الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الأندية ترفع الراية البيضاء أمام الكرة

الأندية ترفع الراية البيضاء أمام الكرة
20 مايو 2008 02:18
طالما أن الحديث عن الهوية وتأصيلها فلا شك أن الملف الثقافي والاجتماعي يعتبر من أهم الملفات، باعتباره القالب الذي يصون الهوية ويحفظها، وفي هذا الإطار تبدو الأندية الرياضية في قفص الاتهام بعد أن تخلت تماما عن هذا الدور، وباتت اللافتات الموضوعة فوقها تشير إلى أن نادي كذا هو ''الرياضي الثقافي'' ليست إلا لوحات من زمن فات لأن الحقيقة مخالفة تماما لواقع الأمر، والثقافة في الأندية اليوم تعني ''الكورة'' تلك الساحرة التي خطفت الألباب والعقول، خطفت الأندية أيضا حتى نسيت دورها الذي من المفترض أنه يصب في صالح المجتمع· أيضا الأندية متهمة بأنها بلا دور اجتماعي، بل إن الحديث عن هذا الدور في الوقت الحالي قد يبعث على الضحك، بالرغم من أهمية النشاط الاجتماعي في تأصيل الهوية وتكريسها وتعزيزها، فهو السبيل للتواصل ولقاء أبناء الوطن في ناديهم وممارسة أنشطة اجتماعية تعزز من ارتباطهم وتصون هويتهم وتحفظها· وبالإمكان القول إن التخلي عن هذين الدورين ليس قاصرا على أندية الإمارات وحدها، فقد أصبح شأن الكثير من الأندية في العالم كله، لكن الصورة هنا تبدو أكثر وضوحا، بعد أن تخلت الأندية ورفعت '' الراية البيضاء'' تماما في هذا الجانب وأعلنت نفسها مغلقة أمام'' الكورة'' ولا شيء سواها· في البداية ترى مريم الفزاري رئيس قسم الاجتماع بمركز التأهيل الطبي أن هذه القضية تعد من أكثر القضايا التي يجب أن يتصدى لها المجتمع كافة ومن بين فئاته الوسط الرياضي، مشيرة إلى أن طرحها في عام الهوية يأتي لكونها من دعائم تعزيز هذه الهوية وتأصيلها، وأن الأندية عليها دور كبير بوصفها من البيئات الحاضنة المهمة والتي تحظى بإقبال مختلف الفئات والأعمار، وقد يسقط التوجيه والتثقيف في مرحلة من المراحل، وهنا بإمكان الأندية أن تكون حائط صد قويا ومتينا· أضافت أن الإقبال المحموم من قبل المجتمع إلى الرياضة، يعتبر غنيمة ثمينة إذا تم استغلاله بما يعود بالنفع والفائدة ، والواقع أننا نلمس ضعفا في الدور الثقافي من قبل الأندية الرياضية تجاه المجتمع وخصوصا فئة الشباب ، فاللجنة الثقافية تساهم في تحديد اتجاه ذوات وأفكار الجمهور· وتساءلت: ما المانع أن يتم توظيف الثقافة التربوية والرياضية والاجتماعية والفكرية في أنديتنا الرياضية ؟ مؤكدة أن الدور الثقافي ليس مقتصرا على المساجد أو المنابر الإعلامية أو الجامعات والمدارس فقط ؟ وأن هناك دورا للأندية ، ولكن هذا الدور لحظي وضعيف وغير فعال· وأشارت إلى أن كل ناد له قدرته الخاصة في تأدية ذلك على حسب إمكاناته ، غير أن أكثر الأندية وخصوصا الكبيرة والرسمية تستطيع توفير الكوادر التي تنظم وتخطط لبرامجها الثقافية على مستوى المجتمع بجميع فئاته، وتستطيع أن تدعمها دعما سخيا، مؤكدة أن المجتمع بكافة فئاته ينتظر دورا إبداعيا ثقافيا واجتماعيا من الأندية الرياضية ، وينشد منها واقعا ملموسا في الاهتمام بشبابها، وأن تستغل هذا الإقبال على متابعة الرياضة بالنافع والمفيد· ويبدو أحمد الغيث المدير التنفيذي لنادي النصر مهموما إلى حد بعيد بالقضية، ويؤكد أن الدور الثقافي والاجتماعي للأندية ''ذهب مع الريح''، وأن اللافتات التي يحملها كل ناد ما هي إلا مجرد لوحات من الماضي، متذكرا الماضي حين كان للأندية دورها الثقافي والاجتماعي وكانت ساحات للإبداع وللأنشطة المجتمعية أو التي تجذب أفراد المجتمع مثل المسرح والندوات وكذلك المجلات التي كانت تصدرها، مشيرا إلى أن الاستراتيجية الجديدة تولي اهتماما بهذه الأمور لكن ذلك يحتاج إلى وقت· أضاف أن التطلعات والأمنيات من كل ناد رياضي أن يساهم في تصحيح العادات والمفاهيم غير السليمة ، والنهوض بالجوانب الثقافية على جميع الأصعدة ، والتعاون على خدمة فئة الشباب على وجه الخصوص، والسعي