الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

المحتجون يصدون هجوماً للقوات الليبية في 4 مدن

المحتجون يصدون هجوماً للقوات الليبية في 4 مدن
7 مارس 2011 00:24
صعدّت القوات الليبية الموالية لنظام العقيد معمر القذافي في اليوم الـ20 لحركة الاحتجاج الدامية، من هجومها المضاد أمس في محاولة لاستعادة زمام المبادرة على الميدان، مستهدفة طرد المحتجين من مصراته وطبرق وبن جواد القريبة من رأس لانوف النفطية الاستراتيجية، فيما استمرت عمليات الكر والفر بين المناوئين والمؤيدين للنظام في الزاوية لليوم الثالث على التوالي. وفيما شهدت تلك المحاور قتالاً ضارياً أمس، تضاربت الأنباء بشأن نتائج الهجوم الحكومي المضاد. واستيقظت العاصمة طرابلس أمس على دوي رصاص من مدافع رشاشة احتفالاً بما وصفته الحكومة بـ»انتصارها على المحتجين المناهضين للنظام في مدن رئيسية بأنحاء البلاد»، بعد إعلان قناة «الليبية» التلفزيونية المقربة من سيف الإسلام القذافي عن استعادة رأس لانوف ومصراته وطبرق الخاضعة للمحتجين، وفي طريقها إلى بنغازي ثاني أكبر المدن الليبية. غير أن مصادر متطابقة من سكان وشهود ومعارضة، أكدت صد الهجوم الحكومي على طبرق ومصراته والزاوية، بينما تمكنت قوات الزعيم الليبي مدعومة بالطائرات المقاتلة، من إجبار المعارضة المسلحة، على التقهقر من بلدة بن جواد الواقعة على بعد 30 دقيقة من رأس لانوف النفطية الاستراتيجية، لتوقف زحفها نحو سرت مسقط رأس القذافي. وقد أعلنت قناة “الليبية” والتلفزيون الرسمي صباح أمس، أن القوات الموالية للعقيد القذافي سيطرت على مدن رأس لانوف ومصراته وطبرق وفي طريقها إلى بنغازي معقل الثوار، وعرضت لقطات لتظاهرات ابتهاج في طرابلس وسرت، مسقط رأس القذافي، وسبها جنوب البلاد، إلا أن الثوار نفوا على الفور أن تكون قوات القذافي استعادت المدن الثلاث، واستناداً لمراسلي “فرانس برس” فإن المحتجين كانوا صباح أمس يسيطرون على رأس لانوف التي تعرضت لغارتين، واحدة استهدفت معسكراً للمحتجين والأخرى نقطة مراقبة، إلا أنهما لم تسفرا عن ضحايا وفقاً للمعلومات الأولية. وقال أحد المسلحين يدعى عبد الشريف “سقط صاروخان، لكنهما لم يخلفا جرحى ولا خسائر”. وبدت حفرتان قطرهما مترين على بعد 20 متراً تقريباً من الطريق و50 متراً عن نقطة التفتيش، وأطلق المسلحون النار من بطاريات مضادة للطيران، وأكد المحتجون أنهم ما زالوا يسيطرون على هذه المدينة النفطية، وقال بشير المغربي أحد قياديي المحتجين في رأس لانوف “القذافي قال إنه استعاد رأس لانوف، لكننا هنا وليس هنا فقط، بل هناك أيضاً”، مشيراً إلى غرب من المدينة. في المقابل، أرغمت المعارك المحتجين على الانسحاب من بن جواد، على بعد نحو 100 كلم شرق سرت ونحو 30 كلم غرب رأس لانوف، حيث أعلنت أنها تريد تحديد “خط الدفاع” عن هذه المدينة. وقال المقاتل عقيل الفارسي “لقد انسحبنا من بن جواد”، مضيفاً “ستكون رأس لانوف خطنا الدفاعي، تمكن بعضنا السبت من الوصول أبعد من بن جواد، لكن مسلحين تسللوا إلى المدينة ليلاً وهم على السطوح”. وروى فتحي الجداف أن قوات القذافي قامت في الساعة الثالثة صباحاً بـ”طرد النساء والأطفال واحتلت منازلهم”. موضحاً أن “النساء كانوا ينبهون المحتجين”. واستناداً إلى أحد الأطباء، فإن معارك بن جواد أمس، أوقعت قتيلين وما بين 40 إلى 50 جريحاً. وكان يدور قصف مدفعي بالقرب من هذه القرية مساء أمس. وذكر قائد للمحتجين شرق ليبيا أمس، إن قواته تقدمت غرباً وتسيطر الآن على بلدة النوفلية. وأدلى بشير عبد القادر بذلك في مؤتمر صحفي. وتقع بلدة النوفلية غربي بن جواد التي سيطر عليها المحتجون أمس الأول قبل تقهقرهم صباح أمس. وبذلك يكون المحتجون اقتربوا خطوة أخرى من سرت. كما نفى المحتجون أيضاً أن يكونوا فقدوا طبرق. وقال فاتح فرج عضو “المجلس الثوري” في هذه المدينة “هذا ليس حقيقياً، المنطقة من أجدابيا وحتى الحدود مع مصر خاضعة لسيطرتنا”. وأكد المهندس فتحي فرج المكلف الإعلام في المجلس أنه انتقل إلى “وسط الميدان وأن الخبر كذب وما فيه ذرة من الصحة والحياة طبيعية”. وقد أعلن التلفزيون الليبي الرسمي صباح أمس، أن قوات العقيد القذافي سيطرت على طبرق أقرب كبرى المدن الليبية إلى الحدود المصرية. وقال التلفزيون إنه