الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أوباما ··· هل هو مرتد؟

20 مايو 2008 02:04
لا بد أن ''أسامة بن لادن'' يضحك في سره الآن في ملاذه الآمن، لأن حملة انتخابات الرئاسة الأميركية عام ،2008 يمكن أن توفر لتنظيم القاعدة الذي يقوده أداة دعائية هائلة هي: أن الرئيس ''باراك حسين أوباما'' مسلم مرتد! وفكرة أن السيناتور ''أوباما'' -وهو ابن أب مسلم وأم مسيحية مثلي تماما- يصر على أنه لم يكن مسلما قبل أن يصبح مسيحيا، هي فكرة غير ذات بال بالنسبة لـ''بن لادن''، الذي يرى أن ''أوباما مرتد عن الفطرة'' وهو أسوأ أنواع الردة، فبحكم دراستي للدين الإسلامي في مدارس باكستان، التي نشأت وترعرعت بها، فإنني أعرف أن المسلمين يؤمنون بأن كل إنسان يلد مؤمنا بالفطرة، لأن الله ينعم عليه بدين الحق وهو الإسلام، والنوع الثاني من الردة في الإسلام هو ''الردة عن الملة'' وذلك عندما يتحول شخص إلى الإسلام ثم يرتد عنه مرة ثانية· وفقا للشريعة الإسلامية، فإن أبناء الأب المسلم -حتى إذا لم يكن يؤدي فروض الصلاة مثل والد أوباما- وبصرف النظر عن ديانة أمهم، يصبحون مسلمين تلقائيا، ولذلك فإن معظم المسلمين في العالم يؤمنون أن أبناء الأب المسلم هم مسلمون، وهو ما يعني أن ''باراك أوباما'' إذا ما أصبح قائدا عاما للقوات المسلحة الأميركية، فإن هناك احتمالا كبيرا لأن يقوم تنظيم القاعدة باستغلال ذلك إعلاميا من خلال الزعم بأن هناك مسلما مرتدا يقود الحرب العالمية على الإرهاب، وهو زعم يمكن أن يساعد على استقطاب المتعاطفين مع القاعدة، ودفعهم للعمل من أجل تحقيق أهدافها· علينا أن نتذكر هنا أن هدف القاعدة النهائي هو بعث الخلافة الإسلامية وتوسيع ''دار الإسلام''، وأن الوصول إلى هذا الهدف يتطلب خوض حرب طويلة ضد غير المسلمين، أو حتى ضد المسلمين الذين لا يقاسمونها رؤيتها الوهابية، وعلى الرغم من أن ''أسامة بن لادن'' لا يزال يحظى بتأييد كبير باعتباره رجلا على استعداد -في نظر الكثيرين- للتصدي لحل مشكلات المسلمين ومعالجة همومهم، إلا أن معظم هؤلاء المسلمين يمقتون أساليب تنظيمه الإرهابي، التي تستهدف الأبرياء في المقام الأول· ولكن وجود مسلم مرتد على رأس دولة مثل أميركا سيصب من دون شك في مصلحة التنظيم، الذي يبذل في الوقت الراهن جهودا حثيثة لاستقطاب مجاهدين، لأنه سيكون بمثابة تعزيز إعلامي لمهمته، إن أي أحد يقرأ بيانات ''القاعدة'' سيلاحظ ذلك الكم الكبير من المرات التي يوجه التنظيم فيها اتهامات لا أساس لها بالردة ضد مسلمين يعارضون رسالته، أو أسلوبه في العمل، وهذا في حد ذاته يمكن أن يفسر لماذا سيصبح ''أوباما'' هو ''مرشح الأحلام'' بالنسبة للقاعدة· فبمجرد وصمه بالردة، فإن الرئيس ''أوباما'' سيواجه صعوبات جمة في مجال السياسة الخارجية، وخصوصا فيما يتعلق بالحرب على الإرهاب، حيث سيجد نفسه بين خيارين أحلاهما مر: الأول، أن يخفف من استراتيجية الولايات المتحدة في العمل ضد القاعدة ومنظريها حتى لا يتم اتهامه بأنه مسلم مرتد، أما الثاني فهو أن يتصرف بحزم وصرامة من أجل التصدي للتهديدات الإرهابية، وتحقيق المصالح الوطنية الأميركية وهو ما ستتخذ منه القاعدة دليلا على صحة دعواها بأنه مسلم مرتد· الخلاصة هي، أن رئاسة ''أوباما'' على الرغم من أنها يمكن أن تكون جيدة محليا، إلا أنه يمكن أن تترتب عليها أصداء خطيرة في مجال السياسة الخارجية، خصوصا في الوقت الراهن الذي تتعرض فيه الولايات المتحدة إلى انكشاف خطير في سوق النفط العالمية· حتى الآن التزمت ''القاعدة'' الصمت بشأن ترشيح أوباما، ولكن ذلك قد يرجع إلى أن قادة التنظيم يتعمدون ذلك، انتظارا لتنصيبه رسميا، حتى يقوموا بوصمه بأنه مرتد عن دين آبائه؛ لذلك يجب ألا تنتاب أحد منكم الدهشة عندما أقول إن ''بن لادن'' ربما يدعو ربه الآن من أجل فوز أوباما في انتخابات نوفمبر· شيرين بوركي أستاذة مساعدة للعلوم السياسية في جامعة ماري واشنطن- فرجينيا ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©