في الحث على الالتزام بالضوابط والقيم اواحترام الأنظمة التي تسهم في بث الوعي والرقي ، والعمل على ترشيد الوسط الرياضي ،والقيام بالأدوار الثقافية التي يمكن من خلالها أن تصل الرسالة الإسلامية الراقية إلى الجمهور وإلى العالم بأكمله· ولفت الغيث إلى الدور الذي بالإمكان أن يلعبه الإعلام الرياضي على حث الأندية الرياضية كافة من أجل تفعيل دور الأنشطة فيها ليصبح شاملاً وليس مقتصراً على الجانب الرياضي وحده حيث للجانب الثقافي أهمية كبيرة في توعية الشباب وكذلك الحال بالنسبة للجانب الاجتماعي وأهميته حتى تؤكد الأندية رسالتها الحقيقية وبأنها مؤسسات تربوية خلقت لتقدم ماهو أفضل وخدمة المجتمع وهكذا يجب أن تكون· عبد الله ناصر: المتخصصة هي الحل يرى عبد الله ناصر المدير التنفيذي لنادي الوحدة أن الفصل بين المهمتين الآن يعتبر الأفضل من أجل صالحهما معا، وهذا لايعني التقليل من قيمة الثقافة ، بل على العكس هو من أجلها ولصالحها، حتى يكون اهتمام يناسبها من خلال أندية خاصة بها وبدلا من أن تتوه في زحام الرياضة· أضاف أن الأندية في الماضي كانت تقوم بالدور الثقافي والاجتماعي، والآن سادت ثقافة الاحتراف والعولمة، وفي العالم كله هناك حتى أندية متخصصة في الرياضة، فتجد ناديا للكرة وحدها وهكذا، ومن هذا المنطلق لامانع من أن تكون هناك أندية ثقافية متخصصة وأخرى اجتماعية متخصصة حتى يمكن أن نوليها الرعاية والاهتمام، وحتى ننتظر منها إنجازات· وأشار إلى أن النادي المتخصص أفضل من هذا التشعب الكبير الذي لن يخدم الثقافة، فالآن مفهوم ناد رياضي ثقافي يقتصر على وضع عدة كتب أو مكتبة بالنادي، وهذه ليست الثقافة التي ننشدها· مدير الوصل: الهيئة هي المسؤولة حمّل حسن طالب عضو مجلس إدارة ومدير نادي الوصل الهيئة العامة للشباب والرياضة مسؤولية تخلي الأندية عن دورها الثقافي والاجتماعي، وقال: كان عليها مثلما نظمت دوري للكرة أن تنظم مثله ثقافيا، وما حدث كان فقط اجتهادات، والأولى أن تجبر الأندية على الاضطلاع بهذا الدور لا أن تترك الأمر للاجتهادات· أضاف أن شرائح الشباب المتواجدين بالأندية هم من المزاولين للأنشطة الرياضية أو المشرفين على البرامج الثقافية أو الاجتماعية ، وحتى يتم اكتمال بناء الهياكل الخاصة بالروابط الشبابية فإن التآلف شيء أكيد بينها وبين الأندية لتأدية الرسالة المناطة بها وهي إعداد جيل من الشباب الواعي الفاعل المدرك لحجم المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقه· أضاف أن لديه لجنة ثقافية بالنادي تشارك في كل الأيام العالمية، ولكن هذا لايكفي ويجب أن يكون التوجه الثقافي الاجتماعي حالة تعيشها الأندية لتساهم في قضية الهوية التي أصبحت تحديا إماراتيا يجب أن يشارك فيه الجميع، وأن يقف كل فرد أمام مسؤولياته· مدير الأهلي: الاحتراف أضاع الكثير لفت أحمد حارب المدير التنفيذي للنادي الأهلي إلى أن تغييب الثقافة وعدم الاهتمام بها كما يجب لم يعد فقط في الأندية وإنما امتد إلى الساحة الثقافية نفسها، مشيرا إلى أن مقولة الاحتراف قادم أضاعت الكثير، وأنه إذا كانت البداية بالكرة فلا أحد يعرف ماذا سيكون غدا، وفي ظل هوس الاحتراف الممتد في كل شيء غابت الثقافة حتى عن المؤسسات الثقافية نفسها، وأصبح الجانب الإجتماعي والثقافي في الأندية شيئا من الماضي· أضاف أن ميزانية الجانب الثقافي والاجتماعي في الأندية لاتتجاوز 10% وهي مخصصات هزيلة، ولكن هناك أندية لها دور ثقافي، قد يكون دون الطموح لكنه يمثل بصيصا من أمل، وإن كان في كل الأحوال ليس مثلما كان عليه الحال في الماضي· وأكد أن المادة طغت على كل شيء، وأن الرياضة خطفت الأضواء والشباب من الثقافة لأن مردودها المادي أكبر، وبإمكانك أن تقرر بنفسك وتحكم على المشهد من خلال دعوة لندوة وأخرى لمباراة في الكرة·· لن تجد أحدا في الندوة، وستباع دعوات الكرة في السوق السوداء·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©