تم “تحرير طبرق من العصابات الإرهابية”، وذلك بعد أن أعلنت قناة “الليبية” القريبة من سيف الإسلام القذافي نجل الزعيم الليبي أن القوات الحكومية سيطرت على مدينتي رأس لانوف النفطية ومصراته. وفي مصراته، ثالث مدن البلاد وتقع على بعد 150 كلم من طرابلس، قال أحد السكان إن المدينة تحت سيطرة المحتجين وتتعرض حالياً لهجوم حكومي بالأسلحة الثقيلة. وأكد المجلس الوطني الليبي المعارض أن قوات المعارضة المسلحة صدت القوات الموالية للقذافي في مصراته والزاوية أمس، وصارت المدينتان “محررتين” الآن. وقال متحدث في مؤتمر صحفي في بنغازي إن جميع المدن في شرق البلاد ما زالت محررة. وأكد مقيم في مصراته أن المعارضة المسلحة صدت هجوم القوات الحكومية، متحدثاً عن أسر 20 جندياً حكومياً، قبل أن تتراجع “كتائب النظام إلى القاعدة الجوية”. في حين أكد طبيب في مستشفى محلي مقتل 18 على الأقل وإصابة كثيرين في معارك بالمدينة أمس. وكان تلفزيون “الليبية” القريب من سيف الإسلام القذافي أعلن في وقت سابق أن القوات الحكومية استعادت السيطرة على مصراته. وتابع المقيم “أسر الثوار 20 جندياً وغنموا دبابة، وباتت البلدة الآن تحت سيطرة الشبان بصورة كاملة”. وقال الطبيب لـ”رويترز” في اتصال هاتفي إن 18 شخصاً على الأقل بينهم طفل رضيع، لقوا حتفهم بالمعارك في المدينة أمس، بينهم معارضون مسلحون ومدنيون. وأضاف “عدد القتلى ليس نهائياً.. لدينا أيضاً 38 إصابة..لا يمكنني إحصاءهم”. وكان سكان وشهود في مصراته قالوا في وقت سابق أمس، إن القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي تستخدم نيران المدفعية الثقيلة والأسلحة الرشاشة والدبابات في هجوم على البلدة الواقعة على بعد 150 كيلومتراً شرق طرابلس، مبينين أن الدبابات تطلق قذائف قرب مقر الإذاعة وسط المدينة التي يسيطر عليها المتمردون. وقتال أمس هو أكثر الجهود تنسيقاً من قبل القوات الحكومية لاستعادة المدينة، وهي أكثر البلدات سكاناً ووقعت منذ أكثر من أسبوع تحت سيطرة المحتجين المناهضين للقذافي خارج المنطقة الشرقية، حيث يفرضون سيطرتهم بالكامل. وذكر شهود في مصراته أن الهجوم تقوده وحدات ميليشيا يقودها خميس نجل القذافي. وقال ساكن يدعى محمد “قتال شرس للغاية يدور الآن عند المدخل الغربي للبلدة، اندلع القتال بعد هجوم شنته ألوية تابعة لخميس”. واستطرد “يدمرون كل شيء يجدونه، يستخدمون نيران مدفعية ودبابات، المحتجون يبذلون قصارى جهدهم لمنعهم من الوصول إلى وسط البلدة”. وقال سكان “هناك مناوشات فقط على مشارف المدينة واشتباكات حول المطار وعند قاعدة جوية قرب المدينة”. من جانب آخر، أكد متحدث باسم المحتجين الليبيين لرويترز أمس، أن القوات الموالية للزعيم الليبي شنت هجوماً جديداً على بلدة الزاوية التي يسيطر عليها المحتجون والواقعة على بعد 50 كيلومتراً غرب العاصمة، لكن المحتجين صدوا الهجوم. وقال يوسف شاقان المتحدث باسم المحتجين “هذا الصباح كان هناك هجوم جديد أكبر من هجوم الأمس (السبت). نشب قتال لمدة ساعة ونصف الساعة...قتل شخصان من جانبنا وأصيب كثيرون...الوضع هادئ الآن”. وفي يوم ثان من القتال الضاري من أجل السيطرة على الزاوية، تراجعت القوات الحكومية إلى مشارف البلدة، لكنها في وقت لاحق شنت هجوماً مضاداً. وكان المحتجون أعلنوا أنهم صدوا أمس الأول هجومين للقوات الموالية للقذافي التي استخدمت الدبابات والمدفعية لاستعادة البلدة الاستراتيجية. وفي طرابلس نظمت السلطات تظاهرة دعم للعقيد القذافي للاحتفال بـ”النصر”، قام خلالها رجال شرطة وميليشيات بإطلاق النار في الهواء تعبيراً عن الفرح. وقال جندي “لقد ربحنا والقاعدة رحلت”. وفي الساحة الخضراء، تجمع ما بين 4 آلاف إلى 5 آلاف من أنصار القذافي في تظاهرة أكدوا أنها “عفوية”. وبدت المدينة منقسمة، حيث بدا الخوف على وجوه الناس في حي تاجوراء الذي يقطنه أبناء الطبقة العاملة ويمثل إحدى نقاط التمرد ضد القذافي بالعاصمة. وقال بائع يدعى فوزي “سينتهي القذافي خلال أسبوعين”. وأشار إلى آثار 8 طلقات على بوابة منزله وقال إن الميليشيات الموالية للقذافي هي من أطلقتها قبل أيام أثناء حملة لقمع احتجاج. وقال “لا أعرف عن أي شيء يحتفلون. إنه أمر مخيف”.
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©