة». وأضاف وليام هيج «الأسد يعتقد، وتقول له الدائرة الضيقة المحيطة به، إن كل ما يحدث هو مؤامرة دولية، وليس ثورة حقيقية من شعبه». وأشار إلى إن المقابلة الصحفية مع الأسد «ستصنف على أنها أكثر المقابلات المتضمنة للأوهام التي يدلي بها رئيس دولة في هذا العصر». وأكد هيج أنه سيعلن الأسبوع الحالي عن المزيد من المساعدات التي ستقدمها بلاده إلى المعارضة السورية على شكل معدات غير قتالية، دون أن يستبعد احتمال تسليح مقاتلي المعارضة السورية في المستقبل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©